يُحكى أن فلاحا كان يعمل عند أحد الأثرياء، كان يحلم دائما بالثراء يقول فى نفسه ربما لو كنت أكثر غنى لإستمتعت بحياتى, أكل طعاماً شهياً و أعيش فى بيت مريح.
أفاق من أحلامه على صوت أحدهم يصيح قائلأ: جلالة الملك سيمر بالطريق الملاصق لهذه المزرعة الأسبوع المقبل, و على جميع الفلاحين أن يصطفوا لإستقباله و تحيته.
فكر الفلاح فى نفسه وقال "هذه هى فرصتى" ماذا لو طلبت من الملك بعض العملات الذهبية فهى كفيلة بتحقيق كل أحلامى و هو لن يرفض طلبى لأنه كما سمعت طيب و كريم".
و هكذا ظل الفلاح يحلم طوال الأسبوع حتى اليوم الموعود و إصطف الفلاحون على جانبي الطريق لإستقبال الملك العظيم.
و إذ بعربات تجرها الخيول تظهر فى الأفق, فجرى الفلاح البسيط نحو العربة الملكية و أخذ يصرخ: "سيدى الملك..سيدى الملك..لي طلب عندك".
أمر الملك بإيقاف العربة و سأل الفلاح:"ماذا تريد؟"
إرتبك الفلاح جداً و قال: "أريد بعض العملات الذهبية حتى أشترى قطعة أرض".
إبتسم الملك و قال للفلاح:" أريد أن تعطيني شيئاً من عندك".
إزداد إرتباك الفلاح و قال فى نفسه: "عجيب هذا الملك فى بخله جئت أطلب منه ليعطينى و إذا به يطلب منى".
و بعد تفكير أخرج حبة أرز واحدة من صرة مملوءة كانت فى يده و أعطاها للملك.
فشكره الملك و أمر أن ينطلق الموكب مرة أخرى..
عاد الفلاح بخيبة أمل حزيناً إلى بيته, وأعطى زوجته صرة الأرز لتطهيه..و فجاة صرخت زوجته:"لقد وجدت حبة أرز من الذهب الخالص فى وسط الأرز..".
و هنا صرخ الفلاح بألم شديد:"يا ليتنى أعطيت الملك الأرز كله".
العبرة من هذة القصة هو إذا كنت تعطى القليل فلا تطلب الكثير لان الحياة أخذ وعطاء فبقدر ما تعطى تجد الجزاء ولو بعد حين ويأتى الوقت الذى يدرك الإنسان فيه قيمة العطاء ولكن عندما يكون فقد مامعه أو فقد فرصة العطاء.