ان الانسان عنده من الجلد والصبر ما يستطيع به ان يتحمل الصعاب والامور الجسام ولكنة بعد ذلك نجدة يستنزف صحتة النفسية والجسدية فى توافه الامور التى تسبب لة الضغوط الحياتية التى تؤثر بالسلب على حياتة وردة فعلة اتجاة الاخرين فلنتعلم سويا كيف نجابة الامور التافهة بطريقة سليمة:
كان الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز يتعبد ليلا في أحد الجوامع، ولشدة الظلام تعثرت قدمه في أحد المصلين؛ فصرخ الرجل في الخليفة دون أن يدري مَن هو: أأعمي أنت؟ فردّ عمر في هدوء، ليردع أي خلاف قد ينشب بسبب الإهانة التي وجُهت له للتو: مُبصر.
ويبدو أن هذا الرد لم يرُق لأحد مرافقي الخليفة؛ فقام من مكانه يريد أن يلحق بالرجل، ويؤنبه على ما كان منه نحو خليفة المسلمين؛ فما كان من الخليفة الراشد إلا أن أمسكه قائلا له: هو سألني أأعمي أنت؟ فأجبته: مبصر.. والأمر لا يعدو كونه سؤالا وجوابا.
من الرائع أن نأخذ الأمور ببساطة، ونسمو فوق الخلافات البسيطة، والزلات التافهة، والهفوات غير المقصودة، ونتغلب على توافه وصغائر الأمور، ولا ندعها تأخذ من وقتنا وراحتنا.. فنطرد طيور السعادة من قلوبنا، لتحل مكانها غربان الخلاف والشقاق.. وكل ذلك بسبب أمر بسيط يمكن تجاوزه والمرور عليه كأن لم يكن.
يقول ديل كارنيجي، المؤلف الأمريكي ومطور الدروس في تحسين الذات، في تعجب: إننا نواجه كوارث الحياة وأحداثها في شجاعة نادرة وصبر جميل، ثم ندع التوافه بعد ذلك تغلِبنا على أمرنا!
فمن الغريب حقا أن يصمد الإنسان أمام أزمات الحياة وصعوباتها وتجاربها القاسية، ثم يدع نفسه نهبا لتوافه الأمور تغلبه على أمره، وتحيل حياته إلى جحيم؛ فيثور لأتفه الأمور، بسبب القميص الذي نسيت زوجته أن تكويه، وبكاء الأطفال، والطعام غير الناضج، وسائق التاكسي الذي حاول أن يرفع من تعريفة الأجرة، وسخافات زميل العمل.
والنتيجة أن يأخذ كل ذلك من صحته النفسية والبدنية، ويصبح قابلا للاشتعال في أي وقت.
انظر إلى الجبال الشاهقة كيف تتحدي العواصف والرعود والبروق، تصمد في وجه أمواجها العاتية، تبدو للناظرين ثابتة صامدة؛ لكنها على شدتها تتآكل تدريجيا بفعل قطرات المطر الصغيرة، فتأخذ من صخورها وتهبط بها إلى أسفل، فتصنع منها وديانا وقيعانا، كانت في السابق جبالا شامخة، يمرّ عليها المرء فيظنها خُلقت للخلود.
وتلك الأشجار المعمرة تعيش عمرها تتحدى العواصف الغاضبة، والرياح الثائرة، ثم تتهاوى أمام زحف الهوام والحشرات!
وكم من صداقات وبيوت كان مصيرها مشابها للجبال والأشجار، تظلّ صامدة إلى حين، ثم تتداعى أركانها بفعل الانشغال بصغائر الأمور؛ فيختفي ذلك الحبيب الذي كان لا يألو جهدا في إسعاد حبيبه إلى صياد ماهر للأخطاء والزلات.. يعلق على كل كلمة، كل لفتة، وكل إشارة، يحاسبه عليها حساب الملكين؛ حتى يظنّ أن مأذون الزواج خدعه وجعله يرتبط بمحقق نيابة!!
وتتحول الحياة إلى محاولة للدفاع عن: لماذا قال؟ ولماذا لم يقل؟ ولماذا جاء؟ ولماذا لم يأتِ؟ حينها تصير العشرة إلى جحيم يغرق في استعذاب الشكوى ومحاولات مستمرة للاسترضاء!
ولأن للصبر حدود، ومع تكرار الأمر بشكل سخيف، يجد الحبيب نفسه مشتعلا غضبا في أقل من الفيمتو ثانية.
الغريب أن ذلك الأمر يبدأ بسيطا، ثم يتضخم شيئا فشيئا، كالانهيار الجليدي، يبدأ بطيئا، ثم يزداد قوة تدريجيا؛ حتى تصل سرعته إلى 250 ميلا في الساعة، يدمر كل ما يلقاه، ويمحو بيوتا تسكن في سفح الجبل، وظن أصحابها أنهم يشيدونها في الجنة؛ فإذا هي أثر، والسبب بضع صخرات جليدية.
الأكثر غرابة وإيلاما، أن كل طرف يساعد الآخر على الاشتعال، الكلمة يقابلها الكلمة، والعبارة الجارحة تقابلها عبارة أشدّ.. وبدلا من الحديث في الأمر التافه، يتحول الأمر إلى تقييم لفترة الزواج، ويتم استدعاء كل الذكريات القديمة المُرّة، والأيام التعيسة التي عاشها كل طرف مع الآخر، وأن الحياة معه لم تكن إلا خطئا كبيرا، وتلك الفظائع التي ارتكبها في حقه؛ لكنه ظل صابرا حتى تظلّ سفينة الزواج طافية!!
وهكذا يبدأ الحديث بخلاف عابر، وينتهي إلى الحديث في مسائل فلسفية عويصة!
فما الحل إذن لمواجهة تلك العواصف التي تحل على البيت دون سابق إنذار؟
اقرأ معي الروشتة التي يقدمها الأستاذ عبد الوهاب مطاوع: نصيحتي التي أوجهها دائما للأزواج والزوجات هي أن يكون خلافهما منطقيا ومحصورا في دائرة السبب المباشر له، دون إعادة طرح العلاقة بينهما ككل للنقاش الذي لا بد أن ينتهي غالبا بالحكم عليها بالفشل.
فمن الطبيعي أن يتشاجر ويختلف أشد المحبين من وقت لآخر؛ لكن المهم أن يبقى ذلك في دائرة السبب المباشر، وأن تكون أوقات الصفاء طويلة ودائمة وأوقات التشاحن قصيرة.. وأن يبتعدا عن تلك الصغائر التي كانت سببا في تصدع بيوت كثيرة.
وليعلم الطرفان أن للخلاف آدابا، ومنها ألا يحاول أحد الطرفين استشارة الآخر وهو في قمة انفعاله، وأن يبذل كل منهما جهده في امتصاص غضب الآخر، وأن يسعى إلى تأجيل المناقشة تكون فيه الأعصاب قد بردت، وصَفَا الجو من الغيوم.
فى النهاية نتمنى ان تكونوا قد استفدتم معنا فتابعونا حتى يصلكم كل جديد ومفيد وعصرى.