ان التخاذل والاستسلام للفشل لهو حقا لب الفشل فمن منا لم يفشل من قبل فى اى من مناحى الحياة ولكن مقاومة الفشل تكون بمواجهتة وتحويلة الى نجاح ساحق فالضربة التى لا تقتلنا تقوينا وقد اتينا اليكم اليوم بأمثلة من الحيونات كيف أستسلمت لواقعها المرير وظلت حبيسة الصورة الى اخذتها عن نفسها حتى ماتت بفشلها واليكم التجربتين:
“كان ثمة بطة تسبح يوماً في النهر، باحثة عن السمك، وانقضى اليوم بأسره، دون أن تعثر على سمكة واحدة.. وحينما أقبل الليل شاهدت البطة القمر منعكساً على سطح الماء؛ فاعتقدت أنه سمكة، فغطست في الماء لتمسك به، ورأتها البطات الأخريات، فاندفعن ضاحكات منها.. ومنذ ذلك اليوم، غرقت البطة في الخجل، إلى حد أنها عندما ترى سمكة تحت الماء لا تحاول الإمساك بها.. ولم يمضِ وقت طويل حتى ماتت جوعاً”.
نتعرض جميعاً للفشل في حياتنا، ومنا من يلازمه الفشل في مراحل عدة في حياته، ومنا من لا يبدأ مرحلة جديدة إلا بفشل؛ لكن من يثبت ويقف مجدداً ويعاود الكرّة ويتعلم من أخطائه هو من ينجح، أما من يخاف قسوة الفشل وسخرية المحيطين، هو من يستسلم لفشله ويصبح ألعوبة في يد الحياة، يذهب حيثما تقذف به.
ولا فرق في ذلك بين مَن فعل خطأه عن جهل أو عن عمد؛ فمعظم ذنوبنا الدينية نفعلها عن عمد؛ لكن بضعف بشري؛ لكن العاقل من يعود ليتوب ويطلب عفو ربه؛ أما من يستسلم لمعايرة مَن حوله وكلمات “ومن أنت حتى يتقبل الله منك؟”، أو “وهل ينتظر الله توبة أمثالك؟”، أو “أنسيت ما كنت تفعله؟”، من يترك نفسه لتلك الترّهات لن يكون إلا مشروعاً لفاسد.
عزيزي القارئ.. استعن بالله ولا تعجز وحاول، ولا تستسلم لفكرة الفشل ولا لضحكات الهازئين والمثبطين، ولا تنظر لصورتك القديمة؛ بل كن على علم بأنك في كل مرة تحاول فيها، تكسب خبرة إضافية تُبعدك خطوة عن الفشل السابق بانتباهك ثم تركك لخطأ ما قد فعلته سابقاً.
ولا تكن كالفيل الذي استسلم لفشله مع أن طريق النجاة كان أمامه.. تقول الحكاية القديمة:
كان ثمة فيل صغير أُخذ وحُبس في مكان ما، هذا المكان كان محاطاً بالأسوار وقد ربطوا في رِجْله كرة من الحديد.. حاول الفيل كثيراً أن يهرب لكن الكرة الحديدة كانت تؤلمه، وقسوة الأسوار تحطم كل محاولاته البائسة؛ حتى استسلم لليأس ولم يعد يحاول الهرب مرة أخرى..
كان الفيل يزداد كل يوم حجماً وقوة، ولم تعد كرة الحديد الصغيرة تؤثر في حركته، وكانت الأسوار كفيلة بضربة منه كي تتهدم؛ لكنه كان قد تبرمج على الفشل، ولم يفكر يوماً في تجريب قدراته وخبراته التي اكتسبها؛ لأنه خاف الألم وصورة الفشل المترسخة في ذهنه.. حتى إن صاحبه علِم ما به من هزيمة نفسية؛ فاستبدل كُرَته الحديدية بأخرى خشبية لا قيمة لها؛ فما كانت في ذهن الفيل إلا صورة منسوخة من الكرة الحديدية التي صاحبت فشله.
فهل يكون مصيرك كمصير البطة والفيل، تستسلم لصورة فشلك السابقة وتخاف آلام التجربة واستهزاء الغير؟ أم ستصنع لك نهاية أخرى؟
فى النهاية نتمنى ان تكونوا استفدتم معنا فتابعونا حتى يصلكم كل جديد ومفيد وعصرى.