منزل أميتيفيل المرعب لعله أشهر منزل في أمريكا على الإطلاق, بل ولعله أشهر منزل في العالم كله, لكنه لم يكتسب هذه الشهرة لأسباب صحية إن جاز لنا القول, بل لأنه المنزل الذي شهد أحداثاً لا يمكن وصفها إلا بأنها الهول ذاته :
-
- اشترت عائلة (ديفو) المنزل في الثامن عشر من شهر مايو لعام 1965. من هذا التاريخ تبدأ المأساة
-
- في تلك الليلة خلد جميع أفراد عائلة (ديفو) إلى النوم مبكرًا كعادتهم, عدا (رونالد الأصغر) الذي ظل أمام التلفاز ليشاهد فيلم السهرة (Castle Keep), وما أن انتهى الفيلم حتى تناول بندقيته الأثيرة –إذ كان يعرف عنه عشقه للأسلحة النارية– واتجه إلى غرفة والديه ليقضي عليهما بأربع طلقات صائبة..
-
- ثم وبهدوء وثقة واصل طريقه إلى غرفة الفتاتين (دونا) و(أليسون) اللتين كانتا قد استيقظتا مع صوت الرصاص, ليجدا هذا الكابوس المسمى (رونالد الأصغر) يدخل عليهما, والأدخنة تتصاعد من فوهة بندقيته, ليقضي عليهما دون أن ينطق بحرف واحد, ودون أن يتأثر جمود ملامحه لحظة..
-
-بعد ذلك اتجه (رونالد) إلى غرفة الصبيين لينهي مهمته بهدوء تام..
ربما كان من القسوة ذكر تلك الملحوظة, لكن الطبيب الشرعي أعلن فيما بعد أن الطفلين كانا قد أصيبا بحالة رعب هائلة أصابتهما بشلل مؤقت, وهذا يفسر وجود جثتيهما على سريريهما, كأنهما لم يحاولا الهرب حين سمعا صوت الطلقات...
-
- بعد أن نفذ (رونالد الأصغر) جريمته هذه, قام بالاستحمام وبدّل ملابسه, ثم اتجه إلى مكان نفايات بعيد ألقى فيه سلاحه وملابسه الملوثة بالدماء, ثم قضى ليلته مع أصدقائه في تعاطي المخدرات, وفي اليوم التالي عاد ليجد قوات الشرطة وفريق المعمل الجنائي في منزله, ليتصنع المفاجأة والحزن على عائلته التي خطفها القدر منه في ليلة!!
-
-و الواقع أن الشرطة لم تشك فيه في البداية, بل إنها وجهت ظنونها إلى فرق الجريمة المنظمة التي كانوا يعرفون أن (رونالد الأصغر) مستهدف منها لعلاقاته المشبوهة معهم, وقدّروا أن الجريمة كلها عملية انتقامية
-
- لكنهم حين بدأوا التحقيق الروتيني مع (رونالد) أخذت أقواله تتضارب وأخذت ردود أفعاله العصبية توجه الشكوك نحوه, فأخذ المحققون يضغطون عليه بقسوة, حتى انهار أخيرًا ليهتف:
نعم قتلتهم.. لو لم أفعلها لقتلوني هم.. وأخبرهم أن أصوات بالمنزل هى التي جعلته يفعل ذلك أصوات في كل مكان تخبره بأن يقتلهم قبل أن يقتلوه .. وأنه كان هناك روح شريرة تسيطر عليه
-
- و بعد اعترافه الرهيب هذا, روى لهم عن تفاصيل الجريمة, وقادهم إلى مكان سلاح الجريمة, ليتم سجنه حتى تمت محاكمته في أكتوبر لعام 1975.
-
- استعانوا بطبيب نفسي ليقرر ما إذا كان (رونالد) مجنونًا ولا يصلح للمحاكمة وبعد فحص مرهق أعلن الطبيب أنه (غير متزن عقليًا) لكنه كان يدرك ما يفعله حين قتل أسرته بوحشية, بينما ظل (رونالد) متمسكًا بدفاعه الوحيد وهو أنه نفذ جريمته دفاعًا عن النفس!!
-
- وهكذا وبعد أن استغرقت المحاكمة عدة أشهر تم الحكم على (رونالد الأصغر) بالسجن لمدة خمسة وعشرين عامًا.. تبدو هذه النهاية إذن, لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد..
-
-نظرًا للسمعة السيئة التي حظي بها منزل (أميتي فيل) بعد هذا الحادث, انخفض سعره إلى الحد الذي أغرى الزوجين (جورج) و(كاثلين لوتز), ودفعهما إلى تجاوز القصص التي تحكي عن المنزل, ليشترياه بثمن معقول وليقيما فيه.. كان هذا بعد مرور عامين على الحادث الرهيب..
-
-و بعد ثمان وعشرين يومًا فحسب, كان الزوجان يهربان من المنزل في منتصف الليل وهما يصرخان بهستيريا معلنين أن المنزل مسكون, وأن أرواح أفراد عائلة (ديفو) لا تزال تجول المنزل كأنها لا تزال حية وتسكن فيه!!
-
- بالطبع أثارت قصتهما الجميع, وبدأت الشائعات تنتشر كالنار في الهشيم, مما أغرى الكاتب (جاي آنسون) بالذهاب إلى هذا المنزل الرهيب, ليقضي فيه بعض ليال بمفرده, خرج في نهايتها وقد كتب كتابه الشهير ( The Horror of Amityville) الكتاب الذي حقق أعلى المبيعات الذي يتحدث عن جريمة رهيبة ومنزل مسكون واستحواذ شيطاني قد يكون هو دافع (رونالد الأصغر) في ارتكاب جريمته..
-
-و في عام 1979 قام المخرج (ستيوارت روزنبرج) بتحويل القصة إلى فيلم سينمائي ناجح, يحمل ذات الاسم, وكما هو معتاد توالت الأفلام والكتب وكلها تحمل نظريات جديدة ومخيفة لتفسير كيف يقوم شاب مثل (رونالد الأصغر) بارتكاب جريمة بهذه البشاعة..
ثم تمت اعادة نسخة الفيلم هذه في عام 2005 ايضا
-
-و ازدادت شهرة المنزل في هذا الوقت, حتى تحول إلى مزار سياحي يقصده الجميع من كل مكان, ليلتقطوا الصور له
-
- بقي أن نقول إن (رونالد الأصغر) تم الإفراج عنه في أوائل 2001 وقد نسيه الجميع, وإن كان هو الوحيد الذي يحمل السر المخيف.. سر ما حدث هناك..
نتمنى ان يكون الموضوع حاز على اعجابكم