الجاسوس الاسرائيلى عزام عزام الجزء الأول حيث دائما مصالح الدول تتشابك فيما بينها مما يحتاج معها الى تجنيد جواسيس فى الدول الاخرى لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب الدول المخترقة ولذلك نجد ان الجاسوسية منتشرة بين جميع الدول منذ فجر التاريخ نجد الكثير من القصص التى اكتشفت وما خفيا كان أعظم بالطبع ومن قصص الجاسوسية قصة الجاسوس الاسرائيلى عزام عزام الجزء الثانى:
تم القبض علي عزام عزام ١٩٩٦ و توجيه تهمه التجسس الصناعي له هو و شريكه عماد اسماعيل و مني شواهنه و زهرة جريس (الأخيرتان هاربتان)
و في التحقيقات معه روى عزام قصته منذ الميلاد و حتى مجيئه إلى مصر حيث قال إنه عمل في مصنع سيجاف في اسرائيل و جاء مصريان أحدهما اسمه عماد و الثاني وجدي للتدريب و أوكل له مدير المصنع بوصفه ميكانيكي رئيسي في المصنع تدريب وجدي و دربه لمدة ١٥ يوما إلى أن نقل إلى مصنع آخر، و في هذه الفترة عرفني على صديقه عماد.
و عن قصة مجيئه إلى مصر قال إن مستر "زيجي" اتفق مع المهندس سمير رياض " مصري" على تكوين شركة مشتركة بينهما في مصر، واشترط زيجي أن يشرف اسرائيلي على مصنع مصر، فأختار شقيقه وفا عزام لإدارة المصنع في القاهرة، و قررت إدارة الشركة في اسرائيل أن تبعث ميكانيكيا لتدريب العمال في مصر على ماكينات المصنع لفترة محدودة ثم يعود ويتولى ميكانيكي آخر مكانه في البداية حضر يوسف ساسان و بعده عزام عزام.
**سألته النيابة: ما هي المنتجات التي يتم تصنيعها في مصر؟
عزام: المصنع ينتج ملابس داخلية حريمي
**متي تعرفت على زهرة يوسف جريس؟
قبل أن أعمل في مصنع عين الأسد عملت في مصنع اسمه "الحسن" وكانت زهرة تعمل فيه بقسم التعبئة.. بعد عامين نقلوني إلى مصنع قرية اسمها "جيت" وبعد فترة عملت معنا زهرة.. لم نكن صديقين لأنها كانت تعتقد أنني كنت أبحث عما إذا كانت تسرق أم لا.
**ما الذي كنت تعرفه عنها أثناء فترة عملك معها؟
إنطباعي عنها كان سيئا كان يظهر عليها أنها ميسورة ماليا لأنها كانت تركب سيارات جديدة و تلبس ذهبا كثيرا و تسافر دائما إلى خارج اسرائيل كل هذه العلامات تدل على أن معها أموالا ولكني لم أكن أعرف من أين جاءت بها.
**هل سبق أن اصطحبت عماد و وجدي لزيارة مصنع عين الأسد أثناء وجودهما في اسرائيل؟
بعدما ذهبنا نشتري أشياء من عند صديق لي و كان معي عماد وو جدي في يوم جمعة أخبرتهما بمصنع عين الأسد فطلبا رؤيته و بالفعل أخذتهما في جولة داخله ثم خرجنا بعد ذلك.
**وهل يعمل المصنع يوم الجمعة؟
أغلب أيام الجمع يأخذ المصنع أجازة، ولكن في بعض هذه الأيام يعمل عندما تكون هناك طلبية و بعدد عمال مناسب.
**هل سلمتهما عينات من إنتاج المصنع؟
لا.. هذه ليست من صلاحياتي.
**هل كنت تعلم أن عماد يرغب في الزواج من زهرة؟
عماد كان يقول إنه يرغب في عروس من اسرائيل ولكني لم أكن أعرف أنه كان يرغب في الزواج من زهرة.
**هل تعرف سبب رغبته في الزواج من اسرائيلية؟
هو كان يريد ذلك فأخبرته بأن العينات عنده كثيرة و عليه أن يختار.
* ألم تصطحب فتاتين للشابين المصريين وعرضت عليهما ممارسة الجنس معهما؟
لا عماد سألني عن بنات يمارس الجنس معهن، فأخبرته بأننا في اسرائيل و هناك شوارع مخصصة لذلك و فيها البنات.. لكنني لا استطيع أن أحضر له بنات في الفندق.
**ألم تخبر عماد أن زهرة غير متزوجة ومعها أموال كثيرة.
لا اتذكر ذلك.
**وما علاقتك بمنى أحمد شواهنة؟
لا أعرف أحدا بهذا الاسم.
**ما هي علاقتك بميكي مدير المصنع الذي تعمل فيه زهرة؟
ميكي كان مديري في مصنع عين الأسد وكنا صديقين في هذا الوقت ، وبعد أن ترك المصنع و فتح مصنعا خاصا به انقطعت علاقتنا.
**ما هي علاقتك بماهر نمر؟
لا أعرف أحدا في اسرائيل بهذا الاسم.
**ما هي علاقتك بايزاك الذي يعمل في الفندق الذي اقام فيه المصريون في اسرائيل؟
لا أعرفه.
**هل عرفت وجود علاقة بين زهرة و ميكي في المخابرات الاسرائيلية؟
لا أعرف سوى أنهما صديقان.
**ما قولك فيما قرره عماد بأنك سلمت له " لفة" أثناء زيارتكم لمصنع عين الأسد وطلبت منه عدم إبلاغ أحد؟
أنا لم أعطه شيئا لأنني لا أملك الصلاحية.
**ما قولك في ما قرره عماد بأنك ابتعدت عنه عقب تسليمك هذه الملابس له؟
لم يكن عماد صديقا لي.. كل ما فعلته أنني أخذته لنشتري أشياء من دكان لصديق لي.
**ما قولك فيم قرره عماد بأن زهرة طلبت منه الاحتفاظ بالملابس التي أعطيتها له لأهميتها في عمله مع المخابرات الاسرائيلية؟
لا أعرف شيئا عن ذلك مطلقا.
**ما قولك وقد تبين من تحليل تلك القطع وجود حبر سري عليها يستعمل في التراسل السري؟
لم يحدث.. وعمري ما يحصل مني.. أنا لا علاقة لي بالمخابرات الاسرائيلية ولا أعرف أحدا منهم.
" عزام جاسوس محترف وقد تم تدريبه على مواجهة مثل هذا النوع من الأسئلة ويعرف كيف يرد، وإصراره على النفى وتشويه الحقائق، لكن الدائرة كانت تضيق عليه في مواضع أخرى، حين حاول إلصاق التهمة بآخرين في الموساد كما سنرى لاحقا"..
**بماذا تفسر وجود حبر سري في البوديهات التي سلمتها لعماد عبدالحميد اسماعيل؟
أنا عمري ما سمعت عن الحبر السري قبل الآن.. وأنا عندي شك أن يكون لزهرة ومدير المصنع الذي تعمل فيه واسمه ميكي علاقة بالمخابرات الاسرائيلية، وهذا واضح من تصرفاتها مع ميكي، وهما مع بعضهما دائما. لدرجة أنها عندما تركت مصنع "تيفرون" أخذها ميكي لمصنعه ومعها شقيقها فاروق. وميكي يحمل دائما مسدسا ويضعه في حقيبة تحملها زهرة دائما، وفي اسرائيل معروف أنه لا يصرح لأحد بحمل السلاح إلا للمتعامل مع أجهزة الأمن. أيضا ميكي كان مجرد أجير في شركة "تيفرون" لكن بعد أن خرج منها أصبح فجأة يتملك شركة، ولا تسمح الحكومة لأي أحد في اسرائيل بتكوين شركة، ولما تسمح لشخص معين بذلك تعطيه تسهيلات في الضرائب وائتمان في صورة أموال وميزات أخرى، وهذا كله يدل على علاقته بالمخابرات الاسرائيلية.
"وتتوالى إجابات عزام بين النفي والمراوغة أو محاولة إلصاق التهمة بالغير حتى لو اقتضت الأمور وصفا تفصيليا عن هذا الغير.. لكن أخطر هذه الاعترافات ما ذكره عن علاقاته في القاهرة وعشيقته المصرية".
يقول عزام: أنا لي علاقة حب بفتاة تعمل في الفندق اسمها عزة.. تعرفت عليها من حوالي 3 شهور عندما بدأت أقيم في فندق السلام.. وكنت مرة أجلس في لوبي الفندق فجاءت لتكلمني ومن يومها وأنا أجلس معها على طاولتها في لوبي الفندق وأتكلم معها.. وأول مرة جلست معها عرفت أنني اسرائيلي فأصيبت بالخضة فقلت لها إن في اسرائيل عربا وأنا منهم.. وهذا كان شيئا غريبا بالنسبة لها، ثم بدأنا نخرج سويا للغداء والعشاء، وكان الوقت المسموح لها أن تجلس معي ساعة ونصف الساعة بالكثير وقد تعرفت على أخوتها.
**من أين حصلت على الخطاب الذي كان معك أثناء تفتيشك؟
قبل القبض علي كنت مع صديق اسرائيلي اسمه فايز نشتري حذاء من محل زلط بشارع سليمان باشا ودار حوار بين صاحب المحل وفايز وعرف من نكون فسأل من منكما القريب من منطقة الناصرة فقلت إنها تبعد عن بيتي ٣٥ دقيقة بالسيارة فطلب أن يعطيني رسالة لشقيقه واسمه جمال منصور في مطعم اسمه الطابون.
**ما سبب احتفاظك بخمس استمارات خاصة بالحصول على تأشيرة دخول مصر من القسم القنصلي بسفارة مصر في تل ابيب؟
لكي أحصل على تأشيرة لابد أن اكتب الطلب ومعه صورة واقدم اربع طلبات أخرى مع جواز السفر.
**ما هي علاقتك بالاسماء الواردة في الورقة التي عثر عليها في فندق السلام ومن هم أصحاب العناوين؟
هذه الورقة بخطي.. عبدالحليم يعمل في السفارة المصرية بتل ابيب. وكنت اتصلت بالسفارة لكي اعمل فيزا لي، وعندما عرف انني اعمل في مصنع ملابس عرضت أن ارسل له هدية من منتجات الشركة فطلب مني أن أعطيها لزوجته " ع.ع" في مصر وأعطاني رقم تليفونها المكتوب في الورقة لكي اتصل بها واسلمها الهدية، واتصلت بها في مصر وسلمتها عدد من القطع الداخلية .. وعادل عثمان يعمل ايضا في السفارة المصرية وعرضت عليه أيضا الهدية وسلمتها لمدام "ع.ع" لتوصلها لخطيبته و كانت ملابس داخليه حريمي أيضا.
**من هو يحيي سرحان المدون في أوراقك؟
هو ابن الممثل شكري سرحان.. فمرة كنت في الفندق وهو كان جالسا مع بنت تعمل هناك اسمها نشوى فعرفتني عليه وعرفت أن عنده مكتب للدعاية و الإعلان وأعطاني عنوانه و رقم تليفونه في البيت والعمل وكنت اتصل به وخرجنا أكثر من مرة لنتناول العشاء و علاقتي به علاقة صداقة، وهو قال لي إنه يعرف صديقا شاعرا اسمه أحمد فؤاد نجم وأعطاني رقم تليفونه وأنا أتصلت به مرة و وجدته نائما.. ويحيي قال لي إذا سألني هذا الرجل من أين أتيت برقم تليفونه، أقول له إنني صديق محمد نجم و أنا لا أعرف من هو محمد نجم.
**مكتوب على الورقة العنوان " 5 شارع قصر النيل أمام سينما قصر النيل؟
هذا عنوان يحيي سرحان.
**ما هي علاقتك بمحمد البهي؟
أعرفه شخصيا ورأيته مرة أو مرتين في السفارة المصرية في اسرائيل.
**ومن الذي اعطاك رقم شقيق زوجته؟
محمد البهي لأنه كان يبعث معي هدايا لزوجته ولشقيقها حمدي...
وعرضت عليه النيابة الصور التي تم العثور عليها في غرفته بالفندق عندما تم القبض عليه وتبين أنها صورا له مع " تمام" صديقته الاسرائيلية وصورا أخرى مع " تحية" بملاهي السندباد وصور مع صديق مصري يدعى بولس وخمس صور تجمع بينه وبين صديقته عزة وصورة أخرى معها في قرية فلفلة.. ومن خلال تلك الصور تبين أن عزام كانت تربطه علاقات حميمة مع مصريين داخل مصر أو في السفارة المصرية في اسرائيل. وأنه كان يتمتع بحرية حركة داخل المجتمع المصري لدرجة أنه تعرف على اسرة صديقته عزة و جاب شوارع القاهرة بحثا عن بيوت موظفي السفارة المصرية في تل ابيب ليوزع هداياه.
بعد ذلك حكم عليه بالسجن ١٥ عاما في ٣٠ اغسطس عام ١٩٩٧ بنما حكم علي عماد شريكه بالسجن ٢٥ عام
في ١٥ ديسمبر ٢٠٠٤ أطلق سراح عزام بعد قضائه حوالي ثماني سنوات في السجن و هي نصف مدة العقوبة
و جاء الإفراج عن عزام مفاجأة للكثيرين داخل مصر وخارجها فقد رفضت السلطات المصرية مراراً و تكراراً طلب الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة و الوساطات الأميركية و الدولية الإفراج عنه و بعد أن أكدت مصر على أن القضاء وحده هو الحكم الأوحد
الإفراج عنه تم بمبادله ستة طلاب مصريين ضلوا طريقهم أو بالأحرى عبروا الحدود إلى إسرائيل عن طريق الخطأ كما تردد في معظم وسائل الإعلام المصرية بينما ذكرت بعض المصادر الإسرائيلية رواية أخرى و تظل التفاصيل الحقيقية رهن التكهنات في صفقة انتقدها الكثيرون في العالم العربي، كيف؟ ولماذا؟ رغم أحاديث من هنا وهناك عن صفقة أكبر وأهم وسؤال ملح عن هوية و دوافع الطلاب الستة، أسئلة كثيرة و روايات متناثرة و فرضية امتلأت بها صفحات الصحف العربية و الدولية ما بين قائل بأن القصة كلها ما هي إلا عمل استخباراتي أمني من أجل تحسين العلاقات المتردية بين مصر وإسرائيل في أواخر التسعينات، وبين آخر يؤكد على أن الصفقة ما هي إلا ثمن تدفعه مصر إرضاءً لأميركا في ظل ظروف سياسية غاية في الحساسية
في عام ٢٠٠٩ بثت القناة العاشرة الإسرائيلية تقريرا عن عزام تناول الحديث عن استعداد عزام لنشر كتاب عن السنوات الثمانى التى قضاها فى السجن بمصر.. الكتاب يقع فى نحو ٢٠٠ عمود و يحمل اسم «هل أنت عميل للموساد؟» و هو السؤال الذى طالما وجه إليه حتى من أقرب الناس إليه.
وفى حديث للقناة قال «زوزو» ابن عزام عزام إنه لا يعلم ما إذا كان والده بالفعل عمل جاسوسا أم لا؟ و لكنه سيكون فخورا إذا كان والده بالفعل تجسس وتخابر لصالح إسرائيل.
و لم يتردد عزام عزام الدرزى الأصل فى ترديد مزاعم عن العنف والتعذيب الذى تعرض له فى السجن المصرى، مشيرا إلى أنه لن ينسى تجريده من ملابسه و تعرضه للضرب و تعليقه من قدميه و وضع رأسه فى الماء.
و قد وصف مكتب شارون الإفراج عن عزام بأنه "لفتة شخصية" من الرئيس المصري حسني مبارك قوبلت بموافقة اسرائيل بالإفراج عن المتسللين.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن الإفراج عن عزام بعد سبع سنوات تم لأسباب صحية.
و قال شارون للصحفيين انه شكر لمبارك في مكالمة هاتفية ناقشا خلالها تحسين العلاقات بين مصر وإسرائيل.
و بعد عبوره الحدود الإسرائيلية وجه عزام شكره للحكومة لمساعدتها في الإفراج عنه.
و قال: "شكرا لإعادتي إلى وطني و منحي حياة جديدة".
و قال شاهد عيان إن عزام صرخ قائلا "لقد ولدت من جديد" لدى عبوره نقطة تفتيش إسرائيلية في إيلات.
و قال عزام في حشد من مستقبليه في إيلات "إن شارون أخرجني من القبر و أعادني للحياة من جديد".
و عانق عزام رئيس الوزراء الاسرائيلي في فندق في تل ابيب والعلم الاسرائيلي يلف كتفيه و بعد ساعات استقبلته بلدته مرار في شمال اسرائيل بالالعاب النارية و قضى الاف السكان المحليين يوم الاحد وهم يحتفلون و بعضهم يرقص بالاعلام الاسرائيلية.
فى النهاية نتمنى ان تكون القصة نالت على اعجابكم والى لقاء متجدد مع المزيد من القصص المثيرة والممتعة