يحكى أن كان هناك رجلا كان يكرهه أهل قريته ومات هذا الرجل وليس له إلا ولد واحد.. ولم يأتِ أحد ليمشي في جنازته.
فجره إبنه إلى الصحراء ليدفنه.. فرآه اعرابي يرعى الغنم..فأقبل عليه.. وسأله أين الناس؟ لم تدفن أباك وحدك؟!
فما شاء الإبن أن يفضح أباه.. وظل يردد: لا حول ولا قوة الا بالله.
فهم الأعرابي.. ومد يده يساعد الإبن ليدفن أباه..ثم رفع يده إلى السماء وظل يدعو في سره..ثم ترك الإبن وغادر إلى غنمه..
وليلتها.. حلم الإبن بأبيه.. ورآه ضاحكا مستبشرا في الفردوس الأعلى.. فتساءل من الدهشة:
ما بلغك يا أبي هذه المنزلة؟ فقال: ببركة دعاء الأعرابي.
وأصبح الابن يبحث عن الأعرابي في لهفة.. ومشط الصحراء كلها حتى وجده.. فأمسك بتلابيبه يصيح:سألتك بالله ما دعوت لوالدي على قبره؟ فقد رأيته في الفردوس الاعلى..
هنا أجابه الأعرابي: يا ولدي.. لقد دعوت الله دعوة العبد الذليل وقلت له: اللهم.. إني عبد كريم.. إذا جاءني ضيف أكرمته..
وهذا العبد ضيفك.. وأنت أكرم الأكرمين.
العبرة من هذة القصة:
أن الموضوع ليست الذرية.. وليست الأموال..وليست كثرة الأعمال الصالحة.. فقط إنما هي صدق العهد مع الله.