ان الاسلام دين العمل والسماحة فهو يحث على تطوير الذات والحث على العمل وقد اتينا اليكم اليوم بأحاديث شريفة تحثنا على العمل والدروس المستفادة منها وكيفية التأقلم مع الوضع الراهن وان يكون الانسان مرن حتى يتأقلم مع التغيرات المحيطة بة:
عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال: “قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون”.
فماذا يعني هذا؟
يعني أن تبدأ ولديك فهم واضح وإدراك جيد لما أنت ماضٍ إليه، وأن تعرف أين أنت الآن؟ وتتحقق من أن خطواتك ماضية في الطريق الصحيح.
فابدأ والمنال في ذهنك، فهذه هي القاعدة الثانية من قواعد ستيفن كوفي في كتابه “العادات السبع”.
وهنا نأتي للعادة الثالثة للناجحين: ابدأ بالأهم قبل المهم
ألم تسمع من قبل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول، أمك، وأباك، وأختك، وأخاك، ثم أدناك فأدناك”.
ألم تفكر من قبل في هذا الترتيب العجيب؟
البداية بالأم، فمن لها غيرك إن عجزت عن تدبير نفقاتها؟ ثم أبوك، فهو إن عجز فأنت الأقرب له، ثم أختك الأنثى التي لن تجد سواك ليساعدها، ثم أخوك الذي يناديك كلما وقع في ورطة، فيقول دون أن يفكر: أخ، ثم الأقربون فالأقربون.
إنه ترتيب الأولويات في الحياة كلها، نظّم أمورك واتخذ إجراءاتك على أساس الأسبقيات، الأهم ثم المهم، تركز على الأمور المهمة وغير العاجلة لتمنع الأزمات لا أن تشغل نفسك بمواجهتها.
وقبل أن نتعرف إلى العادة الرابعة نقرأ قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “أحب للناس ما تحب لنفسك”، فهذا ما جاء ستيفن كوفي ليقوله بعد أربعة عشر قرنًا، لنعتبره من أعظم القيم البشرية، فهذه هي عادة: تفكير المنفعة للجميع.
ليس ضروريا أن تخسر واحدا لتكسب الآخر، هناك ما يكفي الجميع، ولا داعي لاختطاف اللقمة من أفواه الآخرين.
أما العادة الخامسة فهي التفاعل، أي أن تفهم الآخرين قبل أن تطلب منهم أن يفهموك، أن تستمع لهم قبل أن تطلب منهم الاستماع إليك، أليس كل ذلك يظهر في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “أنا زعيم ببيت في ربضِ الجنةِ لمن ترك المِراء وإن كان مُحقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه”.
ثلاث دعوات متتاليات في ترك المِراء والجدال وكثرة الكلام دون فائدة، وفي ترك الكذب والمغالطات في الحديث، وفي تحسين الخلق بحسن الاستماع والتفهم للآخرين.
وحين نتحدث عن العادة السادسة نجد أنفسنا نقرأ قوله صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة”.
فهذا ما تحدث تمامًا عنه كوفي في حديثه عن العادة السادسة: التكاتف مع الآخرين، فكن منتميًا للمجموع عاملا من أجله، مع ملاحظة غاية في الأهمية أن المجموعية ليست مجرد الجماعية؛ لأن نتاج العمل من أجل المجموع سيكون أكبر وأكثر من مجرد حاصل جمع نتاج أعضاء المجموعة .
فلو افترضنا مثلا أن ثلاثة عمال يعملون في مكان واحد، لكل واحد منهم نجاحه الخاص، وفي نهاية اليوم يضعون إنتاجهم معًا، فإن مجموع إنتاجهم سيقل كثيرًا عن مثيله لو كان هدفهم واحد، ويعملون كفريق واحد، فوقتها كل واحد منهم سيجعل نفسه جزءًا من عمل أخيه.
وفي الختام تأتي العادة السابعة: اشحذ المنشار..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه: “فإن لزوجك عليك حقا، ولزورك عليك حقا، ولجسدك عليك حقا”.
فلكي تكون فعالاً يجب أن تجدد قوتك متمثلةً في الأبعاد الأربعة للذات الإنسانية “الجسم، العقل، الروح، العاطفة” وهذا يتطلب تنمية الجسم بالرياضة، وتنمية العقل بالمعرفة والثقافة، وتنمية الروح بالإيمان والقيم، وتنمية العواطف بالتواصل مع المجتمع.
فى النهاية نتمنى ان تكونوا استفدتم معنا فتابعونا حتى يصلكم فى كل جديد.