هذة قصة رائعة فيها موعظة كبيرة لمن يتفكر فيها تعالوا معنا لتعرفوا تفاصيلها:
كان هناك شابا يبيع القماش ويضعه على ظهره ويطوف بالبيوت ويسمونه (فرقنا) وكان مستقيم الأعضاء جميل الهيئة من راه أحبه لما حباه الله من جمال ووسامة زائدة على الآخرين .
وفي يوم من الأيام وهو يمر بالشوارع والأزقة والبيوت رافعا صوته "فرقنا" إذ أبصرته إمرأة فنادته ، فجاء إليها ، وأمرته بالدخول إلى داخل البيت ، وأعجبت به وأحبته حبا شديدا ، وقالت له إنني لم أدعوك لأشتري منك، وإنما دعوتك من أجل محبتي لك ولا يوجد في الدارأحد ودعته إلى نفسها فذكرها بالله وخوفها من أليم عقابه، ولكن دون جدوى.
فما يزيدها ذلك إلا إصرارا، وأحب شيء إلى الإنسان ما منعا .
فلما رأته ممتنعا من الحرام قالت له : إذا لم تفعل ما أمرك به صحت في الناس وقلت لهم دخل داري ويريد أن ينال من عفتي وسوف يصدقون الناس كلامي لأنك داخل بيتي .
فلما رأى إصرارها على الإثم والعدوان، قال لها : هل تسمحين لي بالدخول إلى الحمام من أجل النظافة ففرحت بما قال فرحا شديدا وظنت أنه قد وافق على المطلوب، فقالت : وكيف لا ياحبيبي وقرة عيني إن هذا لشيء عظيم.
ودخل الحمام وجسده يرتعش من الخوف والوقوع في وحل المعصية، يا إلهي ماذا أعمل دلني يا دليل الحائرين .
وفجاءة جاءت في ذهنه فكرة، فقال : إنني أعلم جيدا إن من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل دعته إمرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله وأعلم إن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ورب شهوة تورث ندما إلى آخر العمر وماذا سأجني من هذه المعصية غيرأن الله سيرفع من قلبي نور الإيمان ولذته لن أفعل الحرام .
ولكن ماذا سأفعل هل أرمي نفسي من النافذة لا أستطيع ذلك فإنها مغلقة جدا ويصعب فتحها إذن سألطخ جسدي بهذه القاذورات والأوساخ فلعلها إذا رأتني على هذه الحال تركتني وشأني.
وفعلا صمم على ذلك الفعل الذي تتقزز منه النفوس ! ثم بكى وقال : رباه إلهي وسيدي خوفك جعلني أعمل هذا العمل . . فأخلف علي خير. . وخرج من الحـمام فلما رأته صاحت به : أخرج يا مجنون .
فخرج خائفا يترقب من الناس وكلامهم وماذا سيقولون عنه وأخذ متاعه والناس يضحكون عليه في الشوارع حتى وصل إلى بيته وهناك تنفس الصعداء وخلع ثيابه ودخل الحمام واغتسل غسلا حسنا ثم ماذا . . هل يترك الله عبده ووليه هكذا لا أيها الأحباب. .
فعندما خرج من الحمام عوضه الله شيئا عظيما بقي في جسده حتى فارق الحياة وما بعد الحياة . . لقد أعطاه الله سبحانه رائحة عطرية زكية فواحة كعطر المسك تخرج من جسده . . يشمها الناس على بعد عدة مترات وأصبح ذلك لقبا له "المسكي " فقد كان المسك يخرج من جسده وعوضه الله بدلا من تلك الرائحة الي ذهبت في لحظات رائحة بقيت مدى الوقت وعندما مات ووضعوه في قبره كتبوا على قبره هذا قبر"المسكي " وهو موجود في الشام .