ان اهدافنا فى الحياة يجب ان نكون طموحيين والى جانب الطموح يجب ان نتمتع بهمة اصلب من الجبال لتحقيق تلك الاهداف ويجب ان تكون اهدافنا طموحة تعانق قمم الجبال حتى ننول مرادنا فلنتعرف سويا على سير الافذاذ الذين ناطحم الجبال حتى صارم من اعلام الدنيا يدكون العالم من تحتهم:
الأهداف الكبيرة لا تسمح لأصحابها بهناء النوم، ولا لذة الركون أو رغد المُستقَر..
إنها تُضِجّ المضجع، وتُهيّج مكامن الهمة، وتُشعل في الصدر ناراً موقدة، لا يُطفئها سوى تحقق الغاية، ونيل المراد، وبلوغ الحلم.
يُروى أن أبا مسلم الخراساني، وهو طفل صغير، كان ينام فلا يرتاح على جانب، يتقلب على جنبيه كالملسوع؛ مما حدا بأمه أن تسأله ذات يوم: أيْ بني، ألا تنام؟
فأجابها: لا يزوروني النوم بسهولة يا أماه.
وعندما سألته عن السبب قال لها: همّة يا أماه تُناطح الجبال، ونفس توّاقة!
فتعجّبت من طموح في صدر فتى صغير، وسألته وابتسامتها لا تفارقها: فماذا تفعل يا بني؟
فأجابها: يا أماه الخمول أخو الموت..
ولم تمر سوى سنوات ليست بالكثيرة، وكان هذا الفتى أحد أقوى القادة، وأشدهم بأساً؛ فَهَدَم الخلافة الأموية، وأقام بدلاً منها الخلافة العباسية، وصنع أسطورة لا يمكن أن ينساها التاريخ، يذكره المؤرخ الإمام الذهبي قائلاً: “كان من أكبر الملوك في الإسلام، كان ذا شأن عجيب ونبأ غريب، من رجل يذهب على حمار من الشام حتى يدخل خراسان؛ فيملك خراسان بعد تسعة أعوام، ويعود بكتائب أمثال الجبال، ويقلب الدولة ويقيم دولة أخرى”، والمدهش في الأمر أن هذا الرجل المدهش توفي وهو في مطلع الثلاثين من عمره!
إن الأهداف العظيمة البرّاقة هي التي تُحدّد بوصلة حياة المرء منا، وتوجهه إلى الاتجاه السليم، وترسم له معالم الطريق؛ فإن لم تفعل؛ فلا يجب أن نُطلق عليها أهدافاً حقيقية، إنها تكون حينذاك أضغاث أحلام، وأمنية عاجز!
بيْد أن هناك طرحاً كثيراً ما يدور في ذهن شبابنا، وهو “لا أعرف هدفاً لي في الحياة” أو بصياغة أكثر دقة “عندي طموح وهمّة؛ لكنني لا أستطيع تحديد هدف دقيق وصحيح، أُسخّر هذه الطاقة في تحقيقه”.
وهذا الطرح على غرابته مُتوقع في مجتمع كالذي نحيا فيه؛ حيث تحكمنا كثير من القوانين الصارمة القاسية، وتسلب منا حقنا في الاكتشاف والتجريب واتخاذ القرارات، ولعل أحد أخطر الجرائم التي تُرتكب ضد شباب هذه الأمة وهو إلغاء إرادتهم في اختيار تخصصاتهم الأكاديمية، وترك الأمر لمكتب التنسيق أو رغبة الوالدين!
غير أنني أؤمن دائماً أن الوقت لم يفُت بعد.. وقدرة المرء منا على صياغة أحلامه وأمانيه ممكنة بغضّ النظر عن عمره، وأن مقولات من نوعية “فات الوقت”، و”لم يعد ممكناً” هي عبارات تشاؤمية تُفرزها همّة خاملة، ويكفي أن أخبرك أن الوحيد الذي لُقّب بـ”سلطان العلماء” في تاريخنا الإسلامي، هو الشيخ الجليل “العز بن عبد السلام”، والذي قاد الثورات في الشام، وكانت له مواقف عظيمة هناك، ثم جاء إلى مصر ليقود مع قطز حملة شعبية كبيرة.. قَضَت على التتار، هذا الرجل بدأ في طلب العلم وهو في الخمسين من عمره، وبالتعب والصدق والكدّ والكدح والإخلاص صار.. سلطان العلماء.
فى النهاية فاتمنى ان تكونوا قد استفدتم معنا فتابعونا حتى يصلكم كل جديد ومفيد وعصرى.