ان الكثير من الاحيان لا ننجز الامر على الوجة المطلوب نتيجة لعدم اتمامنا المهام على الوجهة الامثل فعندما نقترب من تحقيق الهدف ونكون على بعد خطوات منة تقف امامنا مثبطات الهمم والاهداف والمؤثرات الخارجية التى تجعلنا نحيد عن تحقيق اهدفنا فلنتعرف سويا على تلك النماذج المشرقة التى اصرت على انجاز مهامهم فى الحياة حتى صارم من نجاح الى نجاح.
إن دروس رمضان لا تنتهي، منها ما هو ديني، وما هو اجتماعي، وما هو تنموي مثل الدرس الذي نتكلم عنه اليوم.
هو في ظني أحد أهم الدروس، فمن دونه قد لا تكون هناك فائدة من الدروس الأخرى، إنه درس إتمام المهمة إلى النهاية.
وللتأمل معي شخص يأكل سحوره وينوي صيامه، ويصلي الفجر، ومن بعده يجلس ليذكر الله، ثم يصلي الظهر والعصر على وقتهما، وما بينهما إلى قبل المغرب بقليل، ويقرأ ورده القرآني، ولكنه قبل آذان المغرب بدقائق قرر أن يفطر ويقول: “كفاني ما أخذت من حسنات الصيام حتى هذه اللحظة، ولن تزيدني هذه الدقائق من الصيام الكثير من الأجر”
هل تعتقد أن مثل هذا الرجل قد أتى بفعل عاقل؟
اسمع أحدكم يقول لا بالطبع، ويضيف لقد أضاع أجر صيام يومه كله، وحمل وزر فطره هذا اليوم؛ لأنه من شروط الصيام أن يتم العبد صيامه إلى المغرب، وكذلك يتم صيام رمضان كلها دون أن ينقص يوم طالما لم يكن هناك عذرا شرعيا يمنعه.
مهمة صعبة
أحسنت أيها القارئ العزيز فصيام رمضان يعلمنا حكمة جديدة؛ إلا وهي إتمام الأعمال حتى نهايتها، وأداء المهمات التي علينا القيام بها على أكمل وجه، وإلا ضاع كل تعبنا هدرا.
ولكن أحيانا يكون الطريق صعبا، والدرب موحشا، والعوائق تلقى من حولنا يمينا ويسارا، فكيف لنا أن نتم كل مهمة في الدنيا الشاقة على هذا النحو؟
نحن نحتاج إلى قوة، وإصرار، وشدة بأس هذا أمر مفروغ منه، لكن إلى جانب ذلك نحن نحتاج إلى القليل من الذكاء وسعة الحيلة؛ لنعبر بعض العواصف العاتية الفائقة لقدراتنا، كما فعل هذا الصحابي الجليل المدعو حذيفة بن اليمان ليكمل مهمته التي كلفه بها الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق عندما قال في إحدى الليالي العاصفة: ” قم واذهب إلى القوم، وائتني بخبرهم، ولا تحدث شيئاً حتى تأتينا “.
وقام الصحابي وربت النبي صلى الله عليه وسلم على كتفه ودعى له بخير، ونصحه بأن لا يشعر المشركين به، وأن نقطع مع حذيفة الخندق الذي يفضل بين المعسكرين ونخترق معه الحصار وكتل الظلام، ونتسلل إلى معسكر الأعداء.
التقوى تنتصر على الأذكياء
وقف بن اليمان بين صفوف المحاربين، في هذا الوقت قام أبو سفيان بن حرب قائد قريش قائلاً: يا معشر قريش وأعلن إنه سيلقى خطبة مهمة، فأيقن الرجل إنه بصدد الحصول على أخبار مهمة، ولكن جاءت الصدمة عندما أكمل أبو سفيان ذلك الرجل الداهية كلامه قائلا: إنه لا يأمن وجود جواسيس أرسلهم محمد، وأضاف: “لينظر كل منكم إلى جليسه، وليأخذه بيد، وليعرف اسمه”.
آه، راحت السكرة وأتت الفكرة، إنه هالك لا محالة، ترى ماذا كنت تفعل لو كنت مكانه؟
لقد كان المبعوث المسلم مصمم على إكمال مهمته بنجاح فأمده الله بسرعة خاطر عجيبة إذ سارع ونظر إلى الرجل عن يمينه وقال من الرجل:
فقال: فلان
ثم سارع للرجل عن يساره، وقال: من الرجل؟
فرد: فلان
فأمنه جليساه، واستمعوا جميعا إلى خطبة أبو سفيان الذي أعلن ارتحاله، ليكتب سطر جديد في نصر المسلمين.
ورجع الرجل بالبشارة للرسول صلى الله عليه وسلم.
ومما يروى عن هذه الواقعة أن جارا حذيفة بن اليمان كانا عمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان.
أي أن الرجل واجه داهيتين من دواهي العرب عبر التاريخ، ولكن التقوى والتزامه بمهمته جعلت العناية الإلهية تعينه على تلك العقول الرهيبة.
ويقال أن عمرو بن العاص بعد إسلامه ومعرفته بالقصة ظل يضحك منها سنة.
أنت أيضا أيها الصديق كم مهمة تراجعت قبل إتمامها، وكم أضعت من وقت وجهد ومال في محاولات لم تكملها إلى نهايتها.
إن الحياة يا صديقي تفتح الطريق لأصحاب النفس الطويل، فكن منهم ولا تنسحب من مهمتك قبل أن تنجزها على خير وجه.
فى النهاية نتمنى ان تكونوا قد استفدتم معنا فتابعونا حتى يصلكم كل جديد ومفيد وعصرى.