سلمها لله من أروع ما كتب جلال عامر مقال ساخر للكاتب العبقرى جلال عامر باسلوبه السهل الممتنع لنتابع سويا هذا المقال العظيم الذى يتناسب مع كل مرحلة فى مصر وكأن شيئا لم يتغير:
جاءنى عقد عمل فطار أبى من الفرحة وألقت أمى بنفسها من النافذة ابتهاجاً.. كانت رحلتى الأولى فى الطائرة وبالمصادفة أيضاً كانت الرحلة الأولى للطيار، إذ سمعته فى الميكروفون الداخلى يقول «كابتن حسام يحييكم فى رحلته الأولى ويقول لكم ربنا يستر .. ثم أمرتنا المضيفة قبل التحرك أن يهمس كل راكب فى أذن جاره قائلاً: « سلمها لله »..
تحركت الطائرة على الممر بصعوبة وصعدت بميل حاد وصوت فرقعة، لكننا شعرنا بالاطمئنان عندما سمعنا صوت الكابتن «حسام» وهو يؤكد للركاب أن «الدنيا فانيه وماحدش واخد معاه حاجة، وطلب من كل واحد فينا أن يقول أنا مسامحك» فى هذه الدربكة طلب جارى من المضيفة عصير دوم ثم سألنى: «هل تمخض الجبل فولد صخراً أم تمخض الحزب فولد فقراً».. قلت له إن هذا ليس وقته.. وزعت المضيفة علينا مصاحف وأناجيل ثم قالت: «خير الأعمال ختامها»..
سألناها: هل يوجد خطأ فنى؟ فنفت بشدة وجود خطأ «فنى» وقالت: «هناك فقط خطأ «إدارى»، لأن الشيف حسام مسؤول المطبخ ركب مكان الكابتن «حسام» قائد الطائرة.. تأكدنا من صدق كلامها عندما سمعناه يسأل برج المراقبة عن أسماء العدادات ومكان الفرامل، وهمس لى جارى «ما طار طير وارتفع/ إلا كما طار وقع»… حضرت المضيفة وقالت للركاب (حد فيكم يعرف يسوق طيارة؟) وعندما لم تجد قالت (الشيف حسام يحييكم قبل أن يغادر الطائرة ويقول لكم اتصرفوا بمعرفتكم) ضحك جارى وقال: « الحمد لله الطياره ح تقع »..سألته عن سبب سعادته فقال: «أنا كنت فى حادث قطار الصعيد وأخذت عشرة آلاف جنيه وكنت فى العبارة إللى غرقت وأخذت عشرين ألف جنيه ولما تقع الطياره دى حكمل ثمن الشقة وأتجوز » …
اتمنى ان تكون استفدت معنا والى لقاء متجدد مع المزيد من الموضوعات الهادفة