ان التوتر هو اكثر امراض العصر الحديث فهو يصعب الحياة ويجعلها كئيبة ثقيلة الايام فلكى نتحرر من التوتر يجب ان نتبع بعض النصائح التالية:
1- آمن بأن الحياة ليست مثالية:
يخبرنا الكاتب في هذه الجزئية أنه من المهم جداً أن نؤمن بأن الحياة ليست مثالية، وهذا حتى نشعر بالراحة والسعادة في حياتنا، ولا نجعل إحساس اليأس والظلم يتخلل أنفسنا؛ فإننا كثيراً ما نتعرض لمواقف ظالمة أو العديد من التحديات التي تُشعرنا دائماً باليأس والإحباط والاكتئاب؛ لكننا إذا ما صدّقنا وآمنا بأن الحياة ما كانت ولن تكون مثالية؛ فهذا لن يجعلنا نشعر بالأسف تجاه أنفسنا؛ بل سيشجّع روح التحدي بداخلنا لنقبل بشجاعة ما تفرضه علينا الحياة من تحديات، ونبذل فيها قصارى جهدنا لنكيّفها بما قد يُسعدنا ونستفيد منه.
ويقول الكاتب: التسليم بحقيقة أن الحياة ليست مثالية يجنّبنا أيضاً الشعور بالأسى على الآخرين؛ لأننا دائما نتذكر أن كل شخص له قدراته وقواه وتحدّياته التي تخصه، وهذا التصور ساعدني على التعامل مع المشكلات التي واجهتها في تربيتي لطفلي وفي اتخاذ القرارات الصعبة حول تحديد الأشخاص الذين يجب عليّ أن أساعدهم، وهؤلاء الذين لا يمكنني مساعدتهم.
2- للملل فوائد أيضاً:
أما في هذه الجزئية فيدهشنا الكاتب بمعلومة أن للملل فوائد كثيرة غائبة عنا؛ فبفضله نتعلم فن الاسترخاء، ونتمكن من الحصول على بعض دقائق من الراحة يومياً، فيحبرنا الكاتب قائلاً: “لأول مرة أتعرض لفكرة أن الملل بين الحين والآخر يمكن أن يكون مفيداً!! كان ذلك عندما كنت أدرس مع طبيب في مدينة لاكونر بواشنطن وهي مدينة صغيرة ليس فيها ما يمكنك أن تفعله، وبعد انتهاء يومنا الأول سألت الأستاذ: ماذا يمكنك أن تفعل هنا في هذه المدينة أثناء الليل؟ فأجاب: ما أريدك أن تفعله هنا هو أن تسمح لنفسك بأن تصاب بالملل، ولا تفعل شيئاً؛ فهذا جزء من البرنامج التدريبي!!
لقد تصورت أنه يمزح؛ فسألت: وما الذي يضطرني لأن أختار الإحساس بالملل؟ فأجابني: إنني إذا سمحت لنفسي أن أصاب بالملل -حتى ولو لساعة واحدة أو أقل- دون مقاومة؛ فإن هذا الشعور بالملل سوف يحلّ محله شعور بالسلام والهدوء، وبعد قليل من الممارسة سوف تتعلم كيف تسترخي”.
كما يوضح الكاتب قائلاً: إنه لا يهدف هنا للتحدث عن ساعات من الكسل؛ ولكنه يقصد أن يتعلم المرء منا كيف يترك أعباء الحياة مهما كانت خلف ظهره، ويعوّد نفسه على ألا يفعل شيئاً لمدة دقائق خلال اليوم.
ويضيف قائلاً: “إن الكثير من الضيق والصراع الداخلي ينتج من عقولنا التي لا تهدأ أبداً، والتي تحتاج دائماً لشيء يرفّه عنها أو شيء تفكر فيه، ودائماً تتساءل هذه العقول: ماذا بعد ذلك؟ فبينما نتناول العشاء نسأل: ماذا لدينا من الحلويات؟ وبينما نتناول الحلويات نسأل أنفسنا: ماذا يجب أن نفعل بعد ذلك؟ وبعد هذا المساء نسأل: ماذا يجب أن نفعل في نهاية الأسبوع؟ ودائماً نبدو كما لو كنا خائفين من أن يفوتنا شيء ما لا نستطيع أن نفعله حتى ولو دقيقة واحدة”.
فأجمل شيء في عدم فعل شيء هو أن تتعلم كيف تصفّي ذهنك وتسترخي، كما أن عقلك مثل جسمك يحتاج إلى الراحة من نظامه المعتاد، وعندما تعطي إجازة لعقلك؛ فإنه يعود أقوى وأحدّ وأكثر تركيزاً وأكثر قدرة على الابتكار.
3- قلّل من احتمالك للتوتر:
يخبرنا الكاتب هنا بأنه لا داعي لاحتمال الكثير من التوتر؛ فهو ليس شأناً يستحقّ التفاخر به، بالطبع يجب على كل منا إذا تعرّض لضغط أو توتر في حياته أن يتحمله ويسعى لأن يخفف هذا الضغط عنه؛ ولكن المؤلف يقصد هنا ألا نتسبب لأنفسنا في مزيد من التوتر دون داعٍ؛ فعندما يخرج جدولنا اليومي من أيدينا فتلك إشارة لضرورة التمهل وإعادة تقييم الأمور الهامة بدلاً من الاندفاع وإنجاز كل الأمور بسرعة، وعندما نشعر بالضيق والحزن تجاه كل ما يجب علينا القيام به؛ فلا نشمّر عن ذراعينا ونقدم على القيام بهذه الأعمال؛ ولكن أفضل حل هو أن نسترخي ونأخذ نَفَساً عميقاً، ويمكن أن نلجأ للتمشية قليلاً، وبعدها سنجد أنه يمكن السيطرة على التوتر مبكراً.
4- اكتب رسالة أسبوعية:
يخبرنا الكاتب هنا بأن القيام بكتابة رسالة تعبّر فيها عما تحمله في نفسك ويجيش به صدرك بشكل أسبوعي، يساعد في تغيير حياتك لتصبح أكثر سلاماً وحباً؛ فإن مجرد قضاء عدة دقائق كل أسبوع في كتابة رسالة نعبر فيها عما يجيش بصدورنا قد يعني الكثير بالنسبة لنا، كما أن الإمساك بالقلم أو الكتابة على الكمبيوتر سيعطي لنا الفرصة لنتذكر الأفراد الطيبين الذين مررنا بهم في حياتنا، كما أن مجرد الجلوس للكتابة قد يملأ حياتك بالسعادة.
ويوضح الكاتب قائلاً: ” بالتأكيد هناك عدد من الناس في حياتنا الآن أو في الماضي يستحقون منا خطاباً ودوداً من القلب؛ حتى إذا لم يكن يوجد في حياتنا أحد قد نشعر أنه يستحق الكتابة إليه؛ فيمكن كتابة خطاب إلى أي شخص آخر لا نعرفه، ربما يكون كاتباً راحلاً تعجبنا أعماله، أو إلى أحد المخترعين أو المفكرين الكبار؛ سواء كانوا قد رحلوا أو على قيد الحياة، أحد أهم فوائد هذا الخطاب أنه يوقظ تفكيرنا حول الامتنان، ومجرد كتابة الخطاب؛ حتى وإن لم نرسله كفيل بذلك”.
5- تخيل أنك تشهد تشييع جنازتك:
ويخبرنا الكاتب هنا أن مثل هذا التدريب له فعل السحر في التأثير علينا بشكل إيجابي، وتذكيرنا دائماً بأن الدنيا قصيرة ويجب علينا أن نستغلّ كل دقيقة في حياتنا في عمل ما يفيد ويجعلنا سعداء، وعلى الرغم من أنه يعتبر هذا التدريب صعباً قليلاً؛ لكنه يخبرنا دائماً ألا نضيع وقتنا في الحزن أو الغضب من شيء سنجده بعد وفاتنا، إنه شيء تافه لا يستحق كل ما فعلناه، وكل هذا القدر من الوقت الذي أضعناه بسببه.
أتمنى أن يكون الموضوع حاز على إعجابك وتكون إستفدت معنا وتابعنا للمزيد من الموضوعات الهامة والشيقة