النصيحة هى نتاج خبرة ومواقف بشر فعليك سماعها والإنصات لها حتى لا تقع فى المشاكل وها هى قصة رائعة عن قيمة النصيحة تعالى لتعرف تفاصيلها:
ﻳﺤﻜﻰ أﻥ ﺭﺟﻼ ﺿﺎﻗﺖ ﺑﻪ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻌﻴﺶ، ﻓﻘﺮﺭ أﻥ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺯﻕ والعيش الكريم، ﻓﺘﺮﻙ ﺑﻴﺘﻪ ﻭأﻫﻠﻪ ﻭﺳﺎﺭ ﺑﻌﻴﺪﺍ، ﻭﻗﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﺨﻄﻰ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ أﺣﺪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺣﺐ ﺑﻪ ﻭأﻛﺮﻡ ﻭﻓﺎﺩﺗﻪ، ﻭﻟﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ أﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪﻩ، ﻓﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ، ﻭﻋﻤﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻳﺮﻋﻰ ﺍلإﺑﻞ .
ﻭﺑعد ﺳﻨﻮﺍﺕ عديدة إﺷﺘﺎﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﺒﻴﺘﻪ ﻭﺭﺅﻳﺔ أﻫﻠﻪ ﻭأﺑﻨﺎﺋﻪ بشده، ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ إﻟﻰ ﺑﻠﺪﻩ، ﻓﻌﺰّ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﺍﻗﻪ ﻟﺼﺪﻗﻪ ﻭأﻣﺎﻧﺘﻪ، ﻓﻜﺎﻓﺄﻩ ﻭأﻋﻄﺎﻩ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺍلإﺑﻞ ﻭﺍﻟﻤﺎﺷﻴﺔ .
ﺳﺎﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﺎﺋﺪﺍ إلى أﻫﻠﻪ، ﻭﺑﻌﺪ أﻥ ﻗﻄﻊ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﺎﺣﻠﺔ، ﺭﺃﻱ ﺷﻴﺨﺎ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻲﺀ ﺳﻮﻯ ﺧﻴﻤﺔ ﻣﻨﺼﻮﺑﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ إﻟﻴﻪ ﺣﻴّﺎﻩ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻌﻤﻞ شيخ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻭﺗﺤﺖ ﺣﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : أﻧﺎ أﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ .
ﻓﻌﺠﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺗﺠﺎﺭﺗﻚ بالتحديد؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ :أﻧﺎ أﺑﻴﻊ ﻧﺼﺎﺋﺢ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻭﺑﻜﻢ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ؟ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻛﻞ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺑﺒﻌﻴﺮ .
فوقف ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻔﻜﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻭﻓﻲ ﺛﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻫﻆ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻞ ﻃﻮﻳﻼ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻗﺮﺭ أﻥ ﻳﺸﺘﺮﻱ منه ﻧﺼﻴﺤﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻫﺎﺕ ﻟﻲ ﻧﺼﻴﺤﺔ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ : « إﺫﺍ ﻃﻠﻊ ﺳﻬﻴﻞ ﻻ ﺗﺄﻣﻦ ﻟﻠﺴﻴﻞ » .
ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﻣﺎ ﻟﻲ ﻭﻟﺴﻬﻴﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻮﺣﺸﺔ، ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﻨﻔﻌﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺟﺪ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻨﻔﻌﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﺸﻴﺦ : ﻫﺎﺕ ﻟﻲ ﻧﺼﻴﺤﺔ أﺧﺮﻯ ﻭﺳﺄﻋﻄﻴﻚ ﺑﻌﻴﺮﺍ أﺧﺮ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ : « ﻻ ﺗﺄﻣﻦ ﻷﺑﻮﻋﻴﻮﻥ ﺯﺭﻕ ﻭﺃﺳﻨﺎﻥ ﻓُﺮْﻕ » .
ﺗﺄﻣﻞ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ أﻳﻀﺎ ﻭفكر فيها ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺑﻬﺎ ﺃﻱ ﻓﺎﺋﺪﺓ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻫﺎﺕ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺳﺄﻋﻄﻴﻚ ﺑﻌﻴﺮﺍ أﺧﺮ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : « ﻧﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨَّﺪَﻡ ﻭﻻ ﺗﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻡ » .
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﺑﻘﺘﻴﻬﺎ، ﻓﺘﺮﻙ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭأﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ، ﻭﺳﺎﻕ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ إﺑﻞ ﻭﻣﺎﺷﻴﺔ ﻭﺳﺎﺭ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻋﺎﺋﺪﺍ إﻟﻰ أﻫﻠﻪ ﻋﺪﺓ أﻳﺎﻡ ﻧﺴﻲ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺷﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮ .
ﻭﻓﻲ أﺣﺪ ﺍلأﻳﺎﻡ أﺩﺭﻛﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻓﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﻗﻮﻡ ﻧﺼﺒﻮﺍ ﺧﻴﺎﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﺎﻉ ﻭﺍﺩ ﻛﺒﻴﺮ، ﻓﺘﻌﺸﻰ ﻋﻨﺪ أﺣﺪﻫﻢ ﻭﺑﺎﺕ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺷﺎﻫﺪ ﻧﺠﻢ ﺳﻬﻴﻞ، ﻓﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻘﺎﻡ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻭأﻳﻘﻆ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭأﺧﺒﺮﻩ ﺑﻘﺼﺔ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ أﻥ ﻳﺨﺒﺮ ﻗﻮﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺎﻉ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻀﻴﻒ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺮﺙ ﻟﻪ،
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ إﺷﺘﺮﻳﺖ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺑﺒﻌﻴﺮ ﻭﻟﻦ ﺃﻧﺎﻡ ﻓﻲ ﻗﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ، ﻓﻘﺮﺭ أﻥ ﻳﺒﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺮﺗﻔﻊ، ﻓﺎﺧﺬ إﺑﻠﻪ ﻭﻣﺎﺷﻴﺘﻪ ﻭﺻﻌﺪ إﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ، ﻭﻓﻲ أﺧﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻫﻄﻞ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﻳﻬﺪﺭ ﻛﺎﻟﺮﻋﺪ، ﻓﻬﺪﻡ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺷﺮﺩ ﺍﻟﻘﻮﻡ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺳﺎﺭ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﻧﺤﻮ أﻫﻠﻪ، ﻭﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻭﺻﻞ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ، ﻓﺮﺣﺐ ﺑﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﻧﺤﻴﻔﺎ ﺧﻔﻴﻒ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ، ﻭأﺧﺬ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﺘﻮﺩﺩ إﻟﻴﻪ ﺣﺘﻰ أﻭﺟﺲ ﻣﻨﻪ ﺧﻴﻔﺔ، ﻓﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻭإﺫﺍ ﺑﻪ « ﺫﻭ ﻋﻴﻮﻥ ﺯﺭْﻕ ﻭﺃﺳﻨﺎﻥ ﻓُﺮْﻕ » ﻓﻘﺎﻝ : ﺁﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ أﻭﺻﺎﻧﻲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ، إﻥ ﺑﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺗﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑأﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﻳﺒﻴﺖ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ إﺑﻠﻪ ﻭأﻏﻨﺎﻣﻪ وماشيته ﻭأﺧﺬ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﻭﺟﺮﻩ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﻴﺔ، ﻭﻭﺿﻊ ﺣﺠﺎﺭﺓ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻠﺤﺎﻑ، ﻭإﻧﺘﺤﻰ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﻣﻨﻪ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻣﻀﻴﻔﻪ،
ﻭﺑﻌﺪ أﻥ تأكد ﺍﻟﻤﻀﻴﻒ أﻥ ﺿﻴﻔﻪ ﻗﺪ ﻧﺎﻡ، أﺧﺬ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ أﺻﺎﺑﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﻪ ﺛﻢ ﻫﻮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﻴﻔﻪ ﺑﻀﺮﺑﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﻭﺭﺍﺀﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻟﻘﺪ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺑﺒﻌﻴﺮ، ﺛﻢ ﺿﺮﺑﻪ ﺑﺴﻴﻔﻪ ﻓﻘﺘﻠﻪ، ﻭﺳﺎﻕ إﺑﻠﻪ ﻭﻣﺎﺷﻴﺘﻪ ﻭﻗﻔﻞ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﻧﺤﻮ أﻫﻠﻪ .
ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻋﺪﺓ أﻳﺎﻡ ﻭﺻﻞ ﻟﻴﻼ إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ أﻫﻠﻪ، ﻭﺳﺎﺭ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺩﺧﻠﻪ ﻓﻮﺟﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻭﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﺭﺟﻞ، ﻓإﻏﺘﺎﻅ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻭﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ سيفه ﻭأﺭﺍﺩ ﺍﻥ ﻳﻬﻮﻱ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺍلإﺛﻨﻴﻦ، ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ « ﻧﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻭﻻ ﺗﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻡ » ،
ﻓﻬﺪﺃ ﻭﺗﺮﻛﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﻢ، ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻋﺎﺩ إﻟﻰ أﻏﻨﺎﻣﻪ ﻭﻧﺎﻡ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺳﺎﻕ إﺑﻠﻪ ﻭماشيته ﻭإﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺭﺣﺒﻮﺍ ﺑﻪ، ﻭإﺳﺘﻘﺒﻠﻪ أﻗﺎﺭﺑﻪ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ : ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺘﻨﺎ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ جدا، أﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﻛﺒﺮ ﺧﻼﻟﻬﺎ إﺑﻨﻚ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ﺭﺟﻼ .
ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ بتمعن إﻟﻰ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﺍﺫﺍ ﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺎﻡ ﺑﺎلأﻣﺲ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﻓﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ أﻥ ﻫﺪﺍﻩ إﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﻗﺘﻠﻬﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﺣﻘﺎ .. ﻛﻞ ﻧﺼﻴﺤﺔ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺮ .