كثيرا مننا ثبت فى ذهنه منذ القدم ثوابت معينه فيما يخص الحيوانات وعاداتهم الغريبة ونفسر تفسيرات أغرب ونصدقها لذلك فى هذا الموضوع سنحاول تصحيح بعض هذة الإعتقادات عن بعض الحيوانات:
أولا: الحرباء تغير لونها للتمويه:
على الرغم من أن الحرباء chameleon تستطيع اخفاء نفسها من خلال التلون بألوان المكان الذى حلها ، فإنهم نادرا مايفعلون ذلك وفي غالبية الاحوال لاتقوم الحرباء بتغيير الوانها من اجل أن تصبح غير مرئية أو للتمويه وإنما من أجل أن تصبح مرئية يألوان فاقعة، قدر الامكان حيث أن جلد الحرباء يملك العديد من الخلايا الصغيرة القادرة على تغيير لونها تسمى kromatofor. هذه الخلايا تكون غير مرئية عندما تكون متقلصة على نفسها، ولكن تخلق بقع ملونة واضحة بصورة كبيرة عندما ترتخي.
والحيوان يملك القدرة على التحكم بهذه الخلايا وقادر على تغيير لونه. درجة حرارة وحالة الطقس أحد الاسباب التي تقف خلف تغيير الحرباء للونها، ولكن، وبالدرجة الرئيسية، الحالة الفيزيائية والمزاج هي التي تلعب الدور الحاسم فى ذلك.
فالحرباء في حالة الاستراحة والاطمئنان تملك، عادة، نموذج حيادي من الوان الاخضر والاصفر او البني.
وعندما تكون قلقة او خائفة او مريضة يظهر عليها بقع سوداء وفي الاحوال المتطرفة تصبح سوداء تماما.
ومن أجل أن تثير اهتمام حرباء اخرى تلبس لون الاحمر او البرتقالي والتي يجعلها مرئية من مسافات بعيدة، وحتى للحيوانات المفترسة.
غير ان الالوان الفاقعة تقول انها ليست طعاما طيبا، وبالتالي تترك بسلام وبالتالى فإنها تغير لونها فى أوقات كثيرة لحماية نفسها وليس للتمويه.
ثانيا: الثور يثور من رؤيته اللون الأحمر:
كلنا نعرف أن لايجوز لنا أن نلبس الاحمر بقرب الثور أو حتى أن نمسك بمنديل أحمر ولو كان الثور مدجن.
غير أنه من زمن بعيد تمكن الخبراء من البرهنة على أن الثيران، تماما مثل بقية الحيوانات الثديية، لاترى اللونين الأحمر والأخضر، وتملك رؤية ملونة ضعيفة للغاية فغشاء العين عند الثور، على العكس من الانسان، يملك نوعين فقط من المستقبلات الضوئية. لذلك لايستطيعون رؤية الاحمر ويجدون صعوبة في تمييز الالوان.
على العموم بمعنى آخر الألوان ليست هي التي تثير الثيران، وإنما الحركة. وفي حلبة صراع الثيران فإن حركة المصارع مدروسية لتكون استفزازية وهي التي تؤدي إلى هجوم الثور.
طقوس صراع الثيران الكلاسيكية تنقسم إلى ثلاثة مراحل، هدف كل واحدة منها إنهاك الثور واجباره على خفض رأسه للهجوم عليه.
خلال المرحلتين الأوليتين يستخدم المصارع منديلا أصفر يلوحه أمام الثور، وتكون ردة فعل الثور ذاتها مثل وقت التلويح بالمنديل الاحمر.
في المرحلة الثالثة يستخدم المصارع منديل، من جهة أحمر ومن جهة اخرى أصغر. صغر مساحة المنديل من أجل اظهار مهارة المصارع في حين أن اللون الاحمر من أجل اخفاء الدم.
ببساطة من الصعب رؤية بقعة الدم على المنديل الاحمر بالمقارنة مع بقعة الدم على المنديل الاصفر.
ثالثا: النعامة تدفن رأسها فى الرمل من الخوف:
عرفنا كلنا منذ الصغر أن النعامة تدفن رأسها في الرمال عند الخوف، إعتقادا منها أنها إذا لم ترى العدو فأن العدو لايراها، غير أن ذلك ليس صحيح.
في الواقع ان النعامة لاتدفن رأسها في الرمال عند الخوف على الاطلاق.
لو كان ذلك حقيقة لأصبحت النعامة فريسة سهلة للعدو وعندها سينقرض النعام من سطح الارض.
على العكس نجد أن النعامة التي تجلس على الارض فوق البيض، تحاول ان تكون غير مرئية لبقية الحيوانات. عندما تلاحظ اقتراب عدو تتمدد على الارض وتمد رقبتها لتصبح على مستوى الارض.
بذلك يصبح جسمها يشبه كومة من التراب أو شجيرة وتضيع في ماحولها.
رابعا: الفيل يخاف من الفأر:
في العصر الحديث نجد أن بين رعاة الحيوانات في حديقة الحيوانات يلاحظون أن الافيال تعاني من قلق عند رؤية فأر فالفيل يبدو في سلوك غريب مما يعني أن رؤيته للفأر وركضه بين أقدام الفيل الحساسة تسبب له الازعاج وليس الخوف حيث أن أقدام الفيل شديدة الحساسية جدا بالرغم من أنها كبيرة وخشنة، والفيل لايريد أن يدوس على شئ مجهول بالنسبة له.
وبالتالى فليس كل ماهو شائع يعتبر صحيح فحبينا أن نصحح معلوماتك.