لعشاق القصص المثيرة والغامضة جئنا لكم فى موقعنا المتميز صفحة بمجموعة متميزة من القصص المرعبة والتى تحتوى على الكثير من التفاصيل المثيرة والشيقة ومنها تلك القصص قصة أشباح الفيرساى لنتعرف سويا على تفاصيل القصة :
عاد بهن الزمان الى اكثر من مئة عام الى الوراء!!الآنسة شارلوت موبرلي هي عانس انكليزية على مستوى عالي من التعليم و الثقافة , و هي كذلك أكاديمية محترمة و أول امرأة تتقلد رئاسة إحدى الكليات في جامعة اوكسفورد , كانت في السادسة و الخمسين من العمر عندما قامت برحلة استجمام الى فرنسا برفقة مساعدتها في الكلية الآنسة الينور جورديان , و هي امرأة عازبة أيضا في الثامنة و الثلاثين من العمر و أكاديمية محترمة , و كجزء من برنامج الرحلة للإطلاع على مختلف الأماكن السياحية في فرنسا , قررت المرأتان زيارة قصر فيرساي الفرنسي الشهير , و هو قصر اتخذته العائلة المالكة الفرنسية مقرا لها خلال فترات متقطعة من التاريخ و تحيط به حدائق غناء واسعة و عدد من القصور و البيوت الفخمة التي كان ملوك فرنسا عادة ما يشيدونها لعشيقاتهم , و بعد الثورة الفرنسية تحول القصر و ما يتبعه من حدائق و أبنية الى متحف يصور حياة الترف و البذخ التي كان ملوك فرنسا يعيشونها.
في 10 آب / أغسطس عام 1901 , توجهت الآنسة موبرلي و زميلتها , بواسطة القطار , صوب القصور الملكية في فيرساي التي كانت آنذاك تبعد عدة أميال عن العاصمة باريس (حاليا ضمن ضواحيها) , و كانت المرأتين تتوقعان رحلة جميلة و ممتعة و لم يدر بخلدهما أبدا ما سحدث معهما في حدائق القصر , و التجربة الغريبة التي سيخوضانها هناك و التي ستصبح موضوعا لكتاب مشترك سيصدر عام 1911 بعنوان (مغامرة " An Adventure ") , ستسرد فيه المرأتين القصة التي عاشتاها في فيرساي , طبعا تحت أسماء مستعارة , و ما ستطالعه أدناه عزيزي القارئ هو مختصر لتلك الرواية.
رحلة مع اشباح الماضي
بسبب قلة معرفتهن بالتاريخ الفرنسي فأن القطع المعروضة لم تستوقفهن كثيرا و سرعان ما اكملن جولتهن داخل قصر الفيرساي و بما ان الوقت كان لازال مبكرا للعودة الى باريس لذلك قررن القيام بزيارة الى البيتي ترينون (Petit Trianon ) و هو بيت ريفي فخم يقع بالقرب من قصر الفيرساي , كان الملك لويس الخامس عشر قد شيده لعشيقته مدام دي بومبادور , ثم اتخذته الملكة ماري انطوانيت مسكنا لها خلال فترات متقطعة لخوض مغامراتها العاطفية بعيدا عن اعين المتطفلين و جواسيس البلاط. و قد استعانت الانسة موبرلي و رفيقتها بكتيب سياحي قديم للوصول الى غايتهن , فمشين حتى وصلتا الى قصر فخم يدعى الكرانت ترينون , كان الملك لويس الرابع عشر قد بناه لأحدى عشيقاته , و بما ان القصر كان مغلقا لذلك فقد تجاوزتاه وصولا الى الطريق الرئيسي الذي يقود مباشرة الى البيتي ترينون , لكن بسبب قدم الخارطة التي معهن فقد دخلن عن طريق الخطأ الى طريق ضيق اشبه بالزقاق محاط بالاشجار و هنا حدثت اول الامور الغريبة ,
تقول الانسة موبرلي انها تعجبت لأن رفيقتها الانسة جورديان لم تستعلم عن الطريق الصحيح من امرأة كانت تنفض ملابس بيضاء من شباك احد الابنية المحاذية للطريق الضيق الذي دلفن اليه , و لظنها ان الانسة جورديان تعرف الطريق الصحيح فقد تبعتها من دون ان تنبس ببنت شفة , لكن الحقيقة المرعبة التي ستعرفها لاحقا هي ان الانسة جورديان لم ترى أي امرأة لأن الشباك كان مغلقا اصلا!!
ثم بعد مسافة من المشي انتهى الطريق الى مفترق , حيث كانت هناك ثلاثة طرق تتفرع أمامهن و لأنهن شاهدن رجلين يسيران في الطريق الأوسط لذلك قررن اللحاق بهما , كان الرجلين يرتديان ستر خضراء طويلة و يعتمران قبعات قديمة الطراز ثلاثية الزوايا , و قد ظنت المرأتان أنهما مزارعان يعملان في الحديقة , و تقدمت الآنسة جورديان بالسؤال منهما عن الطريق إلى البيتي ترينون فأخبراها بأن تستمر بالسير إلى الأمام , و في هذه الأثناء وقع بصرها على كوخ صغير ذو عتبة حجرية تقف على بابه امرأة تناول إبريقا إلى فتاة صغيرة , و هنا بدء إحساس مزعج بالكئابة و عدم الارتياح يسري في جسد المرأتين و كان يزداد سوءا كلما تقدمتا في الطريق , و في النهاية وصلتا إلى حديقة تغطيها أشجار كثيفة لكنها بدت مسطحة و خالية من التأثيرات , لا أشعة او ظلال او حتى نسمة خفيفة من الهواء تداعب أوراق الأشجار , كان كل شيء ساكنا بصورة عجيبة و بدا كأنهما ينظران إلى لوحة جامدة ,
إلى اليسار كانت هناك عريشه مزينة بالنقوش و إلى جانبها وقف رجل يرتدي عباءة سوداء طويلة و يعتمر قبعة كبيرة داكنة , التفت الرجل نحوهما فشعرتا بشيء من الخوف , كان وجهه خشنا و بشرته قاتمة تغطيها بعض ندوب مرض الجدري و بدت نظرته غير مريحة , و في هذه الأثناء تناهى إلى سمعهن صوت خطوات تقترب منهن , لكن عندما أدارا وجهيهما لم يريا شيئا خلفهن ثم ظهر فجأة رجل بدا كأنه خرج من العدم , كان وسيما و يرتدي ملابس شبيهة بزي فرسان العصور الوسطى , و قد اخبرهما بأنهما يسيران في الطريق الخاطئ و أن الطريق إلى البيتي ترينون يقع إلى يمينهما ,
فمشت المرأتين بسرعة في الاتجاه الذي أشار إليه و عندما أدارت الآنسة موبرلي وجهها لتشكر الفارس الوسيم كان قد اختفى كما ظهر فجأة إلا أن صوت خطواته كانت لاتزال تتردد في المكان , ثم وصلتا إلى قنطرة على جدول مائي صغير عبرتاها و لاح لهما خلفها بيت ريفي صغير في حديقته كانت هناك امرأة متوسطة العمر تجلس على كرسي خشبي و تنظر إلى صحيفة ممدودة على يدها , كانت ترتدي ملابس صيفية خفيفة و تغطي رأسها بقبعة بيضاء , كان شعرها كثيفا و ناعما و وجهها جميلا رغم شحوبه , و عندما مررن قربها رفعت المرأة رأسها و نظرت إليهن , تقول السيدة موبرلي بأنها ظنت انها سائحة مثلهن و لكن ما لفت انتباهها هو طراز الملابس القديم جدا الذي ترتديه , و قد أحست برودة عجيبة تسري في جسدها عندما نظرت إلى عيني المرأة فأشاحت وجهها بسرعة ,
ثم ظهر فجأة رجل من داخل البيت و تقدم نحوهما , كان يرتدي ملابس قديمة أشبه بملابس الخدم و اخبرهما بأن مدخل الترينون يقع في الجهة الأخرى للبيت فاستدارت المرأتين بسرعة و ما أن خرجتا من الحديقة حتى بدء الإحساس بالكئابة و السوداوية يتلاشى و زالت حالة الجمود و السكون الغريبة التي كانت تلف المكان و عاد كل شيء إلى طبيعته و بدا المكان غاصا بالسياح و الزائرين مرة أخرى.
ماذا حدث بعد ذلك ؟
في مساء نفس اليوم عادت الآنستان موبرلي و جورديان إلى باريس و لم تتحدثا أبدا حول ما جرى , لأنهما كانتا غير متأكدتين من حقيقة ما شاهدنه ظهيرة ذلك اليوم , و بعد أسبوع من الحادثة و بينما كانت الآنسة موبرلي تكتب رسالة لأختها في انكلترا , التفتت فجأة نحو الآنسة جورديان و أخبرتها بأنها تعتقد بأن البيتي ترينون مسكون بالأشباح , فأجابت الآنسة جورديان بأنها تعتقد ذلك ايضا , ثم أخذتا تناقشان ما شاهدنه أثناء بحثهن عن البيتي ترينون و عندما تحدثت الآنسة موبرلي عن المرأة ذات القبعة البيضاء التي كانت جالسة في الحديقة أبدت الآنسة جورديان استغرابها و أخبرتها بأنها لم ترى أي امرأة في الحديقة , و هكذا بدئت تتكشف لهن أبعاد التجربة الغريبة التي مررن بها , كانت هناك أشياء شاهدتها الآنسة موبرلي لم تشاهدها الآنسة جورديان مثل المرأة التي كانت تنفض ملابس بيضاء و المرأة التي كانت جالسة في حديقة البيتي ترينون , و في المقابل , كانت هناك أمور رأتها الآنسة جورديان لم ترها الآنسة موبرلي , مثل الكوخ القديم و المرأة و الفتاة أمام بابه , و هناك أشياء رأتها كلاهما مثل الرجلين ذوي الستر الخضراء و الرجل المخيف قرب العريشة و الفارس الوسيم في الحديقة و الخادم الذي خرج من البيتي ترينون و أرشدهم نحو المدخل.
و عندما قامت المرأتين بزيارة الفيرساي مرة أخرى شعرتا بالصدمة , إذ لم يستطعن أبدا العثور على الطريق الذي سلكنه نحو البيتي ترينون و لم يكن هناك اثر للكوخ ذو العتبة الحجرية و لم يجدا أي عريشه في حدائق الفيرساي كلها و لا القنطرة الصغيرة قرب البيتي ترينون , كما صدمن عندما عرفن ان الباب الذي خرج منها الخادم في البيتي ترينون كان مقفلا بقواطع حديدية و لم يفتح منذ عشرات السنين , كما إن الحدائق كانت تغص بالزوار و لم تكن خالية كما في يوم الحادثة.
البحث عن الحقيقة عندما عادتا إلى انكلترا بعد ثلاثة أشهر , بدئن يبحثن في تاريخ الفيرساي و حدائقه , و في العام التالي ذهبن إلى فرنسا للبحث عن خرائط قديمة للقصر و حدائقه , و بدئت الأمور تنجلي شيئا فشيئا , فخلال السنوات العشر التالية توصلت المرأتان إلى حقائق مذهلة.
فقد عرفن انه في يوم 10 آب / أغسطس عام 1792 , سيطر الثوار على القصر الملكي في باريس و شاهد الملك و الملكة بأم أعينهم مقتل جميع أفراد الحرس الملكي , و في ذلك اليوم ألغيت الملكية في فرنسا , و علمتا أن الرجلين الذين كانا يرتديان سترا خضراء طويلة هم من خدم الملكة لأن هؤلاء فقط كان يسمح لهم بارتداء الزي الأخضر , و إن الرجل الذي كان ينتظر قرب العريشة هو من أعداء الملكة و اسمه (Comte de Vaudreuil ) , و ان الفارس الوسيم الذي ظهر فجأة هو رسول كان قد أرسل إلى الملكة لتحذيرها من زحف الثوار نحو القصر ,
أما السيدة التي كانت تجلس في حديقة البيتي ترينون , فلم تكن سوى ماري أنطوانيت ملكة فرنسا , كما عثرن أثناء بحثهن في الخرائط القديمة على تصاميم قديمة للحدائق , و استطعن التعرف على الطريق الذي سلكنه في يوم الحادثة , كما استطعن تحديد مكان الكوخ ذو العتبة الحجرية و العريشة , و في عام 1903 كانت المفاجأة الكبرى عندما وجدن خارطة قديمة و نادرة تظهر وجود قنطرة تؤدي إلى قصر البيتي ترينون و هو ما لم يكن مثبتا على أي خريطة أخرى حتى ذلك الزمان.
لسنوات عديدة و حتى بعد وفاة الآنسة جورديان المفاجئ عام 1924 و وفاة الآنسة موبرلي عام 1937 , ظل الجدل حول ما
ماذا حدث حقا في البيتي ترينون ؟رأته المرأتان في حدائق الفيرساي قائما , البعض يعتقد ان ما شاهدنه في ذلك اليوم كانت حادثة حقيقة و ان تجربتهن هذه تسمى تداخل الأبعاد و الأزمان , حيث يطل الماضي على الحاضر او بالعكس , و هي نظرية لم تثبت علميا , و هذا البعض المؤيد يستند إلى شخصية الآنسة موبرلي و جورديان , فقد كانتا من الشخصيات الأكاديمية المثقفة و المحترمة مما يبعد عنهما شبهة تلفيق الحادثة , كما ان الأدلة و الشواهد التي ذكرتاها حول ما رأينه في ذلك اليوم تثبت أنهن مررن حقا بتلك التجربة.
في المقابل فأن فريق المشككين يوردون عدد من الحجج لدحض القصة , إحداها ان ما شاهدته المرأتان في ذلك اليوم لم يكن سوى أشخاص مشاركين في إحدى الحفلات التنكرية , حيث ان المنطقة القريبة من الحدائق كانت مأهولة بعدة ضياع يملكها الأغنياء و لم يكن غريبا او نادرا عمل هكذا حفلات , لكن العيب في هذه الحجة هي أنها لا تفسر تغير تصميم الحديقة , فأحتمال وجود حفلة تنكرية وارد طبعا لكن تغيير تصميم الحديقة في يوم واحد ثم إعادته لما كان عليه غير وارد أبدا.
حجة أخرى يوردها المشككون , هي ان ما رأته المرأتين في ذلك اليوم لم يكن سوى نوع من الهلوسة الجماعية و لهذا السبب فأن هناك أشياء رأتها الآنسة موبرلي و لم ترها الآنسة جورديان و بالعكس , و ان الفترة الطويلة التي قضيناها في البحث حول الأدلة التاريخية قد حولت هذه الهلوسة في دماغهن إلى حقيقة , و هي حالة موجودة عند اغلب الناس , فأحيانا نرى أشخاص او أماكن للمرة الأولى و لكن يسيطر علينا إحساس قوي بأننا شاهدناها سابقا.
و تبقى الحجة الأخيرة للمشككين , و هي الأقوى , بأن المرأتين بينما كانتا معا في فرنسا او في حدائق الفيرساي قررتا تلفيق هذه القصة بالكامل , ربما لغرض التسلية ثم تحول الأمر بالتدريج الى ما يشبه النكتة او المزحة التي لا يمكن التراجع عنها , او ربما لغرض الشهرة , لكن ما يضعف هذه الحجة هي ان الكتاب الذي صدر حول هذه القضية كان بأسماء مستعارة و لم تكشف الأسماء الحقيقية الا عام 1930 أي بعد وفاة الآنسة جورديان بستة أعوام.
اتمنى ان تكون القصة حازت على اعجابك والى لقاء متجدد مع المزيد من القصص المثيرة