قصة الامام ابى حنيفه وتلميذه قصة اكثر من رائعة نتعلم منها الكثير نتعلم ان لا نغتر بأنفسنا فالغرور نقمة على الانسان واننا مهما تعلمنا فدائما يوجد من هو اعلم منا فلا نصاب بالغرور تعالى لتعرف تفاصيل القصة التى تحتوى على عبرة وعظة كبيرة:
من أشهر علماء وتلاميذ أبي حنيفة، الإمام أبو يوسف القاضي .
كان أبو يوسف في صغره فقيرا وكان أبوه يمنعه من حضور دروس أبي حنيفة ويأمره بالذهاب للسوق للتكسب .
كان أبو حنيفة حريصا عليه وإذا غاب عاتبه فاشتكى أبو يوسف يوما إلى أبي حنيفة حاله مع والده !
فاستدعى أبو حنيفة والد أبي يوسف وسأله : كم يكسب الولد في اليوم؟؟
قال : درهمين .
قال أبو حنيفة : إنا أعطيك الدرهمين ودعه يطلب العلم فلازم أبو يوسف شيخه سنين .
فلما بلغ أبو يوسف سن الشباب ونبغ على أقرانه أصابه مرض فأقعده.
فزاره الإمام أبو حنيفة وكان المرض شديدا عليه متمكنا منه فلما فلما رآه أبو حنيفة خاف عليه وحزن وخاف عليه الهلاك ..
فخرج من عنده وهو يقول لنفسه : آآآه يا أبا يوسف لقد كنت أرجوك للناس من بعدي !!
ومضى أبو حنيفة يجر خطاه حزينا إلى حلقته وطلابه .
و مضت يومان فشفي أبو يوسف واغتسل ولبس ثيابه ليذهب لدرس شيخه أبو حنيفة .
فسأله من حوله : إلى أين تذهب؟! قال (أبو يوسف) : إلى درس الشيخ !! فقالو له : إلى الآن تطلب العلم ؟ أنت قد اكتفيت أما بلغك ما قال فيك أبو حنيفة ؟؟!!
قال (أبو يوسف) متعجبا : وما قال ؟!!
قالوا : قد قال ( كنت أرجوك للناس من بعدي) أي انك قد حصلت كل علم أبي حنيفة .. فلو مات الشيخ .. جلست مكانه!
فأعجب أبو يوسف بنفسه .
ومضى إلى المسجد ورأى حلقة أبي حنيفة في ناحية فجلس هو فالناحية الأخرى .
وبدأ في إلقاء الدروس ويفتي .
التفت أبو حنيفة إلى الحلقة الجديدة فسأل : حلقة من هذه ؟؟!
فقالو له : هذا أبو يوسف .
قال ( أبي حنيفة ) : شفي من مرضه ؟!!
قالوا : نعم .
فقال ( أبو حنيفة) : فلم يأت إلى درسنا ؟؟!
قالوا : حدثوه بما قلت فجلس يدرس الناس واستغنى عنك .
ففكر أبو حنيفة وتأمل .. ثم قال : يأبى أبو يوسف إلا نقشر له العصا !!
ثم التفت إلى احد طلابه الجالسين وقال له : اذهب إلى الشيخ الجالس هناك ..
فقل له ( عندي مسالة .. فسيفرح بك .. ويسألك عن مسألتك؟..)
فاخبره أبو حنيفة عما يسأله .
فمضى الطالب إلى حلقة أبو يوسف وقال : يا شيخ مسالة ؟؟
فقال ( أبو يوسف) : ما مسألتك؟
قال (الطالب) : رجل دفع ثوبا إلى الخياط ليقصره فلما جاءه بعد أيام يريد ثوبه جحده الخياط وأنكر انه اخذ منه ثوبا فذهب الرجل إلى الشرطة فاشتكاه فأقبلوا واستخرجوا الثوب من الدكان .
والسؤال ( هل يستحق الخياط أجرة تقصير الثوب أم لا يستحق ؟؟ )
فقال (أبو يوسف) على الفور : نعم يستحق .. ما دام أتم العمل .
فقال ( الطالب) : أخطأت !
فتعجب أبو يوسف .. وتأمل المسالة أكثر .
ثم قال : لا ..لا يستحق الأجر .
فقال ( الطالب) : أخطأت !
فنظر أبو يوسف إليه ثم سأله : بالله .. من أرسلك ؟؟! فأشار الطالب إلى أبي حنيفة وقال : أرسلني الشيخ !
فقام أبو يوسف من مجلسه ومضى حتى وقف على حلقة أبي حنيفة .
فقال : مسالة يا شيخ؟! فلم يلتفت أبي حنيفة إليه !
فأقبل أبو يوسف .. وجثي على ركبتيه ..بين يدي أبي حنيفة .
وقال ( بكل أدب ) : يا شيخ .. مسألة ؟؟
فقال (أبو حنيفة) : ما مسألتك ؟
قال ( أبو يوسف) : أنت تعرفها !!
قال ( أبي حنيفة) : مسالة الخياط والثوب ؟
قال : نعم ..
فقال له ( أبي حنيفة ) معاتبا : اذهب .. وأجب .. ألست شيخا ؟؟!
قال ( أبو يوسف) بأدب : الشيخ أنت ..
فقال ( أبي حنيفة ) في جواب المسالة :
ننظر في مقدار تقصير الخياط للثوب .. فأن كان قصره على مقاس الرجل .. فمعنى ذلك .. أنه قام بالعمل كاملا .. ثم بدا له أن يجحد الثوب .. فيكون قام بالعمل لأجل الرجل .. فيستحق عليه الأجر ..
وان كان قصره على مقاس نفسه ..فمعنى ذلك .. انه قام بالعمل لأجل نفسه .. فلا يستحق على ذلك أجرة .
فقبل أبو يوسف رأس أبي حنيفة ولازمه حتى مات أبي حنيفة ثم جلس أبو يوسف للناس من بعده ولم ينساها أبو يوسف .
نتمنى ان تكون القصة حازت على اعجابكم