يحكى أن رجل عجوز يحكى خاطرة من خواطره ويقول:
كنت طفل ! وتمنيت أن أدخل المدرسة وأتعلم مثل بقية الأطفال، وفعلا دخلت المدرسة و عشت طفولتي و مراهقتي .
ثم ما لبثت إلا أن سئمت منها وتمنيت أن أدخل الجامعة، وفعلا دخلت لكن ما أن لبثت أيضا حتى مللت منها وتمنيت أن أتخرج لأرتاح، وفعلا تخرجت .
لكن قتلتني الوحدة، وتمنيت أن أتزوج وفعلا تزوجت ولكن منزلي موحش يقتله الصمت .
فتمنيت أن أرزق بالأطفال، وفعلا رزقت بالأطفال لكنني ما لبثت إلا و قد سئمت من جدران المنزل، فتمنيت، أن أتوظف وفعلا توظفت و أصبح هاجسي أن أمتلك منزلا، وفعلا وبعد عناء وشقاء إمتلكت المنزل .
ولكن أولادي كبروا فتمنيت أن أزوجهم وفعلا تزوجوا، لكنني سئمت من العمل و من مشاقه، فقد أصبح يتعبني، فتمنيت أن أتقاعد لأرتاح وفعلا تقاعدت .
و أصبحت وحيد كما كنت بعد تخرجي تماما، لكن بعد تخرجي كنت مقبلاً على الحياة والآن أنا مدبراً عن الحياه و لكن لا زال لدي أماني .
فتمنيت أن أحفظ القرآن لكن ذاكرتي خانتني، فتمنيت أن أصوم لله لكن صحتي لم تسعفني، فتمنيت أن أقوم الليل لكن قدماي لم تعد تقوى على حملي .
العظة من هذة الخاطرة:
أن عليك أن تغتنم صحتك قبل هرمك، ولا يشغلك التفكير برزقك عن التفكير بآخرتك، إن الله ضمن لك الرزق فلا تقلق ولم يضمن لك الجنة فإعمل الصالح لتنالها.