ان كسب القلوب من ابسط ما يكون فعندما نكون لينين هينين ندخل القلوب من اوسع ابوبها وقد نحظى بأصدقاء لمدى الحياة من جراء موقف بسيط تميزنا فية بطيبة القلب وكسب قلوبهم عن طريق اظهار مدى تساهلنا معهم وقد اتينا اليكم اليوم بقصة بسيطة تدل على ذلك:
واعلم يا صديقي أن قليلاً من الاهتمام بالآخرين, سيجازيك الله عليه فوق ما تشتهي وتتمني؛ فما تزرعه في صباحك ستجني خيره في مسائك.
كاتبنا الكبير مصطفى أمين يتمّ القبض عليه منتصف 1965 بتهمة التخابر مع أمريكا.. وفي السجن يبدأ رحلة العذاب على أيدي ذئاب متوحشة ترتدي ثياب البشر، حرموه الطعام والشراب, وهو المريض بالسكر؛ فيلجأ إلى ماء الاستنجاء, وعندما يعرفوا بذلك يفرغون إناءه، فيشرب من ماء البول.. وفي اليوم الثالث لم يجد بولاً ليشربه.
يقول في كتابه “سنة أولي سجن”: ” كنت أسيراً في زنزانتي كالمجنون.. الحر في يوليو مؤلم.. لساني جفّ.. حلقي جف.. أحياناً أمدّ لساني وألحس الأرض لعل الحارس نسي نقطة ماء وهو يغسل البلاط”.
وبينما هو يدور ويترنح؛ إذ بباب الزنزانة يُفتح في هدوء.. وتمتد يد حارس أسمر في الظلام تحمل كوباً من الماء المثلّج، ويشرب أحلى ماء في حياته.
ويخبره الحارس: إنني أعرفك وأنت لا تعرفني.. منذ تسع سنوات أرسل فلاح خطاباً لك يقول: إن أمنية حياته أن يشتري بقرة، وأنفق من عمره 7 سنوات يقتصد في قوت أولاده ليشتريها؛ لكن بعدها بستة شهور ماتت.
ويهتم مصطفى أمين بخطاب الفلاح البسيط, وفي ليلة القدر يدقّ باب البيت المتواضع، وتدخل محررة من “أخبار اليوم” تجر وراءها بقرة..
هذا الفلاح الذي أرسلتم له البقرة منذ تسع سنوات هو أبي.
فتنبّه يا صاحبي لعِظَم اللقاءات العابرة.. وتذكّر قوله صلي الله عليه وسلم: “إن الله يسأل عن صُحبة ساعة”.
فى النهاية نتمنى ان تكونوا استفدتم معنا فتابعونا حتى يصلكم كل جديد ومفيد وعصرى.