من تواضع لله رفعه ولكن هذا ما لا يعرفه محدثين النعمة فى كل زمان فكم من صاحب عمل يعامل العامل عنده بعجرفه وكم من ست بيت تعامل خادمتها بعنطظة وقلة ذوق وكأنها اشترتها وكأنهم ليسوا بشر لهم أحاسيس، فهل ياترى لو واجه هؤلاء الخدام رؤسائهم وردوا لهم الصاع صاعين كيف سيكون الحال هذا ما تتكلم عنه قصتنا:
ﻳﺮﻭﻱ ﺍﻟﺠﺎﺣﻆ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ » ﺍﻟﺒﺨﻼﺀ« ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﻳﺪﻋﻰ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱّ ﻛﺎﻥ
ﻳﺨﺎﻃﺐ ﺧﺪﻣﻪ ﺑﻠﻐﺔ ﻋﻮﻳﺼﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﻃﺮﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺘﻪ،
ﺣﺘﻰ ﻗﻴّﺾ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺧﺎﺩﻣًﺎ ﻛﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺼﺎﻉ ﺻﺎﻋﻴﻦ.
ﻗﺪ ﺻﻔّﻖ ﺃﺑﻮﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﺫﺍﺕ ﺻﺒﺎﺡ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺧﺎﺩﻣﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺜﻞ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ
ﺳﺄﻟﻪ : ﻫﻞ ﺃﺻﻘﻌﺖ ﺍﻟﻌﺘﺎﺭﻳﻒ؟ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ: ﺯﻗﻔﻠﻴﻢ ﻳﺎﻣﻮﻻﻱ .
ﻓﺼﺎﺡ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ : ﻭﻳﺤﻚ ﻭﻣﺎ ﺯﻗﻔﻠﻴﻢ؟ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ: ﻭﻣﺎ ﺃﺻﻘﻌﺖ ﺍﻟﻌﺘﺎﺭﻳﻒ؟
ﺻﺎﺡ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ : ﻳﺎ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻏﺒﻲ ! ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ : ﺃﺻﻘﻌﺖ ﺍﻟﻌﺘﺎﺭﻳﻒ،
ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ: ﺃﺻﺎﺣﺖ ﺍﻟﺪﻳﻮﻙ؟.
ﻓﺮﺩّ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ : ﻭﻣﺜﻠﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ﻭﻋﻠﻤﻚ، ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺯﻗﻔﻠﻴﻢ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ : ﻛﻼ ﻟﻢ ﺗَﺼِﺢ !.