الخنسـاء: أم عمرو تماضر بنت عمرو بن الحـارث من الامهات الخالدات في التاريخ الإسلامي لنتعرف سويا اكثر على هذة الام العظيمة:
عندمـا أخذ المسلمون يحشدون جندهم، ويعدون عدتهم زحـفا للقادسية، كانت الخنساء مع أبنائهـا الأربعة، تزحف مع الزاحفين للقاء الفـرس !
و في خيمةٍ من آلاف الخيام، جمعت الخنساء أولادهـا الأربعة، لتُلقي إليهم بوصيتها فقالت :يا بني، أسلمتم طائعين، وهـاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم !
وتعلمون ما أعده الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خيرٌ من الدار الفانية يقول تعالي :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾
، فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين، فاغدوا إلي عدوكم متبصرين بالله علي أعدائه منتصرين.
فلما أشرق الصبح واصطفت الكتاب وتلاقي الفريقان، أخذت تتلقي أخبار بنيها وأخبار المجاهدين، وجـاءها النبأ بالاستشهـاد فقالت : الحمدلله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مُستقرِ رحمته.