لعشاق القصص المثيرة والغامضة جئنا لكم فى موقعنا المتميز صفحة بمجموعة متميزة من القصص المرعبة والتى تحتوى على الكثير من التفاصيل المثيرة والشيقة ومنها تلك القصص قصة جرائم السفاح ابو طبر العراقى لنتعرف سويا على تفاصيل القصة :
"أبو طبر" ذلك السفاح القاتل الجزار المخيف الذي ظهر في بداية السبعينات الذي تحول الى بعبع مخيف استنفر الناس من أجله في حراسات ليلية ويقظة مستمرة أذهبت عنهم النوم خوفاً من القادم المجهول الذي اظهرته الاشاعات كأنه "قدر" لا يمكن تداركه
كثيرة هي الإشاعات والروايات التي نسجها خيال الناس من سكان العاصمة بغداد والعديد من محافظات العراق أوائل السبعينات وتحديداً عامي 1973 و 1974 عن مجرم سفاح وحش أطلقوا عليه تسمية (أبو طبر) على أساس أنه يقتل ضحاياه بـآلة (الطبر) الحديدية ويغتصب النساء بعد قتلهن ولا يتورع عن ارتكاب جرائمه ليلاً أو نهاراً وكان ماهرا بحيث لا يترك أثراً في مسارح الجرائم التي أرتكبها وبدأ الناس مغادرة دورهم ليجتمعوا في دار أحد الأقارب وانخفضت أسعار الدور في الأحياء الراقية خاصة مناطق المنصور إلى سعر خيالي قياسا الى أسعارها الحقيقية أو ما كانت عليه قبل وقوع حوادث أبو طبر وكانت النفوس الخائفة المرعوبة جاهزة لتقبل كل الأقاويل والإشاعات وتضيف عليها والذين عاشوا تلك الفترة تختزن ذاكرتهم الكثير من تلك الروايات والإشاعات والتهويلات التي تصاعدت مع كل جريمة تحصل وكان مجرد صوت تحدثه قطة في حديقة منزل كافيا لانطلاق عشرات الإطلاقات النارية خشية من وجود (أبو طبر) في حديقة الدار وحين كان أحد اللصوص يقع في قبضة الناس أو الشرطة كان يصرخ (يمعوّدين آني حرامي عادي ...
والله مو أبو طبر) خوفا مما سيناله من ضرب كي يقر بجرائمه لو كان أبو طبر ولم تنقطع عملية نسج الاشاعات والحكايات إلا حين وقع (أبو طبر) الحقيقي في قبضة رجال الشرطة ويظهر على شاشة التلفزيون يعترف بجرائمه لكن الوقائع التي سردت من خلال الاعترافات التلفزيونية لم تقنع كثيرين من المثقفين والبسطاء على حد سواء فهناك ثغرات بقيت مجهولة حول دوافع هذا الشخص وهل كانت هناك جهات معينة تقف وراءه أم أنه كان يرتكب جرائمه من منطلقات فردية ذاتية إشباعا لنزوة الجريمة والعنف في دواخله؟ وهل كان مدفوعاً من قبل أجهزة السلطة لتصفية الخصوم والمعارضين؟ وغير ذلك من التأويلات والتفسيرات
لابد من التطرق للجوانب السياسية بالموضوع فقد وقعت أحداث ابو طبر بعد انكشاف المحاولة الانقلابية لناظم كزار وجماعته في 30 حزيران 1972 الذي كان قد خطط بإتقان لقتل البكر وصدام وبقية الوزراء في مطار بغداد الدولي لدى تواجدهم لاستقبال البكر العائد من بلغاريا وكان ناظم كزار قد اعتقل وزيري الدفاع والداخلية وبعد انكشاف المحاولة قام بقتل وزير الدفاع حماد شهاب لكن وزير الداخلية سعدون غيدان هرب من القتل تم القبض على كزار وهو في طريق الهرب باتجاه إيران وأعدم وكان البعض يتصور أن هذه الأحداث الجنائية التي هزت بغداد وعموم محافظات العراق ذات أبعاد سياسية لابد ان يكون بقايا ناظم كزار أو ربما غيره من المعارضين هم الذين يرتكبوها أو يقفون خلف هذه الحوادث المروعة وكان هذا التصور يطغى حتى على تفكير نظام الحكم آنذاك لكن الذي يضعف التفسير السياسي هو أن ضحايا الحوادث ناس عاديون لا علاقة لهم بالسلطة من قريب أو بعيد لكن التفسير يقوى حين ينظر الى الآثار الأمنية والنفسية التي تنتاب الناس من رعب وخوف واضطراب وما خلقته من بلبلة في الوضع الأمني أدت لإقالة مدير الشرطة العام ومدير شرطة محافظة بغداد ومدير مكافحة الأجرام وتحميلهم مسؤولية التقصير في كشف الحوادث التي وقعت والتراخي في موضوع القبض على الفاعلين كما أصدرت السلطة قرارا بإيقاف برنامج الشرطة التلفزيوني الشهير (الشرطة في خدمة الشعب)
الاستعانة بخبراء من فرنسا والاتحاد السوفيتي:
كانت الاجهزة الامنية والحزبية كلها قد دخلت أقصى درجات الانذار كما تم استدعاء خبراء من الاتحاد السوفيتي وفرنسا بينهم مديرا شرطة موسكو وباريس للمعاونة في اجراءات وتحقيقات الشرطة العراقية في تعقب الفاعلين
منع تجوال في بغداد وتفتيش المساكن:
على أثر المعلومات التي قدمها الخبراء الاجانب عن مواصفات الجاني (من حيث الطول خاصة) جرت حملة شاملة في الأول من تشرين الأول 1973 الموافق 3 رمضان وصادف يوم جمعة إعلان منع تجول شامل في عموم بغداد وتم إغلاق مطار بغداد الدولي في وجه حركة الملاحة الجوية وقاد الحملة طه ياسين رمضان وتم تقسيم بغداد لقطاعات ساهم في الحملة مسؤولون حزبيون إضافة الى الأجهزة الأمنية والشرطة وتم تفتيش جميع الدور في بغداد للبحث عن اشخاص بمثل مواصفات أبو طبر التي أعطاها الخبراء الروس والفرنسيون لكن بدون أي نتيجة (القاتل حاتم كاظم هضم كان قد شارك مع الحزبيين في منطقة البياع والعامل وأم الطبول في حملة التفتيش باعتباره من الرفاق في المنطقة)
استمرت القناعة الحكومية أن للحوادث أبعاد سياسية حتى حين تم القبض على حاتم كاظم هضم من قبل الشرطة لم تقتنع السلطة بتحقيقات الشرطة وخشيت ان تقوم الشرطة بـ (لفلفة) الموضوع فأمرت بإحالة التحقيق الى جهاز المخابرات ومع ذلك لم يتم التوصل الى الأبعاد أو الدوافع السياسية للحوادث ولم يظهر وجود صلة لأبي طبر مع مخابرات أجنبية أو عناصر سياسية
الاجهزة الامنية والتحقيقية في تلك المرحلة وبسبب حالة الارباك والفوضى والنقد الشعبي الواسع وحالة الرعب التي اصابت الناس كانت تستعجل القبض على أشخاص تحت طائلة الشبهة والشك بمن فيهم المسجلين سابقا او المتهمين بحوادث عادية لأنها كانت تقع تحت ضغط السلطة والناس للاستعجال بكشف المجرم وكثير من الأبرياء بمن فيهم أشخاص ذوي صلة بالضحايا نالوا إجراءات قاسية تصل للاعتقال والتعذيب بسبب التوسع في دائرة الشك من قبل الاجهزة إلى أن قامت حرب تشرين (10 رمضان) فانشغل الناس في أخبار الحرب ونسوا قضية أبو طبر وهو أيضا ترك ارتكاب الجرائم من تشرين الاول 1973 الى أيلول 1974 حيث تم القبض عليه
من هو (أبو طبر)
تقول الاضبارة الجنائية بالتسجيل الجنائي أن اسمه (حاتم كاظم هضم) مواليد 1932 قضاء المسيب بالحلة أكمل الابتدائية عام 1946 والمتوسطة 1949 ودخل مدرسة المفوضين عام 1949 وتخرج منها عام 1951 برتبة مفوض ونسب لشرطة لواء الحلة لكنه ما لبث أن فصل من الخدمة عام 1952 لأسباب مهنية ضبطية بالسنة ذاتها عاد للدراسة وأكمل الثانوية عام 1953 والتحق بكلية القوة الجوية (الطيران سابقاً) لكنه ما لبث ان فصل منها عام 1956 وهو مازال في الصف الثالث منها كونه تسبب عمداً بإصابة طائرة التدريب بخلل نتيجة الطيش سافر بعدها للكويت عام 1957 للعمل الحر وعاد للعراق عام 1959 واشتغل بوظيفة محاسب جباية في دائرة أوقاف كركوك لكنه فصل منها لتسببه في إحداث أضرار بأموال الدولة وحكمت عليه محكمة كركوك بالسجن لمدة سنتين ونصف ثم سافر إلى أوربا عام 1962 وتنقل ما بين بلجيكا النمسا ألمانيا سويسرا اليونان إيطاليا والولايات المتحدة واستقر طويلا في (ميونخ) بألمانيا الغربية حيث كان يعمل في تهريب السيارات والأسلحة من بلجيكا وألمانيا لليونان وتركيا وسوريا لحساب مهربين وتجار ألمان ويونانيين كان يجيد إضافة للعربية اللغات الإنكليزية والألمانية والفارسية والكردية ويشير سجله الجنائي أنه تم توقيفه عدة مرات خارج العراق بسبب التورط في حوادث الشجار أو انكشاف التهريب وحكم عليه في إحدى الدول الأوربية بالحبس لمدة عشرة أشهر عاد بعدها إلى العراق
صحيفة أعماله الجنائية تقول أنه مجرم خطر يدخن بإفراط ويحتسي الخمور الإفرنجية والعرق كان يهوى النساء ويقيم علاقات جنسية معهن وكان يفضل الطبيبات وكان لا يتردد عن قتل ضحيته إذا امتنعت عن تلبية رغباته قام عام 1970 بتزوير شهادة عدم محكومية لتفادي كشف محكوميته السابقة إذ كان كلما يتقدم بطلب لشهادة عدم المحكومية تظهر سوابقه فيمنع من تلك الشهادة حتى تفتقت ذهنيته الإجرامية عن تزوير شهادة عدم محكومية حقيقية بوضع صورته عليها ومسح اسم صاحبها بمادة كيميائية وكتابة اسمه فوق المسح وتكملة ختم الشهادة على صورته بالقلم
جرائم (أبو طبر):
بعد ان تم القبض على ابو طبر اعترف بأنه ارتكب الحوادث التالية
1- قتل شخص يهودي يجهل اسمه في منطقة البتاويين كان يظنه من الأثرياء لكن بعد تنفيذ جريمته وجده لا يملك شيئا
جريمة قتل المجني عليها المرحومة (ماجدة الحمامي) زوجة المدعو (رشيد مراد رشيد) في المنصور بالاشتراك مع ابن شقيقته (حسين علي حسون) حيث دخل المجرم حاتم الدار وصادفته المجني عليها فقام بمسكها وشد وثاقها وكمم فمها واستفسر منها عن مكان المصوغات والنقود إلا أنها امتنعت فما كان منه إلا أن يعاجلها بضربة واحدة بـ (هيم) حديدي يحمله فلفظت أنفاسها ثم قام بتفتيش الدار مع شريكه إلا أنهما لم يعثرا على شيء سوى قطع زوالي قاما بوضعها في سيارة المجني عليها ونقلاها إلى دارهما في أم الطبول ومن ثم قاما بترك السيارة في منطقة العامرية وعاد بسيارة أجرة إلى داره
2- يوم 4/9/1973 ارتكب جريمة قتل عميد الشرطة المتقاعد بشير أحمد السلمان وعائلته بمدينة الشرطة الأولى (قرب النفق) حيث دخل (حاتم) الدار مع ابن شقيقته (حسين) عن طريق تسلق الجدار إلى الدار المجاورة وبقي بحديقة الدار من الساعة الواحدة ظهراً حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل ومن خلال دار الجيران تسلق (حاتم) الجدار عن طريق السخان ثم فتحة التبريد لسطح دار المجني عليه (بشير) وعائلته وكانوا نائمين على سطح الدار (كما هي عادة اهل بغداد في الصيف بسبب الحرارة) وبعد أن تأكد من أنهم جميعاً نائمين بدأ بقتلهم مبتدئاً بـ (بشير) حيث ضربه على رأسه ثم زوجة بشير (بشرى أحمد خليل) معلمة في مدرسة الازدهار وقتل ابنهما (احمد) 12 سنة طالب في الصف الرابع الابتدائي وقتل شخصاً رابعاً تبين أنه (إحسان جميل احمد) 21 سنة طالب جامعة وهو ابن شقيق زوجة بشير وكان ضيفاً لديهم ثم قام مع ابن شقيقته (حسين) بإنزال الجثث من السطح لداخل الدار ووضعوهم في بانيو الحمام أما الامرأة فقد وضعها على سرير المنام ثم نقلا المسروقات بسيارة المجني عليه لدارهما ومن ثم قاما بترك السيارة خلف مستشفى اليرموك
3- أواخر أيلول 1973 ارتكب جريمة قتل عائلة المدعو (جان آرنيست) بمنطقة كرادة مريم (على مبعدة 200م عن بوابة القصر الجمهوري عند الجسر المعلق) بعد أن قام بالترصد والتأكد من قلة عدد أفراد الدار وكان يصطحب عدته المعهودة التي استعملها في معظم جرائمه والمكونة من (قضيب حديدي) ومسدس وقفازات وذهب للدار حوالي 1 ظهراً وبصحبته ابن شقيقته (حسين) وحين دخل حاتم الباب الخارجي وطرق الباب الداخلي فتحت له صاحبة الدار الباب وبادرها بسؤال سريع (من منكم مسافر خارج العراق؟) أجابته: (نحن مسافرون غدا) وحين لاحظ أن الشكوك تبدو على الامرأة تجاهه عاجلها بضربة بالقضيب الحديدي على رأسها أسقطها صريعة أرضاً ومن ثم جاءت ابنتها فضربها على رأسها وسقطت صريعة على الأرض ثم قام بفتح الباب لابن شقيقته (حسين) وانتقلا لغرف الدار فوجدا بنتاً اخرى نائمة بالفراش فضربها بنفس الآلة وقام وابن شقيقته بسرقة بعض الأغراض من البيت نقلاها بسيارة المجني عليها إلى دارهما في ام الطبول وبعد ان افرغ محتويات السيارة من المواد المسروقة قام بسياقة السيارة الى منطقة مدينة الشرطة وهناك ترك السيارة وعاد الى داره بسيارة أجرة وكان حاتم خلال عملية ضرب المجني عليهن بالقضيب الحديدي قد أخطأ وأصاب ابن شقيقته (حسين) إصابة جعلته ينزف دماً في الدار وقد انتبه خبراء الأدلة الجنائية فيما بعد إلى وجود دماء في الدار لا يطابق صنفها مع دم المجني عليهن
4- أما آخر جريمة قتل ارتكبها فهي قيامه بقتل حلاق (يجهل اسمه) في منطقة النعيرية والكيارة وقام بسرقة مخشلات ذهبية ونقود وأثاث وسجاد وذلك بسيارة المجني عليه وتركها في منطقة الشعلة وقد اشترك معه في ارتكاب الجريمة قريبه المدعو حمد عبد المهدي
5- كان أشقاء (حاتم) كل من حازم وغالب ووالدتهم وزوجة حاتم يشاركونه في جرائمه من خلال معاونته بتصريف المواد المسروقة والتستر على أفعاله الجرمية
6- محاولة سرقة دار الدكتور احمد العندليب حيث ترصد (حاتم) مع (حسين) دار الدكتور بعد أن عرف أنه غني ويمتلك نقوداً وذهباً وحين دخل الدار لم يجد أحداً وإنما قام بنقل الذهب والنقود والأثاث بسيارة إلى داره
7- حين وجه المحقق سؤاله إلى حاتم: أليس بإمكانكم أن تنفذوا ما تريدون من جرائم سرقة دون اللجوء إلى القتل؟ أجاب حاتم: سبب لجوئي إلى القتل يعود لسببين: الأول إن الخطة التي كنت ارسمها لدخول الدار مقتحماً وسيكون أصحاب الدار في حالة يقظة والحالة هذه لا أستطيع أن أقوم بالسرقة أو الاغتصاب إلا عن طريق القضاء على من في الدار ومن ناحية أخرى إن قتل أهل الدار يفسح المجال لي للتصرف بحرية بالإضافة إلى عامل آخر هو إني كنت تحت ظروف نفسية (....؟) تدفعني للقتل حتى ولو تطلب الأمر شرب دماء البشر
كيف تم القبض على أبو طبر؟
استخبرت سيطرة النجدة الساعة 14.55 بعد ظهر يوم 30/3/1974 هاتفياً من عائلة أميل رؤوف مخبرين بوجود لص داخل الدار المجاورة لهم الواقعة في شارع الصناعة والعائدة للدكتور يوسف بولص بيدروس الجادرجي وحضرت دورية النجدة وقبضت على المدعو (حاتم كاظم هضم) الذي أدعى في البداية أنه ضابط طيار متقاعد مما أثار شكوك الدورية ثم تراجع وقال أنه صاحب محل في ناحية الاسكندرية وقد سلمته دورية النجدة لمكتب مكافحة الإجرام بالكرادة وهناك اعترف أنه دخل الدار وهي خالية من ساكنيها عن طريق كسر الباب وخلع الشباك وقام بتجميع المواد الثمينة تمهيداً لنقلها وعثر بحوزته على مسدس5 ملم وشاجور و6 اطلاقات ودرنفيس وشيش حديد (قضيب) وحربة وسلك طويل نهايته (جنكال) عند انتقال هيئة التحقيق لدار المتهم (حاتم) عثروا على كثير من المسروقات التي تطابق أوصاف المواد المسروقة من دور الضحايا وكانت اللجنة تبحث عن سروال من قماش نادر ثمين كان الجاني قد سرقه من دار المدعو (جان آرنيست) وقد ضبط السروال في دار المتهم غالب كما تم ضبط راديو مسجل نادر مسروق من دار جان آرنست كما عثر على تلفزيون صغير سرق من دار ماجدة الحمامي ومعه منشفة حمام كان المجرم قد حملها مع الجهاز
شرطة بغداد تستنفر قوتها
على أثر وقوع الجريمة الثالثة (جريمة قتل بشير السلمان) وجه مدير شرطة محافظة بغداد برقية الى جميع أقسام بغداد جاء فيها
(وقعت حادثة خطيرة ثالثة في مدينة الشرطة راح ضحيتها أربعة مواطنين أبرياء وضابط شرطة قديم زوجته طفله شاب قريب له ولغرض اتخاذ الإجراءات الوقائية لحماية أرواح المواطنين اطلب إليكم كافة استنفار جميع مرتباتكم بجميع صنوفهم للقيام بالدوريات والمراقبات والاستخبارات لتقصي آثار الجناة المجرمين وإننا إذ نقدر فيكم الروح والشهامة الإنسانية للاضطلاع بهذه المهمة الخطيرة نعلمكم بأن وزير الداخلية قد أمر بتخصيص مكافأة قدرها 500 دينار لكل من يدلي بمعلومات حول الموضوع أو يقدم النتائج المساعدة في هذا المجال)
كما عمم مدير شرطة بغداد برقية أخرى إلى جميع المديريات جاء فيها (لمقتضيات المصلحة العامة ومتطلبات الأمن واستكمالا للإجراءات التحقيقية الجارية بصدد الموضوع اطلب إليكم مراقبة جميع الأشخاص المشتبه بهم من المراهقين الذين يتجولون في غير مناطق سكناهم)
الأشخاص الذين كان لهم دور في القبض على حاتم كاظم:
أشار كتاب مديرية شرطة بغداد 7402 في 9/9/1974 ان الأشخاص الذين كان لهم دور في القبض على المجرم حاتم هم كل من
1.المواطن فيصل عباس سلمان: حارس الدار العائدة للدكتور يوسف الجادرجي
2.المواطن أميل رؤوف جبوري: طبيب بيطري يسكن الدار المقابلة للدكتور يوسف وقام بتعقيب المتهم مع الحارس وأخبر شرطة النجدة
3.المواطن سعد عبد الله حمزة: طالب يسكن المنطقة نفسها حيث دخل المتهم بعد القبض عليه
4.دورية النجدة: كل من المفوض أحمد علوان محمد والمفوض لطيف أحمد
5.هيئة التحقيق من مكافحة الإجرام التي حققت مع المجرم حاتم كاظم هضم وزمرته هم كل من
•مقدم الشرطة فيصل محجوب: مدير شرطة مكافحة الإجرام
• رائد الشرطة منذر سليم حمدي: معاون مدير مكافحة الاجرام
•نقيب الشرطة مناف عبد الكريم حسين الصالحي: ضابط المكتب الجنائي
• ملازم الشرطة إدريس حسن البدراني: معاون مكتب الكرادة لمكافحة الأجرام
•كما شارك معهم (18) منتسباً من شرطة بغداد (المحلية والمكافحة) كمفارز للقبض والتحري والتفتيش فيصل محجوب وأبو طبر
نشرت مجلة ألف باء في الثمانينات لقاء صحفياً مع المرحوم عقيد الشرطة فيصل محجوب كشف فيه بعض الاسرار والتفاصيل عن جرائم ابو طبر وعن كيفية اعتقاله والتحقيق معه
يقول المرحوم فيصل محجوب:
اقتحم (أبو طبر) دار طبيب كان مسافراً خارج العراق وليس في الدار غير الحارس فصرخ الحارس بوجه (أبو طبر) وطارده فأجتمع شباب المنطقة وشاهدت إحدى الجارات وهي معلمة مايحدث فأسرعت وأخبرت شرطة النجدة التي تعقبته حتى ألقت القبض عليه كنت وقتها مديراً لمكافحة الإجرام في بغداد وكنت تلك الأيام أتمتع بإجازة بالموصل ورن جرس الهاتف بالبيت وإذا على الطرف الآخر من الخط مساعدي (مناف الصالحي) يدعوني للتوجه إلى بغداد في الحال موضحاً أنهم ألقوا القبض على شخص (وضعيته) غريبة ويشتبه بأنه هو (أبو طبر) الذي استنفرت الدولة أجهزتها كلها للقبض عليه قلت له: احتفظوا به حتى أصل إلى بغداد
قال لي: تعال بسرعة لأن مدير الشرطة العام طلب ذلك وفعلاً اتصل بي مدير الشرطة العام بعد دقائق من إغلاق الخط مع مناف الصالحي وقال لي: نحن بانتظارك فأسرع بالمجيء لتحقق مع هذا الشخص فقد يكون هو (أبو طبر) فنريح ونستريح
امتثلت للأمر وحضرت لبغداد وطلب مني مدير الشرطة العام الذهاب للكرادة الشرقية للمباشرة بالتحقيق مع الشخص المذكور وقد اصطحبت معي مساعدي مناف الصالحي وذهبنا للكرادة الشرقية واستدعيت المتهم واتفقت مع مساعدي مناف الصالحي على أن يدخل علينا ويطلب مني السماح له باستعمال العنف مع المتهم ليعترف عندما جيء به قال لي إنه ضابط طيار متقاعد وأراني هوية ضابط طيار فأجلسته وبينما أنا أتحدث معه دخل مناف الصالحي وقال لي: سيدي إن هذا الشخص لا يريد أن يعترف فلنأخذه ونذيقه مرّ العذاب حتى يعترف فرفضت بشدة وقلت له كيف تعذب ضابطاً طياراً اتركه ولا شأن لك به
عندما خرج مناف الصالحي من الغرفة بذلت محاولاتي مع المتهم لدفعه للاعتراف لكنه لم يعترف وعند الظهر شعرت بالجوع فأعطيت أحد أفراد الشرطة ديناراً وطلبت منه أن يجلب لنا نصف دجاجة وضعت الطعام على المكتب ودعوت المتهم لتناول الغداء معي فرفض لكني ألححت عليه ثم شربنا الشاي سوية
ساورني شك قوي بأن هذا المتهم هو (أبو طبر) بعينه لأن شرطة النجدة وجدت معه حقيبة جلدية جلبتها إليّ فيها (جطل) سيارة وحديدة رفيعة ومسننة قيل لي إنها جزء من أجزاء السيارة وزاد الشك داخلي أن هذا المتهم ارتكب جرائم عدة وسألته عن محل سكناه فأخبرني أنه يسكن قرب جامع (أم الطبول) فطلبت من (مناف الصالحي) أن يجلب كل ما يشك به من مواد وأثاث كانت لدينا صورها
كان احد البيوت المسروقة لمهندس متقاعد يعمل مقاولاً سرقت منه سجادات صغيرة وقتلت خادمة البيت وقد التقطنا صوراً للمسروقات وعندما عاد مناف قال لي: أبشّرك سيدي عثرت على السجادات المسروقة من دار المهندس في بيت المتهم
هذا ما جعلني أثق أن هذا المتهم هو (أبو طبر) لأنه عندما سرق بيت المهندس ضرب الخادمة بطبر على رأسها والحادثة الأخرى حادثة جان آرنست الذي كان بيته في كرادة مريم وكان (أبو طبر) سرقه وضرب زوجته بالحديدة المسننة على رأسها وعندما نزلت ابنتها من الطابق الثاني تصرخ لحق بها وضربها على رأسها بالطريقة نفسها وكانت خادمة البيت نائمة وعندما استيقظت ضربها على رأسها فأغمى عليها فظنّ (أبو طبر) أنها ماتت بعد أن تلطخت يداه بدمها ولما صعد للطابق الثاني امسك (المحجّر) الذي على السلم فرسمت كفه وفيها الدم ثم أن (أبو طبر) قبل تنفيذه هذه الجريمة كان قد نفذ جريمة أخرى بالأسلوب نفسه هي جريمة قتل المرحوم بشير احمد السلمان مدير شرطة كركوك الأسبق وزوجته وولده وأحد أقاربهم يشاركه ابن أخته حسين
ولكني لم أبين أمام المتهم أني اعرف ذلك كله وبقيت أجامله وقد مال هو إليّ نتيجة ممانعتي استعمال العنف ضده ومجاملتي الزائدة له لكني أرسلت في طلبه يوماً وكلمته وأنا أتصنع أني شارد الذهن مهموماً اضرب أخماساً بأسداس فسألني المتهم حاتم كاظم هضم (أبو طبر) عما بي وما إذا كان ثمة ما يضايقني فرويت له أن وزير الداخلية هددني بالنقل إلى منقطة نائية على الحدود وبالعقوبة إذا لم اكتشف من هو مرتكب الجرائم التي أقلقت بغداد وأرعبتها وفجأة قال لي المتهم حاتم: اكتب اكتب. أنا(أبو طبر) وأنا الذي ارتكبت هذه الجرائم
تصنعت عدم التصديق وقلت إن (الخبز والملح) الذي أكلناه سوية وعلاقتنا القوية جعلك تفعل ذلك لتنقذني من النقل والعقوبة وأنا صاحب عائلة كبيرة فأخذ المتهم يقسم لي انه هو (أبو طبر) فخرجت من الغرفة بحجة الذهاب إلى المغاسل واتصلت بمدير الشرطة العام من غرفة مجاورة وزففت إليه البشرى باعتراف المتهم حاتم كاظم هضم بأنه هو (أبو طبر) فأتصل المدير العام بوزير الداخلية الذي طلب مني إنهاء التحقيق مع (أبو طبر) وإحالته إلى لجنة خاصة شكلت للتحقيق معه
نشرت وسائل الإعلام كلها نبأ تشكيل اللجنة التحقيقية التي ستحقق مع (أبو طبر) والمكونة من حاكم ومعاون أمن وأنا بينهم وذهبت لمديرية الأمن العامة مصطحباً (أبو طبر) فوجدت بانتظاري العضوين الآخرين في اللجنة التحقيقية اذ أودع (أبو طبر) في موقف مديرية الأمن العامة واتفقنا على أن نأتي كل يوم للتحقيق مع (أبو طبر) مستعينين بالتحقيق الأولي الذي أجريته معه
استعرضنا الجرائم والحوادث كلها التي حصلت في بغداد وروى لنا (أبو طبر) حادثة مضحكة أن زوجته كانت مريضة وذهب بها للطبيب فطلب منه الطبيب الخروج من غرفة الفحص ليقوم بفحصها ولما أبدى رفضه زجره الطبيب فخرج (أبو طبر) من غرفة الفحص وقرر أن يقتل الطبيب فأعاد زوجته للبيت وعاد لينتظر الطبيب حتى خرج من ا