ان بلوغ القمة لهو شئ صعب المنال لكنة ليس مستحيل على اصحاب الهمم العالية فصاحب الهمة العالية والطموح ليس يقف امامة اى عقبة فهو قادر على ان يتغلب على تلك العقبات ويزيلها ويحولها الى فرص للترقى ولبلوغ مراده علية ان يستفيد من تجارب الاخرين:
من هذه التجارب الناجحة للبدء بإمكانيات محدودة جدا، وحتى لو بإمكانيات معدومة، إنه كيمونز ويلسون الذي كان يعيش في فقر مدقع، ويبحث عن مهنة يبرز من خلالها ويتفوق، وأرهقه التفكير، فقرر أن يتوقف عن التفكير فيها مؤقتا على أن يتحرك ليفعل شيئا.. أي شيء.
ونظر حوله بتمعن فلاحظ تهافت الناس على الترفيه، ولم تكن وسائل الترفيه حينها مثل ما هي عليه اليوم؛ من ملاهٍ ضخمة، أو أجهزة ألعاب فخمة، بل كان جلّها يتمثل في زيارة المتنزهات والحدائق.
فاختار أن تكون خطوته الأولى هناك على أبواب تلك المتنزهات، ولكن ما الذي سيفعله هناك؟ لقد نوى أن تكون خطوته الأولى هي.. هي:
بيع الفيشار..
العربة الأولى!
ولكن مهلا فالأمر ليس بهذه السهولة، فهو لا يملك حتى ثمن تصنيع عربة صغيرة!!
إذن عليه أن يصرف نظره عن هذه الفكرة، ويعود للجلوس نادبا حظه العاثر، إلا أنه لم يفعل ذلك لحسن الحظ، فمن أراد النجاح حقا فاليأس السريع لا يجد طريقا إلى عقله، فإذا كان لا يملك الثمن فلماذا لا يقترضه ويسدده من ربح المشروع؟
اقترض خمسين دولارا.. ووقف يبيع الفيشار خلف عربته الأولى، وأقول الأولى؛ لأنه من بعد سداده للدين بدأ يجني الأرباح ويجمعها، ومن فائض ربحه اشترى العربة الثانية!!
ثم كانت الثالثة..
وهنا لم يكن الطريق إلى الرابعة صعبا..
وكان بديهيا أن يصل للخامسة.. وراحت مشروعاته تتوسع، وزادت مكاسبه، ولكنه ما زال يبحث بفكره عن عمل يهواه بالفعل ويستقر فيه..
ومع نهاية الحرب العالمية الثانية وجد ما يبحث عنه.. فباع مشروعه الترفيهي -بفروعه المتنقلة- بمبلغ يقدر بمائتي ألف دولار.
من العقارات إلى الفندقة
وقرر استثمار أمواله في مجال المباني والعقارات؛ لأن أسعار العقارات الأمريكية كانت في أعلى معدلاتها بعد الحرب، فبنى أربعين مسكنا تم بيعهم جميعا..
وجمع من وراء ذلك مبالغ طائلة واصل استثمارها، وسرعان ما اكتشف أن هناك مجالا جديدا أصبحت سوقه أكثر رواجا، وهو في نفس الوقت ليس ببعيد عن بناء وبيع العقارات.. فبدلا من تشييد العقار ثم بيعه، لماذا لا يحوّله إلى فندق؟
وشرع في بناء فندق ضخم، وتفنن في تزويده بمرافق جديدة تناسب أصحاب المستويات المادية المرتفعة الذين أصبحوا موجودين في أمريكا أو يهاجرون إليها من الخارج..
زوّد كل غرفة بحمام خاص وجهاز هاتف مع حظيرة للكلاب.. ونجح الفندق ناجحا باهرا..
ونجح معه كيمونز ويلسون في أن يكون أحد أهم رجال الفندقة في العالم، وأصبحت علامته التجارية مطلوبة من صغار العاملين في هذا المجال، فراحوا يستخدمونها بمقابل سنوي يُدفع لصاحبها؛ حتى تضخمت ثروته ووصلت إلى ثلاثة مليارات دولار!!
هل هناك من يقرضني؟
بات الرجل صاحب مهنة مرموقة يحسده عليها الكبار أنفسهم، أوصلته إليها مهنة تبدو متدنية وصغيرة حتى في عيون الصغار ذاتهم..
ولكن الناجحين يعرفون أنك لتصل للقمة عليك أن تخطو الخطوة الأولى، ولكن لو انتظرت طويلا حتى تتحسن حالتك ووضعك وتأتي لك الفرصة المنتظرة، فغالبا لن تكون هناك قمة، فإن مليارات الدولارات صنعتها عربة فيشار.
فى النهاية نتمنى ان تكونوا استفدتم معنا فتابعونا حتى يصلكم كل جديد ومفيد وعصرى.