قصة الجاسوسة رقية ابراهيم حيث دئما مصالح الدول تتشابك فيما بينها مما يحتاج معها الى تجنيد جواسيس فى الدول الاخرى لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب الدول المخترقة ولذلك نجد ان الجاسوسية منتشرة بين جميع الدول منذ فجر التاريخ نجد الكثير من القصص التى اكتشفت وما خفيا كان أعظم بالطبع ومن تلك القصص قصة الجاسوسة رقية ابراهيم:
اسمها الحقيقي «راشيل ابراهام ليفي»، وُلدت في القاهره ٢٢ يونيو ١٩١٩ لأسرة يهوديه ، تلقت تعليمها فى المدارس الفرنسيه ثم فى كليه الأداب ، كانت مُدرّسة فرقة الأناشيد في المدرسة الابتدائية ، وكانت أمنيتها أن تصبح مطربه مشهورة ، كما كانت تعمل بالخياطة للأمراء والملوك، مما ساهم في خلق طموح بداخلها للوصول لأعلى درجات الشهرة ، ظهرت أول مرة فى محطه الإذاعه الأهليه التى كان يملكها الأديب فريد رفاعى ، ثم إلتحقت بالفرقه القوميه ، ثم انتقلت إلى فرقة زكى طليمات، ليبدأ نجمها الفني في البزوغ مع أولى بطولاتها لفيلم «الضحايا» مع الفنان زكي رستم.
ثم قامت بالبطولات السينمائيه فى العديد من أفلام محمد كريم
صاحبة ال١٩ فيلماً توالت نجاحاتها بعد ذلك من خلال قيامها ببطولة أفلام «ليلى بنت الصحراء»، و«أولاد الذوات»، و«سيف الجلاد»، و« رصاصة في القلب» مع النجم محمد عبدالوهاب.
رغم ولادة الفنانة راقية إبراهيم في مصر
وزوجها من المهندس المصري مصطفى والي، الا ان تعصبها ضد العرب و ولاؤها الشديد لدولة إسرائيل ظهر في أكثر من موقف أبرزها رفضها المشاركة في فيلم تقوم فيه بدور بدوية تخدم الجيش المصري الذي بدأ يستعد لحرب فلسطين، بالإضافة إلى رفضها رئاسة الوفد المصري في مهرجان كان لكونها يهودية، ثم تشجيعها يهود مصر على الهجرة لإسرائيل عقب حرب ١٩٤٨ وإعلان قيام دولة إسرائيل الأمر الذي أدى إلى ابتعاد الوسط الفني عنها.
راقية غادرت مصر عام ١٩٥٤، بعد أن طلقت من زوجها المصري مصطفي والي، هاجرت إلى الولايات المتحدة الأميركية و عملت فى هيئة الأمم المتحدة مترجمة نظراً لإطلاعها على العديد من اللغات الحية مثل الفرنسية والإنجليزية ، ثم بالتجارة، ثم سفيرة للنوايا الحسنة لصالح إسرائيل، و كونت مع زوجها اليهودي الأميركي شركة لإنتاج الأفلام، إلى أن توفيت في ١٣ ديسمبر عام ١٩٧٨.
وبالرغم من تردد الاقاويل عن تعاون راقية مع الموساد لاغتيال سميرة موسى نتيجة رفضها عرض بالحصول على الجنسية الأميركية، والعمل في المراكز العلمية بأميركا، إلا أن أحداً لم يثبت هذا الكلام، حتى ظهرت حفيدة الممثلة المصرية مؤخراً لتؤكد صحة ما قيل.
ريتا ديفيد توماس حفيدة راقية من زوجها الأميركي اليهودي الذي تزوجته عقب هجرتها من مصر، كشفت عن أن جدتها كانت على علاقة صداقة حميمة بعالمة الذرة المصرية، وهذا من واقع مذكراتها الشخصية التي كانت تخفيها وسط كتبها القديمة في شقتها بكاليفورنيا، وتم العثور عليها منذ عامين.
حفيدة الممثلة الجاسوسة أكدت أن جدتها ساهمت بشكل رئيسي في تصفية عالمة الذرة المصرية من خلال استغلال علاقة الصداقة التي كانت تجمعهما، والتي كانت تسمح لها بالذهاب لمنزلها، وتصويره بشكل دقيق.
وفى إحدى المرات استطاعت راقية- والكلام على لسان حفيدتها- سرقة مفتاح شقة سميرة و طبعته، وأعطته لمسؤول الموساد في مصر، وبعد أسبوع قامت إبراهيم بالذهاب للعشاء مع موسى في «الاوبيرج»، مما أتاح للموساد دخول شقة سميرة موسى، وتصوير أبحاثها، ومعملها الخاص.
إسرائيل كانت قلقة من طموح سميرة موسى التي كانت تسعى لأمتلاك مصر للقنبلة الذرية و تصنيعها بتكاليف بسيطة، فدفعت راقية إبراهيم لتقدم لها عرضا بالحصول على الجنسية الأميركية و الإقامة في الولايات المتحدة و العمل في معامل أميركا الا ان الأخيره رفضت عرض الجاسوسة بشكل قاطع و طردتها من منزلها، فهددتها راقية بأن رفضها لهذا العرض سيكون له عواقب غير حميدة و ظلت تحمل ضغينة للعالمة المصرية التي لم تهتم بهذه التهديدات و واصلت أبحاثها، الأمر الذي لم يرض الموساد الإسرائيلي و قرر تصفيتها.
آخر بعثات العالمة المصرية العلمية كان عام ١٩٥٢، حيث لقيت مصرعها في الولايات المتحدة الأميركية، وهناك كان في استقبلها صديقة مشتركة بينها وبين جدة ريتا التي قالت إن هذه الصديقة المشتركة هي التي أخبرت راقية إبراهيم بمواعيد سميرة موسى و تحركاتها في الولايات المتحدة.
وفقاً لمذاكرات راقية إبراهيم الشخصية، فإن الممثلة المصرية علمت بموعد إحدى زيارات سميرة موسى إلى أحد المفاعلات النووية في الولايات المتحدة، فقامت بإبلاغ الموساد الإسرائيلي، ليتم اغتيالها في حادث يوم ١٥ أغسطس عام ١٩٥٢.
نجمة أخت راقية تشارك فى تسليح الجيش المصرى
راقية إبراهيم هى أخت الفنانة نجمة إبراهيم والتى أشهرت إسلامها ضمن وثيقة نشرها الأزهر الشريف، وكان لها دور وطنى إذ تبرعت بدخلها من إحدى المسرحيات لتسليح الجيش المصرى، ومنحها الرئيس أنور السادات وسام الاستحقاق وجعل لها معاشاً استثنائياً لموقفها الوطنى النبيل.
فى النهاية نتمنى ان تكون القصة نالت على اعجابكم والى لقاء متجدد مع المزيد من القصص المثيرة والمبدعة.