ان كتاب صحيح البخارى هو من ادق الكتب التى كتبت عى وجة الارض وذلك نظرا لمنهج البخارى العلمى فى استقصاء الحقائق من الرواه وتتبع السند ومن تتبع سير الذى يأخذ عنهم الاحاديث الشريفة وكذلك كان يتمتع بذاكرة فولاذية فاليكم قصة حقيقة تدلنا على مدى سرعة حفظ الامام البخارى ودقة حفظة فلنتعرف عليها:
مما يُحكى عن الإمام البخاري أن بعض علماء الكوفة أراد اختبار حفظه؛ فانتظروا حتى جلس البخاري في مجلس العلم في جامع المدينة، وأرسلوا عشرة من الشباب يسألون البخاري، وقد أوصوا كل شاب أن يسأل البخاري في عشرة أحاديث مختلفة؛ لكن بشرط أن يغيّروا سند الأحاديث، (والسند هو سلسلة الرواة الذين رووا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وصل إلى البخاري)؛ فيذكرون سندًا لحديث لم يُعرف به، ودخل الشباب إلى الجامع وبدأوا يسألون البخاري عن الأحاديث الصحيحة في مضمونها والخطأ في سندها، والبخاري كلما سمع حديثًا يقول: لا أعرفه؛ حتى انتهى الشباب العشر من ذكر مائة حديث، والبخاري لا يقول إلا كلمة واحدة: لا أعرفه، ثم التفت البخاري إلى أول شاب، وقال له:
سألتني عن عشرة أحاديث؛ فقلتَ في الحديث الأول: إن من رواه هو فلان بن فلان عن فلان.. (إلى آخر السند)، والصواب أن من رواه هو فلان عن فلان (وذكر السند صحيحًا)، واستمر البخاري يقول المائة حديث كما ذكروها له، ويصوّب لهم سند الأحاديث المائة!!
كنت -ولا أزال- كلما أسمع تلك القصة أنبهر بذاكرة الإمام البخاري، تلك الذاكرة التي أدعوها “الذاكرة الفولاذية”؛ فهو لا يكتفي بحفظ مائة حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسانيدها؛ لكنه يحفظ ما قاله الشباب في المجلس ليختبروه، وكرره على أسماعهم بعدها، ثم قال لهم الصواب!
فى النهاية نتمنى ان تكونوا قد استفدتم معنا فتابعونا حتى يصلكم كل جديد ومفيد وعصرى.