قصة الضرتين الشاعرتين فصة رائعة وخفيفة الظل توضح لنا انه من الممكن ان ما نظنة شر لنا يكون فيه خيرا كثيرا والعكس لنتعرف سويا على تفاصيل القصة:
ﻛﺎﻥ ﻷﻋﺮﺍﺑﻲ ﺯﻭﺟﺘﺎﻥ ﺷﺎﻋﺮﺗﺎﻥ ، ﻓﻮﻟﺪﺕ ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﻭﻟﺪﺍً ، ﻭﻭﻟﺪﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺑﻨﺘﺎً ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺃﻡّ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻭﺗُﺮَﻗّﺼﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺿﺮّﺗﻬﺎ ﻭﺗﻨﺸﺪ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻟﺘﻐﻴﻈﻬﺎ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ..
ﺃﻛﺮﻣﻨﻲ ﺭﺑّﻲ ﻭﺃﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻲ ..
ﻭﻟﻢ ﺃﻟﺪ ﺑﻨﺘﺎً ﻛﺠﻠﺪٍ ﺑﺎﻟﻲ ..
ﻻ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻀَّﻴﻢَ ﻋﻦ ﺍﻟﻌِﻴﺎﻝِ .
ﻓﺎﻏﺘﺎﻇﺖ ﺃﻡٌ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺃﻭّﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺗﺸﻜﻮ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻛﻼﻡٌ ﺑﻜﻼﻡ ، ﻓﻘﻮﻟﻲ ﻟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ، ﻓﻨﻈﻤﺖ ﺃﺑﻴﺎﺗﺎً ﺛﻢّ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺮﻗّﺺ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺿﺮّﺗﻬﺎ ﻭﺗﻨﺸﺪ :
ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻲَّ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﺎﺭﻳﺔ ..
ﺗﻐﺴﻞ ﺭﺃﺳﻲ ﻭﺗﺮﺍﻋﻲ ﺣﺎﻟﻴﻪ ..
ﻭﺗﺮﻓﻊ ﺍﻟﺴّﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﺧﻤﺎﺭﻳﻪ ..
ﺣﺘّﻰ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻛﺎﻟﻐﺎﻧﻴﺔ ..
ﺯَﻭَّﺟْﺘُﻬﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥَ ﺃﻭ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ..
ﺃﺻﻬﺎﺭُ ﺻِﺪﻕٍ ﺃﻭ ﻣﻬﻮﺭٍ ﻋﺎﻟﻴﺔ .
ﻓﺸﺎﻋﺖ ﺃﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ، ﻭﻟﻤّﺎ ﻛﺒﺮﺕ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﺤَﻜﻢ : ﺃﻛﺮِﻡ ﺑﺎﻟﺒﻨﺖ ﻭﺑﺄﻣّﻬﺎ ، ﻭﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺨﻴﺐ ﻇﻦّ ﺍﻷﻡّ ، ﻓﺨﻄﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ، ﻭﻗﺪّﻡ ﻣﺌﺔ ﺃﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻣﻬﺮﺍً ، ﻓﻠﻤّﺎ ﻋﻠﻢ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻗﺎﻝ : ﻟﻮﻻ ﺃﻥّ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺳَﺒَﻘﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻀﺎﻋﻔﻨﺎ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻬﺮ ، ﺛﻢّ ﺑﻌﺚ ﻟﻸﻡّ ﺑﻤﺌﺘﻲ ﺃﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻫﺒﺔً ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ .
ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ( ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﻭﻧﺼﻮﺹ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ) ﺍﻟﺰﻣﺨﺸﺮﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻣﺎﻡ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ، ﻭﺍﻟﻨﺤﻮ، ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ. ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺗﺂﻟﻴﻒ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ
اتمنى ان تكون القصة حازت على اعجابك وان تكون الفائدة عمت على الجميع