ان الفرد منا دئما ما يهرب من مواجهة نفسة ودئما ما يقدم المبررات التى لا تشعرة بمدى عجزة وكسلة ومدى تقصيرة فى حق نفسة فدئما الشخص منا يرسم لنفسة صورة جمالية خالية من العيوب فلنتعرف سويا على كيف نصنع انفسنا وذلك عن طريق اختبار بسيط:
يقول الاختبار:
“تخيّل أنك تجري في غابة، ويجري خلفك أسد جائع، وبعد مناورات كثيرة استطعت الهروب منه بصعوبة، وقد وجدت أمامك كوخاً خشبياً؛ فدخلت مسرعاً إلى الكوخ، وبعد أن اطمأننت إلى أن الكوخ آمن، وجدت أمامك على طاولة طَبَقاً ممتلئاً بالفاكهة: موز، وتفاح، ومانجو، وفراولة، وبرتقال؛ فأي نوع من الفاكهة ستتناوله أولاً؟!”.
لحظة من فضلك..
قبل أن تتسرع وترهق عقلك بالتفكير في الإجابة المناسبة..
قبل أن تنظر إلى الإجابات فكّر قليلاً.. واسأل نفسك: ماذا تريد من هذا الاختبار؟
هل تريد هذا الاختبار لتعرف شخصيتك لأنك لا تعرفها؟
أم تريد هذا الاختبار لتعرف منه شيئاً مختلفاً لم تكن تعرفه من قبل؟
أم تريد هذا الاختبار لشعورك أنه وُضع من علماء يعرفون كيف يكشفون شخصية أي إنسان بدقة؟
أم تريد هذا الاختبار لترى كم كنت ساذجاً إلى حد لم تعهده في نفسك من قبل؟
أم تريد هذا الاختبار لسبب آخر غير كل ما سبق؟
أجب هذه الأسئلة أولاً، ثم انظر إلى إجابات الاختبار.. فيبدو أنني شوّقتك بما فيه الكفاية..
إجابة الاختبار:
إن اخترت الموز.. فأنت من الشخصيات التي تحب الموز!!
وإن اخترت التفاح.. فأنت من الشخصيات التي تحب التفاح!!
وإن اخترت المانجو.. فأنت من الشخصيات التي تحب المانجو!!
وإن اخترت الفراولة.. فأنت من الشخصيات التي تحب الفراولة!!
وإن اخترت البرتقال.. فأنت من الشخصيات التي تحب البرتقال!!
ما رأيك في هذه النتائج؟!
هل أصبت بالإحباط؟! هل تشعر أنني أضيع وقتك؟ هل تظن الآن أنني أسخر منك؟!
صدقني، لا هذا ولا ذاك؛ لكن..
هذا الاختبار هو: الحقيقة التي يجب أن تراها؛ فلن يخبرك بحقيقتك إلا أنت، ولن يخبرني بحقيقتي إلا أنا.. نعم قد أُنكر حقيقتي وأرفض تصديقها، وقد أجادل كثيراً لأثبت أنني شخص آخر غير ما اكتشفته؛ لكنني في قرارة نفسي أعرف من أنا.
ومهما حاولت أن أنسى، ومهما حاولت أن أتجاهل، ومهما حاولت أن أنكر؛ فلن يتغير شيء، وحقيقتي لن تتغير، ولن يدركها أي شخص آخر إلا إن كان أنا.
فهل تعرف لماذا تصرّ على إنكار معرفتك الجيدة بنفسك؟
هل تعرف لماذا تلجأ للاختبارات النفسية مع معرفتك الأكيدة والمسبقة بنتائجها؟
سأقول لك:
كم هي جميلة تلك الصورة التي نرسمها لأنفسنا دون أن نشعر؛ فهي صورة كاملة المثال، صورة لشخصية إنسانية تتمتع بكل الصفات الإنسانية الرائعة؛ فنحن نؤمن في قرارة أنفسنا أن أي ضعف بشري لا يمكن أن يتطرق إلى شخصياتنا، وحين نفاجأ بالحقيقة المفزعة، وهي أننا بشر مثل كل البشر، نخطئ قبل أن نصيب، ويصيبنا كل ما يصيب البشر من ضيق وخوف وغضب وبُخل وتردد، وغير ذلك من الصفات التي قد تعتري كل بني البشر، قد يزيد بعضها لدينا وقد يقلّ!
وقتها تستيقظ النفس اللوامة، ويستيقظ ضميرنا المنتبه لما يصيب سلوكياتنا خلال أيام حياتنا؛ فيأخذان بالهتاف والصياح، حتى نتألم من صوتيهما، فنغلق آذاننا، ونقول بصوت خافت لا يسمعه إلا هما (ضميرنا المتيقظ ونفسنا اللوامة): نحن لسنا سيئين، هناك صفات في شخصياتنا لم نكتشفها بعد، وغالباً ما ستكون جيدة جداً، جوهرنا الحقيقي لم نعرفه بعد، بالتأكيد نحن من صنف من البشر أقرب ما نكون إلى الملائكة.
ونستمر في إطلاق هذا النداء الخافت حتى يقتنع عقلنا ويصدق هذه المقولات، وهنا يبدأ في البحث عن تلك الاختبارات التي يتمنى أن تكشف له تلك الصفات التي لم يكتشفها بعد، والتي يؤكد لنفسه ليل نهار أنها بالتأكيد صفات رائعة.
وننسى الحقيقة الوحيدة الباقية.. نحن نصنع أنفسنا!
قد يكون من الهام أن تعرف نفسك كما تشاء؛ لكن الأهم أن تصنع نفسك كما تشاء، فاصنع نفساً فيها من الخير والصفات الجميلة ما يجعلك تحيا حياة راقية، وتوقّع معاندتها ورفضها وعصيانها، توقّع كل هذا فهي نفس أمّارة بالسوء؛ لكنك إن صدقت في معالجتها نجحت في السيطرة عليها، ووقتها لن تكون في احتياج إلى اختبار يكشف لك حقيقة نفسك، ولن تكون في احتياج لمن يقول لك من أنت، ولن تكون في احتياج إلا أن تجلس مع نفسك قليلاً تتحدث معها بصدق؛ لأنك وقتها ستكون صانعها، وأدرى الناس بخباياها وأسرارها.
أتمنى أن يكون الموضوع حاز على إعجابك وتكون إستفدت معنا وتابعنا للمزيد من الموضوعات الهامة والشيقة