لعشاق القصص المثيرة والغامضة جئنا لكم فى موقعنا المتميز صفحة بمجموعة متميزة من القصص المرعبة والتى تحتوى على الكثير من التفاصيل المثيرة والشيقة ومنها تلك القصص قصة السيدة بيرل وشبح الويجا لنتعرف سويا على تفاصيل القصة :
بيرل كورن (Pearl Curran ) كانت امرأة متزوجة تعيش حياة عادية و هادئة مع زوجها جون كورن في ولاية ميسوري الأمريكية , كان تحصيلها الدراسي متوسطا و لم تكن ذات خيال رحب و لا طموح واسع , الشيء الوحيد الذي أحبته في حياتها هو الموسيقى إذ كانت تحلم في طفولتها بأن تصبح مطربة مشهورة و أخذت دروسا في العزف على البيانو , الا انها مثل اغلب الناس , لم تحقق أحلامها أبدا.
لم يكن لدى السيدة كورن و زوجها أي اهتمام بالأدب او الشعر و لم يمتلكا في بيتهما سوى عدة كتب عامة , لم يكونا ثريين لكن حياتهما كانت مريحة , كانت لديهما خادمة في المنزل و كانا يتمتعان غالبا في تناول الطعام في المطاعم و ارتياد المسارح و دور الأوبرا , كانا ثنائيا اجتماعيا أحبا الالتقاء بالأصدقاء و لعب الورق للتسلية مع الجيران.
في النهار عندما يكون زوجها في العمل , كانت السيدة كورن تقضي جل وقتها مع صديقتها و جارتها السيدة ايميلي هاجنز , و في احد أيام الصيف الحارة من عام 1912 كانت الصديقتان تتبادلان أطراف الحديث في منزل إحدى الجارات التي تؤمن بقدرات لوح الويجا , و هو لوح خشبي يزعم الوسطاء الروحيون بإمكانية الاتصال بأرواح الموتى عن طريقه , و قد اقترحت السيدة هاجينز , على سبيل المزاح , الاتصال بروح احد أقاربها , و على رغم انها لم تحصل من حركة يدها العشوائية فوق الأحرف المنقوشة على اللوح الا على عدة كلمات غير مفهومة , الا ان التجربة أعجبتها لدرجة انها قررت شراء لوح ويجا لنفسها , و قد حملته بعد عدة ايام الى بيت صديقتها السيدة كورن لتجربته.
لم تكن السيدة كورن تؤمن بقدرات الويجا و كانت تعتبرها أداة سخيفة لإضاعة الوقت لكنها شاركت صديقتها في استخدام اللوح من باب المجاملة , في البدء لم تحصل السيدتان سوى على عدة كلمات بدون معنى , لكن فجأة بدا كما لو ان قوة عجيبة دبت في مؤشر اللوح الذي اخذ ينتقل بين الحروف بسرعة ليعطي الرسالة التالية : "قبل أقمار عديدة حييت و ها قد عدت , بيشنز وورث (Patience Worth ) هو اسمي" , دب الخوف في أوصال السيدتين فقد كانتا موقنتين بأنهما قد حصلتا على اتصال مع شبح امرأة ما , و عندما سألاها من تكون ؟ جاءت الإجابة من خلال اللوح لتخبرهما بأنها كانت تعيش "خلف البحار" بين عامي 1649 - 1694.
في الأيام التالية استمرت السيدتان في الاتصال مع الشبح عن طريق لوح اليوجا , و قد عرفن بأنها عاشت في انكلترا و لكنها لم تحدد في أي جزء منها , الا ان الوصف الذي أعطته للمكان الذي ترعرعت فيه جعل العديد من الخبراء يظنون في انها ولدت على الأرجح في مقاطعة دورست شاير الانكليزية , كما استطاعتا معرفة كيف ماتت , فقد أخبرتهما بيشنز وورث بأنها سافرت الى أمريكا و نزلت الى الشاطئ قرب نيويورك عام 1694 (كانت آنذاك تحت سيطرة الدنمركيين و اسمها نيو امستردام و لم تكن سوى حصن تحيط به عدة أكواخ خشبية) و أنها قتلت على يد الهنود الحمر.
رغم حضور السيدة هاجنز لأغلب جلسات الاتصال مع الشبح الا ان الرسائل الروحية كانت تأتي للسيدة كورن على وجه الخصوص , و قد أخذت هذه الرسائل تتسارع حتى بدا كأنها تنتقل مباشرة الى عقل السيدة كورن , لقد أصبح الأمر أشبه بالتخاطر و لم تعد السيدة كورن تحتاج الى لوح الويجا , و بالتدريج أخذت كلمات الشبح تأخذ شكل الروايات و الأشعار و الخواطر عن حياة سابقة عاشتها بيشنز وورث لذلك اشترت السيدة كورن آلة طابعة لمواكبة شهية الشبح المفتوحة للكلام.
أخذت قصة السيدة كورن مع الشبح تذيع شيئا فشيئا بين الناس و أصبح الكثيرون يزورها في المنزل لرؤية كيفية تواصلها مع الشبح و لشدة دهشتهم كانوا يرونها تجلس خلف الآلة الطابعة في غرفة مفتوحة و مضاءة جيدا على عكس بقية الوسطاء الروحيون الذين يجلسون عادة في غرف مظلمة تحيط بها الستائر الداكنة.
السيدة كورن وصفت كيفية تواصلها مع شبح بيشنز قائلة بأن الكلمات تتدفق اليها فجأة فتشعر للحظات ببعض الضغط و الثقل في رأسها ثم تبدأ المناظر و الصور تبرز أمامها جلية كأنها تشاهد شريطا سينمائيا , كان بإمكانها رؤية التفاصيل الدقيقة لكل منظر , اذا كان هناك شخصان يتحادثان و يمشيان فأن بإمكانها رؤية الطريق الذي يسيران عليه و الحشائش المتناثرة على جانبيه و الخلفية البعيدة للمنظر , اذا كانا يتحدثان لغة أجنبية فبإمكانها سماع كلماتهما التي يأتي معها صوت بيشنز لتفهمها ما يقولان و أي مقطع من حديثهما يجب ان تضمنه في القصة , أحيانا كانت ترى نفسها في وسط المنظر تتنقل بين الشخصيات كأنها في وسط متحف حتى أنها تعرفت على كثير من الأدوات و الملابس التي لم ترها في حياتها سابقا و التي انقرضت منذ مئات السنين و سمعت كلمات و جمل لم يعد احد يستعملها منذ عدة أجيال.
و يبدو ان بيشنز وورث كانت أديبة و مثقفة من الطراز الأول , اذ أخذت أشعارها و رواياتها تثير اهتمام النقاد و صارت الجرائد تكتب عنها و تطبع مقتطفات من قصائدها , و في عام 1918 اختيرت كواحدة من أفضل الكتاب في نيويورك و دعيت السيدة كورن لحضور مهرجان الشعر الأمريكي في نفس السنة لتجلس على قدم المساواة مع أشهر الشعراء الأمريكان آنذاك , و طبعت إحدى رواياتها The Sorry Tale (هذه الرواية موجودة في الأسواق و تباع على موقع أمازون كوم تحت عنوان The Sorry Tale: A Story of the Time of Christ و اسم المؤلف هو بيشنز وورث) و اعتبرها بعض النقاد تحفة أدبية , و قد علق احد الشعراء الأمريكان المشهورين ردا على المشككين في قصة السيدة كورن مع الشبح قائلا : "انا غير مستعد لإبداء رأيي حول ما اذا كانت أشعار السيدة كورن مصدرها هو بيشنز وورث ام لا , لكن بدون شك ان ما أنتجته هو عمل أدبي راقي".
في عام 1922 توفى زوج السيدة كورن بينما كانت في الشهر السادس من حملها , ثم توفت والدتها في نفس العام و ساءت حالتها المادية الى درجة قبولها بالمساعدة المالية من بعض الأصدقاء , و خلال السنوات التالية تزوجت السيدة كورن مرتين و لكن كلا الزواجين كانا فاشلين ثم انتقلت عام 1930 الى كاليفورنيا للعيش مع بعض الأصدقاء , و رغم جميع الظروف و المحن التي مرت بها الا ان اتصالها مع شبح بيشنز وورث لم ينقطع و استمر حتى يوم 25 تشرين الثاني / نوفمبر 1937 , في ذلك اليوم حدث الاتصال الأخير بينهما , و كانت اخر رسالة هي الأكثر غرابة في القصة , لقد كانت أشبه برسالة الوداع و عندما سألت السيدة كورن الشبح باستغراب عن سبب رحيلها المفاجئ , أنبأتها بيشنز بأنها , أي السيدة كورن , ستموت عن قريب , و في مساء ذلك اليوم أخبرت السيدة كورن إحدى صديقاتها و تدعى دوتسي سمث عن رسالة بيشنز الأخيرة قائلة : "آه دوتسي , لقد أرتني بيشنز للتو نهاية الطريق" , و مع ان السيدة كورن لم تكن تشكو أي مرض او عارض صحي الا انها أصيبت فجأة بذات الرئة و ماتت في 3 كانون الأول / ديسمبر 1937 و كانت تبلغ حينها الرابعة و الخمسين من العمر.
لسنوات طويلة كانت قصة بيرل كورن محل جدل و نقاش بين مؤيد و مشكك , لكل فريق حججه و مبرراته , فالمشككين يعتقدون بأن موهبة الكتابة و التأليف كانت موجودة و كامنة لدى السيدة كورن و انها كانت بحاجة الى وسيلة لإخراجها فاخترعت لهذا الغرض شخصية شبح بيشنز وورث و لجذب الانتباه الى كتاباتها , اذ ان غرابة قصتها هي التي ساهمت بالدرجة الأساس في ذيوع صيتها , احد النقاد شبه الأمر بصف طويل من النساء فيه امرأة ترفع ثوبها لتكشف عن ساقيها , بالتأكيد جميع الأنظار ستتوجه اليها.
و من الحجج الأخرى للمشككين هي انه لم يثبت أبدا بأنه كان هناك سيدة اسمها بيشنز وورث عاشت يوما في دورست شاير في انكلترا و لا كانت هناك امرأة توفيت في أمريكا عام 1694 بهذا الاسم , اضف الى ذلك ان بعض المقاطع و الإشارات في روايات بيشنز وورث بدت كأنها تصف أحداثا وقعت في العصر الفيكتوري و هو عصر لاحق لوفاتها بمائتي عام.
اما فريق المؤيدين لقصة السيدة كورن فيحتجون بأنه لم يثبت أبدا بأن بيرل كورن قرضت الشعر او الفت القصص قبل اتصالها بشبح بيشنز وورث و انها كانت ذات مستوى ثقافي و دراسي متواضع فكيف تمكنت من تأليف كل هذه الروايات و الأشعار بلغة أدبية عالية تحتوي على كلمات و جمل قديمة تعود الى عصر شكسبير و هي لغة لم يعد احد يستعملها , بل ان احد النقاد كتب معلقا عن هذه اللغة قائلا بأنها تنقسم الى 90 % أنجلو - سكسونية و 10 % فرنسية و كلماتها قديمة لم يعد يستخدمها احد منذ القرن السابع عشر فكيف لسيدة تعيش في ولاية ميسوري الأمريكية في القرن العشرين و لم تزر انكلترا في حياتها ان تكتب بهذه اللغة , و كيف لها ان تصف بصورة صحيحة مناطق و مناظر من دولة لم تشاهدها في حياتها ؟ كما ان عدم العثور على اسم بيشنز وورث في سجلات القرن السابع عشر لا يعني بأنها لم تكن موجودة في ذلك العصر حيث ليس من العدل مقارنة سجلات ذلك الزمان البدائية و الناقصة بدقة سجلات النفوس في العصر الحديث.
احد الكتاب ألف كتابا ضخما في عشرينيات القرن المنصرم ضمنه عشرات الشهادات عن قضية السيدة كورن , و قد نشر مقالا في الجرائد آنذاك طالبا من أي شخص لديه أي معلومة يمكن ان تكشف عن كذب السيدة كورن او تشوه سمعتها و تخزي ماضيها بأن يتصل به و لكن أحدا لم يتصل.
ختاما ينبغي ان نذكر بأن قصة شبح بيشنز وورث لم تنتهي تماما بموت السيدة بيرل كورن , إذ لسنوات عديدة بعد وفاتها ظهر الكثير من المدعين و المدعيات الذين زعموا بأن الشبح اتصل بهم , إحدى هؤلاء ذهبت بعيدا الى درجة انها أصدرت ديوانا شعريا ادعت انه من نظم بيشنز وورث الا ان النقاد اجمعوا بأن قصائد الديوان لا ترقى أبدا الى جودة الأشعار التي كتبتها السيدة بيرل كورن.
اتمنى ان تكون القصة حازت على اعجابك والى لقاء متجدد مع المزيد من القصص المثيرة