لعشاق القصص المثيرة والغامضة جئنا لكم فى موقعنا المتميز صفحة بمجموعة متميزة من القصص المرعبة والتى تحتوى على الكثير من التفاصيل المثيرة والشيقة ومنها تلك القصص قصة معزوفة الشيطان لنتعرف سويا على تفاصيل القصة :
إنتشر في اوروبا قديماً اعتقاد الإتفاق مع الشيطان أو عقد صفقة او عهداً معه بأن يبيع الشخص نفسه للشيطان أي يكون خادماً له ، مقابل تحقيق رغبة له كالنفوذ على سبيل المثال ، او السلطة او الثروة او الشهرة و ما إلى ذلك من رغبات و أحلام
بين عامي 1765 و1766 حكى الموسيقار وعازف الكمان المنفرد (غوسيبه تارتيني) القصة الكاملة وراء أشهر أعماله الموسيقية هي عبارة عن سوناتا ( لحن موسيقي غير مخصص للغناء ) زعم فيها أن الشيطان كان وراء هذا العمل الذي أذهله بنفسه ، أطلق على هذا اللحن الموسيقي "هزة الشيطان " Devil's Trill كان عملاً موسيقياً معقداً من الناحية التقنية في علوم الموسيقى ، و مازال حتى يومنا هذا
كان (غوسيبه تارتيني) الذي عاش بين 1692 و 1770 ملحناً و عازفاً إيطالياً وُلد في مدينة (بيران) وهي بلدة في شبه جزيرة إستريا التي كانت تابعة لجمهورية البندقية (فينيسيا) حينذاك ، إلا أنها تتبع حالياً جمهورية سلوفينيا
يعتز أهالي مدينة (بيران) بهذا الموسيقار حتى أنهم أقاموا له تمثالاً في إحدى ساحاتها
نشأ (تارتيني) في كنف عائلة أرستقراطية و قدم للعالم أكثر من 135 سوناتا
يُعتبر تارتينى من كبار المؤلفين الموسيقين في القرن الثامن عشر ، له أكثر من 400 عمل موسيقي
على عكس معاصريه لم يهتم تارتيني بالموسيقى الكنسية ، فقد كانت معظم أعماله عزف منفرد على آلة الكمان وسوناتات
قصة معزوفة الشيطان:
تبدأ قصة معزوفة هزة الشيطان Devil's Trill بحلم حيث قيل أن (تارتيني) أخبر الفلكي الفرنسي (جيروم لالاند) بأنه رأى الشيطان في حلمه الذي طلب من (تارتيني) بأن يكون خادماً له في نهاية الدروس الموسيقية سلم (تارتيني) كمانه إلى الشيطان ليختبر قدراته ، فبدأ الشيطان على الفور بالعزف على الكمان ببراعة فاقت الوصف إلى درجة أحس بها (تارتيني) بتقطع أنفاسه
أما القصة الكاملة فقد رواها (تارتيني) بنفسه أثناء زيارة (لالاند) إلى إيطاليا وهي على لسانه :
" في إحدى الليالي ، في عام 1713 حلمت بأنني أقمت عهداً مع الشيطان مقابل بيع نفسي له
كل شيء جرى كما تمنيت ، حيث عرف خادمي كل أمنية لدي ، و من بين أمور أخرى أعطيته الكمان الذي يحوزتي لأرى إن كان بإمكانه العزف كم كانت دهشتي كبيرة لدى سماعي سوناتا في غاية الروعة و الجمال ، لقد جرى عزفها بفن و ذكاء لم أكن لأتصورهما في أشد رحلات الخيال جرأة كنت أقف بإعجاب ، لقد نقلني إلى عالم من النشوة و السحر ، لم أقو على التنفس فصحوت
فالتقطت الكمان في الحال لعلي أحفظ مقطعاً من المعزوفة على الأقل ، أو ما انطبع من حلمي
لكن عبثاً ! في الواقع كانت هذه الموسيقى التي سمعتها في الحلم أفضل ما كتبت من نوتات على الإطلاق ما زلت أدعوها " هزة الشيطان" لقد كان الفرق بينها و بين ما استطعت حفظه منها كبيراً لدرجة أنني رغبت في تدمير آلتي و قول وداعاً إلى الموسيقى للأبد ، إذا أعطتني كل المتعة الممكنة التي عشتها و التي لا تتكرر "
فى رواية اخرى كتب ما يلى :
“ ان هذا العزف وضيع جداً بالنسبة لما سمعته ، و ددت لو أحطم الكمان و أودع الموسيقى للأبد.”
وفقاً للأسطورة ..
أتى إلهام (تارتيني) لكتابة السوناتا خلال حلم ظهر له فيه الشيطان عند طرف سريره و هو يعزف الكمان و كان التأثر بهذه الأسطورة واضحاً في أعمال فنية مرسومة لاحقاً
قيمة المعزوفة لدى الموسيقين:
في أيامنا هذه تعتبر هذه المعزوفة أبرز أعمال (تارتيني) شهرة و هي تتطلب تقنياً هزات من التوقفات المزدوجة صعبة العزف حتى في المقاييس الحديثة
هناك خرافة جرى تناقلها في القرن الـ 19 بأن (تارتيني) كان لديه 6 أصابع في يده اليسرى مما جعل من هذه الهزات اكثر يسراً لعزفها !!
* بالتأكيد هذه القصة إختلقها تارتيني لجذب الجمهور إليه ، لكن هذه المعزوفة بالذات لم تكن بحاجة لمثل هذه الأساليب ، فهى مذهلة وحدها دون إضفاء هذه الخرافات عليها ..
راقية و أنيقة و مدهشة إلى الحد الذي تصدق فيه ؛ ان ثمة قوى خارقة تدخلت بالأمر يستحيل ان تكون من تأليف بشراً عادياً مثلنا
اتمنى ان تكون القصة حازت على اعجابك والى لقاء متجدد مع المزيد من القصص المثيرة