لعشاق القصص المثيرة والغامضة جئنا لكم فى موقعنا المتميز صفحة بمجموعة متميزة من القصص المرعبة والتى تحتوى على الكثير من التفاصيل المثيرة والشيقة ومنها تلك القصص قصة الجدة الروسية آكلة لحوم البشر لنتعرف سويا على تفاصيل القصة :
في أحد شوارع مدينة سانت بطرسبرغ الروسية تصطف مجموعة عمارات ذات لون بني باهت تزدحم واجهتها بالشبابيك , منظر هذه العمائر الخالية من أي لمسة جمالية , كالنقوش والأقواس والشرفات , يدل على كونها بنيت في أواخر الحقبة السوفيتية , ربما في سبعينيات القرن الماضي , حيث أسلوب البناء البسيط والجامد الذي يبعث في النفس شعورا بالرتابة والكسل , لا عجب إذن في كون معظم سكان تلك العمارات هم من العجائز وكبار السن . وقد حاولت البلدية – بعد سقوط الاتحاد السوفيتي – إضفاء بعض البهجة والحيوية على منظر هذه العمارات فأحاطوها بالباحات والحدائق والمساحات الخضراء .
هدوء المكان ورتابته المعتادة تبددت بالكامل في صباح ذات يوم من شهر تموز / يوليو عام 2015 حينما خرج أحد السكان من شقته لينزه كلبه في تلك الحدائق الغناء , فأثناء مسير الرجل أنجذب الكلب فجأة إلى حاوية كبيرة للنفايات كان سكان تلك العمارات قد اعتادوا رمي نفايات منازلهم فيها , الكلب ركض نحو الحاوية وهو ينبح بجنون , ثم وقف إزاء حقيبة تقبع على الأرض على بعد أمتار من الحاوية وراح يكشر عن أنيابه ويزمجر بغضب , صاحب الكلب لحق بكلبه ليمسك بزمامه , لكنه وصل متأخرا , فالكلب كان قد أنشب أنيابه في تلك الحقيبة فمزقها ثم سحب شيئا من داخلها .. شيء جعل شعر رأس الرجل ينتصب من الخوف .. فقد سحب الكلب قدما بشرية مقطوعة وملطخة بالدماء من داخل الحقيبة !! .
تم استدعاء الشرطة على الفور , وبفتح الحقيبة تبين وجود بقايا بشرية , كانت عبارة عن أجزاء من منطقة الحوض والأرجل لجثة ما , وكان واضحا بأنها تعود لامرأة مسنة .
رجال الشرطة فتشوا في الأكياس الأخرى الموجودة داخل وحول الحاوية بحثا عن المزيد من البقايا والأشلاء , كانوا يأملون بالعثور على الرأس من أجل تحديد هوية القتيلة , لكن خاب أملهم , إذ لم يعثروا على شيء آخر باستثناء ما كان موجودا في تلك الحقيبة التي مزقها الكلب .
المحققون وجدوا أنفسهم أمام لغز غامض وقضية صعبة من المحتمل أن تركن جانبا وتقيد ضد مجهول , كما حدث قبل 12 عاما حينما عثروا في نفس هذا الشارع على أشلاء بشرية تعود لرجل مخبأة داخل كيس نفايات , وكان الرأس مفقودا أيضا , مما أدى إلى تعليق القضية وبقاءها دون حل طيلة تلك السنوات .
لكن هذه المرة يبدو أن الحظ أبتسم أخيرا للشرطة , إذ اكتشفوا بأن جميع العمارات تم تزويدها مؤخرا بنظام كاميرات مراقبة , لذلك قرروا أن يتفحصوا الأشرطة التي سجلتها هذه الكاميرات خلال الأيام السابقة للعثور على الحقيبة . كانوا يأملون برؤية القاتل وهو يحمل الحقيبة ويضعها بالقرب من حاوية النفايات , وسرعان ما تحققت آمالهم وأمسكوا بالقاتل متلبسا بالصوت والصورة , لكن لشدة دهشتهم لم يكن القاتل رجلا كما توقعوا , بل امرأة عجوز تدعى تمارا سامسونوفا – 68 عاما - .
تسجيلات كاميرا المراقبة لإحدى العمارات أظهرت تمارا وهي تمسك وتحمل بنفس الحقيبة التي وجدوا داخلها الأشلاء إلى المصعد لتنزل بها وتتوجه إلى خارج العمارة ثم تعود بعد قليل من دون الحقيبة مما يدل على أنها رمتها في مكان ما , ليس هذا فحسب , فالتسجيلات أظهرت تمارا وهي تنزل عدة أكياس أخرى في نفس تلك الليلة , بالإضافة إلى قدر معدني كبير .
وتبين بالتحقيقات أن تمارا تعيش في شقة تعود لسيدة مسنة تدعى فالنتينا يولونوفا – 79 عاما - , وكانت الاثنتان تتشاركان السكن منذ عدة أشهر .
تم إلقاء القبض على تمارا في شقة يولونوفا , وسرعان ما اعترفت للمحققين بكل شيء , قالت بأنها كانت تعيش لوحدها في شقتها التي تقع بعمارة أخرى بنفس الشارع , لكن يولونوفا , التي كانت تربطها بها صداقة وطيدة , دعتها للعيش معها في شقتها قبل عدة أشهر , فوافقت على ذلك وتركت شقتها وأتت لتعيش معها .
كانت السيدتان سعيدتان جدا بهذا العيش المشترك في البداية , لكن الأمور تأزمت لاحقا , وفي ليلة الجريمة تشاجرتا حول أي منهما يجب أن تقوم لتغسل كوب شاي ! .. مما أغضب يولونوفا فقالت لتمارا : " لقد تعبت منك .. هيا أرحلي وعودي إلى شقتك " .
تمارا قالت بأنها شعرت بالرعب حينما طلبت منها يولونوفا المغادرة , فهي كانت مرتاحة جدا بالعيش هنا , ولم تكن ترغب أبدا في أن تعود لتعيش لوحدها في شقتها الكئيبة , لذلك قررت أن تتخلص من يولونوفا , وقد لخصت ما حدث في تلك الليلة بالقول : "لقد عدت إلى الشقة مساءا وأفرغت شريط كامل من الحبوب المنومة – 50 حبة – في سلطة زيت الزيتون الخاصة بيولونوفا , لقد أحبتها كثيرا !! ..
وبعد أن تناولنا العشاء ذهبت أنا للنوم ثم استيقظت في الساعة الثانية بعد منتصف الليل لأجد يولونوفا وهي فاقدة للوعي وممددة على أرضية المطبخ , حاولت سحبها للحمام لكنها كانت ثقيلة جدا , فهي بدينة , لذلك قررت تقطيعها في المطبخ , قمت أولا بفصل رأسها عن جسدها بواسطة المنشار الذي كنت قد استعرته من الجيران " .
وبحسب اعترافاتها للشرطة قامت تمارا بقطع اليدين أيضا ثم وضعتهما مع الرأس في قدر معدني كبير مليء بالماء ثم وضعت القدر على النار , كانت تريد إعداد حساء من الرأس واليدين , ربما أرادت أن تلتهم القليل منهما , على ما يبدو لم تكن المرة الأولى في حياتها التي تلتهم فيها لحوما بشرية , وكانت مولعة خصوصا بأكل الرئة .
تقطيع جثة يولونوفا والتخلص منها لم يأخذ من تمارا سوى ساعتين , أستعلمت المنشار والسكين لقطع الأطراف وإخراج الأحشاء ثم قامت بتوزيعها على سبعة أكياس بلاستكية وحقيبة , وقد أظهرت كاميرا المراقبة تمارا وهي تنزل بواسطة المصعد لترمي تلك الأكياس واحدا تلو الآخر إضافة إلى القدر الذي يحتوي على الرأس واليدين , لكن الشرطة لم تعثر سوى على الحقيبة التي تحتوي على الحوض والأرجل , مما يرجح بأن بقية الأكياس ذهبت مع الشاحنة التي تجمع النفايات كل صباح , أما الحقيبة فيبدو أنها كانت ثقيلة جدا مما جعل تمارا تتركها أرضا على مسافة أمتار من حاوية النفايات ولذلك لم تأخذها الشاحنة معها وكان ذلك سببا في الإيقاع بهذه السفاحة الرهيبة .
تمارا اعترفت للشرطة بأنها قتلت أشخاصا آخرين خلال العشرين عاما الماضية , معظمهم كانوا نزلاء عندها حيث أنها دأبت على تأجير حجرة في شقتها للغرباء , ويبدو أنها بدأت بتأجير الحجرة بعد اختفاء زوجها المفاجئ عام 2000 حيث لم يره أحد منذ ذلك الحين , وترجح الشرطة الآن كونه احد ضحايا زوجته .
بتفتيش شقة تمارا الأصلية عثرت الشرطة على العديد من كتب السحر الأسود والشعوذة والتنجيم , إضافة إلى مذكرات كتبتها بخط يدها بثلاث لغات , الروسية والانجليزية والألمانية , وفيها تفاصيل رهيبة عن 11 جريمة قتل كانت قد ارتكبتها خلال العشرين سنة الماضية .
في إحدى صفحات تلك المذكرات كتبت التالي : " لقد قمت بقتل النزيل فولديا , قطعت جثته إلى أشلاء بالسكين في الحمام وقمت بوضع الأشلاء في أكياس بلاستيكية ثم رميتها في بقاع مختلفة من ضاحية فرونزانسكي " . وقد وجدت الشرطة بالفعل آثار لبقع دماء بشرية في الحمام .
هناك أجزاء أخرى من مذكرات تمارا تبدو غريبة ومخيفة , كأنها تتحدث عن كائن خفي من العالم الآخر يقاسمها العيش في الشقة , وربما لهذا السبب كانت تخشى العودة للعيش في الشقة .
للأسف الصحافة لا تمتلك سوى مقتطفات مما جاء بتلك المذكرات لأن الشرطة تكتمت عليها , ربما لو نشرت يوما فستتكشف أشياء وتفاصيل رهيبة عن هذه العجوز الشمطاء . لكن معظم الصحفيين كانوا مهتمين بالسؤال عما إذا كانت تمارا فعلا آكلة لحوم بشر , فأجابهم أحد المحققين قائلا بأن ذلك غير مستبعد .
التحقيق في ماضي تمارا أظهر بأنها ولدت في مقاطعة أجور الروسية عام 1947 , تخرجت من كلية اللغات في موسكو وانتقلت للعيش والعمل في مدينة سانت بطرسبرغ , هناك تزوجت عام 1971 من إليكسي سامسونوفا , وعاش الزوجان في شقة بالعمارات التي كانت قد بنيت حديثا آنذاك في شارع ديمتروفا .
خلال شبابها عملت تمارا لعدة سنوات في فندق يدعى (أوروبا) , كان من أرقى فنادق المدينة حينها , بعد ذلك تنقلت في عدة وظائف , لكنها لم تكن تلبث في أي وظيفة لأكثر من عامين أو ثلاثة حتى تقاعدت . وفي عام 2000 اختفى زوجها , وقامت هي بإبلاغ الشرطة عن اختفاءه , لكن لم يعثر له على أثر .
وبعد اختفاء زوجها بدأت تؤجر حجرة من شقتها للنزلاء . ويبدو أن معظم الجرائم التي نفذتها كان بحق أولئك النزلاء , وتكاد تلك الجرائم تتخذ نمطا وحدا , ففي البداية تكون علاقتها مع النزيل جيدة , لكن لاحقا حين تسوء العلاقة وتتشنج تتخلص من النزيل عن طريق تخديره بالحبوب المنومة ثم تقوم بتقطيعه وهو ما زال على قيد الحياة , تماما كما فعلت مع يولونوفا , ثم تضع الأشلاء في أكياس بلاستيكية وترميها في أماكن مختلفة حول العمارة التي تسكن فيها .
تمارا دأبت على إخبار الناس عن ماضيها الجميل حينما كانت موظفة حسناء ومحترمة تتحدث عدة لغات في أحد أرقى فنادق المدينة , وزعمت أيضا أنها كانت ممثلة , وأنها تخرجت من الأكاديمية الروسية للباليه , لكن أي من تلك المزاعم حول التمثيل والباليه لم يثبت حقيقتها . السجلات الحكومية تؤكد أن تمارا كانت فعلا موظفة في فندق راقي لكنها تشير أيضا إلى كونها كانت تعاني من مشاكل عقلية منذ فترة طويلة وأدخلت إلى المصحة ثلاث مرات خلال حياتها .
معلمة الموسيقى ماريا كارفينكو – 53 عاما – تعد أكثر الجيران قربا ومعرفة بتمارا , إذ سكنت في شقة بنفس الطابق قبل 15 عاما . ماريا تقول بأن شقة تمارا لم تكن تخلو من النزلاء : "غالبا ما كنا نشاهد شبانا وشابات يعيشون في شقتها , لقد سألتها مرة لماذا لا تجدين لنفسك وظيفة بدلا من تأجير حجرة من شقتك للغرباء , لكنها قالت بأنها مريضة ولا يمكنها العمل . كانت لديها تصرفات غريبة , أحيانا تتجول خارج شقتها وهي حافية القديمة وترتدي ثوب نوم فقط , في برد الشتاء القارص . وكان يحلو لها الخروج للتسوق مساءا , كانت تقول بأنها لا يعجبها تناول الطعام إلا بالليل .
وكانت تعتقد بأن هناك أناس يأتون إلى شقتها ويقومون بتقطيع ملابسها حينما تخرج من الشقة , وحين أخبرتها مرة بأن عليها استدعاء الشرطة , أصيبت بالذعر وقالت بأنهم لا يستطيعون مساعدتها . في الواقع لم تكن طبيعية بالمرة , كانت تقف أحيانا وتتحدث معك بشكل طبيعي لبرهة ثم فجأة تبدأ بالتصرف والتكلم بغرابة وجنون " .
وعن سبب عيشها مع يولونوفا خلال الأشهر الأخيرة قالت سيدة أخرى تدعى نتاليا فازلينا – 63 عاما – , وهي صديقة مقربة ليولونوفا , بأن شقة تمارا كانت في حالة مريعة لذلك استضافتها يالونوفا مؤقتا إلى حين أن تقوم بإصلاح شقتها . وقالت بأنه في الفترة الأخيرة لم تعد يالونوفا ترد على اتصالاتها , فذهبت للسؤال عنها وفتحت لها تمارا الباب . تقول نتاليا :
"لقد رأيت موبايل يالونوفا وكذلك تلفونها الأرضي , لكن كلاهما كانا لا يعملان , أوراقها الشخصية كانت هناك أيضا , بضمنها جواز سفرها , أين يمكن أن تكون قد ذهبت ؟ , تمارا قالت لا داعي لإبلاغ الشرطة ولم يكن يهمها سوى الاستمرار بالعيش في الشقة . لقد غاص قلبي بسبب ذلك , وحين سألت تمارا فيما إذا كانت تظن بأن يالونوفا قد ماتت , أخبرتني بقصة غريبة , قالت بأنها أستيقظت في الثانية بعد منتصف الليل لتجد يالونوفا فاقدة للوعي وممددة على أرضية المطبخ , فتركتها هناك وذهبت لتشرب الشاي , وحين عادت كانت يالونوفا قد اختفت تماما ! " .
تمارا سامسونوفا أثارت ضجة إعلامية ليس في روسيا فحسب بل في العالم بأسره , فمن يصدق بأن عجوز شاحبة الوجه وناحلة الجسد بإمكانها اقتراف هكذا جرائم مروعة . ولهذا أطلقت عليها الصحافة الروسية لقب بابا ياجا "Baba Yaga " , وهي عجوز شمطاء نحيلة ومخيفة من الفلكلور السلافي* تسكن في كوخ بالغابة يقف على رجل دجاجة ! وتطير في الهواء بواسطة هاون وهي تمسك بمدقة الهاون بيدها . بابا يوجا تظهر في الأساطير أحيانا كشريرة تخطف الأولاد الصغار .
تم عرض تمارا على قاضي من اجل احتجازها رسميا . عند وصولها للمحكمة كان هناك عدد كبير من الصحفيين بانتظارها , في البداية قامت بتغطية وجهها كأنها خجلة وقالت للصحفيين : " كنت أعلم بأنك ستأتون , ياله من عار بالنسبة لي .. الآن كل المدينة ستعلم " . لكنها لاحقا قامت بإرسال قبلة هوائية للصحفيين وكأنها نجمة سينمائية ! .
القاضي سأل تمارا فيما إذا كان لديها ما تقوله للمحكمة , فقالت : " لقد كنت أستعد لهذه المحاكمة من عشرات السنين , كل شيء جرى بترو .. لا توجد طريقة للعيش . مع جريمة القتل الأخيرة أغلقت الفصل " .
القاضي : " أنا أسألك لأني بصدد حبسك , ما هو رأيك ؟ " .
تمارا : " القرار لك جناب القاضي , بالنهاية أنا مذنبة وأنا أستحق العقاب " .
وعندما أعلن القاضي بأنه سيجري حبسها مؤقتا إلى أن تعرض قضيتها أمام المحكمة الجنائية ابتسمت وصفقت بيديها ! .
أحد المحققين الموجودين هز رأسه بسخرية وقال : " أما أنها أكثر غباءا أو أكثر ذكاءا مما تبدو بكثير "