السقوط فى بئر سبع الجزء الاول حيث دئما مصالح الدول تتشابك فيما بينها مما يحتاج معها الى تجنيد جواسيس فى الدول الاخرى لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب الدول المخترقة ولذلك نجد ان الجاسوسية منتشرة بين جميع الدول منذ فجر التاريخ نجد الكثير من القصص التى اكتشفت وما خفيا كان أعظم بالطبع ومن تلك القصص قصة السقوط فى بئر سبع الجزء الاول :
في مدينة المنيا ولدت انشراح علي موسى عام ١٩٣٧ لأسرة متوسطة الحال .. وبرغم التقاليد المتزمتة في ذلك الوقت دخلت الفتاة الصعيدية المدرسة وواصلت تعليمها حتى حصلت على الشهادة الاعدادية عام ١٩٥١.
وبعد نجاحها بأيام قليلة أراد والدها مكافأتها فاصطحبها معه إلى القاهرة لحضور حفل عرس أحد أقاربه.
و في حفل العرس تعرفت علي زوجها المستقبلي إبراهيم سعيد شاهين ابن العريش المولود عام ١٩٢٩ الذي ما غادر الحفل إلا و عرف عنها كل شيء وبعد أيام قلائل فوجئت به يطرق باب بيتها في المنيا برفقته والده طارت انشراح من السعادة وحلقت بين السحب بخيالها تستطلع مستقبلها الهنيء
وانزعجت الفتاة الصغيرة عندما اعترضت والدتها في أمر زواجها منه متعلله ببعد المسافة بين المنيا والعريش وبكت بحرقة وهي ترى أحلامها الوردية تكاد أن تحقق ثم سرعان ما تنهار في ذات الوقت دون أن تقدر على عمل شيء
إلا ان ابيها كان له رأي مخالف ووافق علي إتمام الزيجه و سرعان ما أعلنت الخطبة..
وفي أول حديث مع خطيبها صارحته بأنها أعجبت به مذ ان رأته في حفل القاهرة وازداد إعجابها به حينما سعى وراءها حتى المنيا ليطلب يدها.
وفي حفل بسيط انتقلت انشراح إلى بيت الزوجية في العريش مع زوجها ابراهيم
كان إبراهيم شاهين يعمل كاتب حسابات بمكتب مديرية العمل بالعريش وهو أيضاً لم يحصل سوى على الإعدادية مثلها لذلك اتفق وانشراح على أن يواصل أولادهما تعليمهم حتى أعلى الشهادات العلميّة وأصبح هذا الأمل هو هدفهما الذي يسعيان اليه ويعملان على تحقيقه مهما كانت الظّروف
في أواخر عام ١٩٥٥ زرقا بمولدهما الأول "نبيل"... ثم جاء المولود الثاني محمد عام ١٩٥٦، ثم عادل في ١٩٥٨
وفي عام ١٩٦٣ – وكما اتفقا من قبل – أرسلا بأولادهما إلى عمهم بالقاهرة ليواصلوا الدراسة هناك وليعيشوا حياة رغدة بعيداً عن مظاهرة البداوة وظروف الحياة الأقل حظاً من العاصمة.. وفي أكتوبر ١٩٦٦ ضبط إبراهيم يتلقى الرشوة وحبس ثلاثة أشهر خرج بعدها ليكتشف مدى قسوة الظروف التي تمر به والمعاناة الشديدة في السعي نحو تحقيق آماله في الارتقاء والثراء.
في يونيو ١٩٦٧ اجتاحت إسرائيل سيناء واحتلتها و أغلقت فجأة أبواب السبل أمام السفر إلى القاهرة فتأزمت انشراح نفسياً قلقاً على أولادها
هكذا ظلت انشراح تبكي معظم الليل والنهار و وجد إبراهيم أن الحياة في العريش كما لو كانت في الأسر فالحزن يخيم على البيت والمعيشة أضحت في أسوأ حال فمنذ الغزو وهو عاطل عن العمل لا يملك المال الذي يشتري به أبسط الأشياء
وسط هذا المناخ كانت المخابرات الإسرائيلية تعمل بنشاط زائد و تسعى لتصيد العملاء بسبب الضغوط المعيشية الصعبة وظروف الاحتلال... فالاحتلال الفجائي لسيناء وقع على سكانها كالصاعقة، فاختنقت نفوس الأهالي برغم اتساع مساحات الأرض والجبال... ولكونهم ذوي تقاليد بدوية ومحبين للحركة والتجوال والتنقل، أحسوا بثقل الأمر ولم يطيقونه ... لكن الظروف التي وضعوا فيها اضطرتهم إلى محاولة تحملها لثقتهم أنها أزمة لن تطول. لكن ما كان يحز في نفوسهم هو تضييق الخناق عليهم في المعيشة والتنقل.. فكانت التصاريح التي يمنحها الحاكم العسكري الإسرائيلي لا تتم بسهولة... وأصبح السفر إلى القاهرة يحتاج لمعجزة من السماء. فالتعنت في منح التصاريح بلغ منتهاه.. واشتدت عضات الغضب في الصدور.. إلى جانب آلام الجوع التي تنهش الأبدان وتجتث الصبر والقوة.
ضاقت الحياة باتساعها على إبراهيم وانشراح في العريش.. وخلا البيت من الطعام والشراب والسرور... وخيمت قتامة سوداوية على نفسيهما... فازدادا يأساً وشوقاً إلى الأبناء في العاصمة.. وأمام البكاء المستمر الذي تورمت له عينا انشراح... اندفع ابراهيم إلى مكتب الحاكم العسكري يطلب تصريحاً له ولزوجته بالسفر إلى القاهرة.
ولما ماطلوه كثيراً بوعود كاذبة .. صرخ في وجه الضابط الاسرائيلي قائلاً إنه فقد عمله ودخله ولا يملك قوت يومه... فطمأنه الضابط "أبو نعيم" ووعده بالنظر في أمر التصريح في أسرع وقت... وبعد حديث طويل بينهما حاول ابراهيم خلاله التقرب اليه لإنجاز التصريح... أمر له أبو نعيم بجوال من الدقيق وبعض أكياس الشاي والسكر... فحملها فرحاً إلى زوجته وهو يزف اليها السفر إلى القاهرة عما قريب.
استبشرت انشراح خيراً وغمرتها السعادة بما جاءها به، وغاصت في أحلامها وتخيلاتها باللقاء الحميم مع فلذات أكبادها. لكن الأيام تمر وأبو نعيم يعد ولا ينفذ .. ويعود إبراهيم في كل مرة محبطاً... لكنه كان يحمل معه دائماً أكياس المواد التموينية التي أصبحت هي المصدر الوحيد للإعاشة.. ولولاها لمات جوعاً هو وزوجته.
وذات صباح فوجئ بمن يستدعيه لمكتب أبو نعيم.. فذهب اليه في الحال وقدم له الشكر على الإعانة الدورية التي يمنحها له.. فأخبره الضابط بأن الحاكم العسكي وافق على منحه تصريح السفر هو وزوجته..
تهلل وجه ابراهيم بشراً وقبل ظهر يده شكراً لله.. فباغته أبو نعيم وقال له بأن موافقة الحاكم العسكري جاءت بشرط أن يكون متعاوناً ويأتيه بأسعار الفاكهة والخضروات في مصر.. والحالة الاقتصادية للبلد بواسطة أخيه الذي يعمل بالاستيراد والتصدير.
أجاب إبراهيم على الفور أن الشرط بسيط للغاية... فبإمكانه القيام بهذه المسألة خير قيام... وأضاف بأنه سيأتيهم بأسعار السلع الاستهلاكية والبقالة والسمك أيضاً.. ولو أنهم أرادوا أكثر من ذلك لفعل.
عندئذ.. وضحت الرؤية للضابط الإسرائيلي.. فقد نجح ابراهيم شاهين في الاختبار الأول.. وكان عليه أن يتصرف معه حسبما هو متبع.. ويحيله إلى الضابط المختص لإكمال المهمة.. فدوره ينحصر فقط في "الفرز" لا أكثر.
وبينما ابراهيم وانشراح يحتفلان بالأمل الجديد الذي راودهما طويلاً.. توقفت سيارة جيب أمام المنزل، وطلب منه جندي أن يرافقه إلى مكتب الأمن... وهناك كان ينتظره ضابط يدعى "أبو يعقوب" بالغ في الاحتفاء به بدعوى أن أبا نعيم أوصاه به خيراً. فشكره ابراهيم وأثنى على أبو نعيم وامتد بينهما الحوار لوقت طويل... استشف أبو يعقوب بحاسته أن ابراهيم يدرك ما يبتغيه منه.. فطلب منه أن يذهب معه إلى بئر سبع .. حيث المكتب الرئيسي للأمن المختص بالتعامل مع أبناء سيناء.
وفي بئر سبع استضافوه وأكرموه بكل السبل، ولوحوا له بإغراءات ما كان يحلم بمثلها يوماً... نظير إغراقه بالنقود وتأمين حياته وذويه في العريش وافق إبراهيم على التعاون مع الإسرائيليين في جمع المعلومات عن مصر.. وتسلم – كدفعة أولى – ألف دولار في الوقت الذي لم يكن يملك فيه ثمن علبة سجائر.
لم تكن تلك الإغراءات أو التهديدات المغلفة هي وحدها السبب الأول في سقوطه.. لكن تشريح شخصيته يعطينا مؤشراً عن استعداده الفطري للخيانة.. فلا يمكن لشخص سويّ أن يستسهل بيع نفسه ووطنه هكذا بسهولة.. لمجرد منفعة مادية مؤقتة.. فالمؤكد أن خلايا الخيانة كانت قابعة بين أنسجته منذ ولادته... وكان يجاهد كثيراً حتى وجد لها منفذاً فأخرجها.
ففي بئر سبع تغير المشهد.. إذ تحول ابراهيم شاهين من مواطن يسعى للحصول على تصريح بالسفر إلى القاهرة .. إلى جاسوس لإسرائيل وعيناً لها على وطنه.
تناقض شاسع بين الحالين يدعونا للبحث في تقلبات النفس البشرية التي لا يعلم سرها إلا خالقها..
أخضع الجاسوس الجديد لدورة تدريبية مكثفة تعلم أثناءها الكتابة بالحبر السري وتظهير الرسائل.. ووسائل جمع المعلومات من الأهل والأصدقاء... درب أيضاً على كيفية التمييز بين الطائرات والأسلحة المختلفة.. واجتاز العميل الدورة بنجاح أذهل مدربيه... فأثنوا عليه ووعدوه بالثراء وبالمستقبل الرائع... وبحمايته في القاهرة حتى وهو بين ذويه ... فعيونهم في كل مكان لا تكل ولقنوه شكل الاستجواب الذي سيتعرض له حال وصوله القاهرة من قبل أجهزة الأمن، وكيف ستكون إجاباته التي لا تثير الشكوك من حوله.
وعندما رجع إلى بيته محملاً بالهدايا لزوجته وأولاده... دهشت انشراح وسألته عن مصدر النقود .. فهمس لها بأنه أرشد اليهود عن مخبأ فدائي مصري فكافأوه بألف دولار... ووعدوه بمنحه التصريح خلال أيام.
بهتت الزوجة البائسة لأول وهلة .. ثم سرعان ما عانقت زوجها سعيدة بما جلبه لها .. وقالت له في امتنان: كانوا سيمسكونه لا محالة ... إن عاجلاً أم آجلاً...
فسألها في خبث: ألا يعد ذلك خيانة .. ؟
فغرت فاها وارتفع حاجباها في استنكار ودهشة وأجابته: مستحيل ... كان غيرك سيبلغ عنه ويأخذ الألف دولار... أنت ما فعلت إلا الصح.
غمغم ابراهيم كأنه مستاء مما فعل وأضاف: لقد عاملوني بكرم شديد... ووعدوني بالكثير بسبب إخلاصي.. وتعهدوا بحماية أهلي وأقاربي إذا ما تعاونت معهم في القاهرة ...
صرخت انشراح في هلع: تعاونت معهم في القاهرة .. ؟ يانهار اسود يا ابراهيم .. كيف .. ؟
وهي يغلق فمها بيده: طلبوا مني موافاتهم بأسعار الخضر والفاكهة في مصر نظير ٢٠٠ دولار لكل خطاب. أذهلها المبلغ فسرحت بخيالها وألجمها الصمت ثم قالت له فيما يشبه الهمس: أنا خائفة.
فأجابها : أنا لا أملك عملاً الآن وليس لي مورد رزق... وبالمعلومات التافهة التي طلبوها سآخذ الكثير وسنعيش في مأمن من الفقر... ثم إنني لست عسكرياً حتى أخاف على نفسي... ولأنني رجل مدني فمعلوماتي ستكون هزيلة ولن تفيدهم بشيء.
في ١٩ نوفمبر ١٩٦٧ وصل ابراهيم وانشراح إلى القاهرة بواسطة الصليب الأحمر الدولي .. فمنح سكناً مجانياً مؤقتاً في حي المطرية .. ثم أعيد إلى وظيفته من جديد بعدما نقلت محافظة سيناء مكاتبها من العريش إلى القاهرة.
وبعدما استقرت الأمور قليلاً... انتقل ابراهيم إلى حي الأميرية المزدحم .. ومن خلال المحيطين به في العمل والمسكن ...بدأ في جمع المعلومات وتصنيفها.. وكانت زوجته تساعده بتهيئة الجو الآمن لكتابة رسائله بالحبر السري.. وكثيراً ما كانت تعيد صياغة بعض الجمل بأسلوب أفضل .. وتكتب أيضاً تحياتها إلى الموساد على أنها شريكة في العمل... واعتاد ابراهيم أن يختتم رسائله بعبارة: "تحيا اسرائيل العظمى ...موسى".
ولأجل التغطية اتجه إلى تجارة الملابس والأدوات الكهربائية .. وبواسطة المال والهدايا كان يتغيب كثيراً عن العمل غالبية أيام الأسبوع، ولشهور عديدة تواصلت الرسائل إلى روما مزدحمة بالأخبار .. مما حدا برجال الموساد إلى دعوته إلى روما لاستثمار هذا الثنائي الرائع في مهام أكثر أهمية ..
وفي أغسطس ١٩٦٨ وتحت ستار التجارة لا أكثر ... أبحر الثعبان والحية إلى لبنان... ومنها طارا إلى روما حيث التقيا بمندوب الموساد الذي سلمهما وثيقتي سفر إسرائيليتين باسم موسى عمر ودينا عمر .. وعلى طائرة شركة العال الاسرائيلية طارا إلى مطار اللد...
كان استقبالهما في إسرائيل بالغ الحفاوة والترحيب ... إذ عوملا معاملة كبار الزوار... وأنزلا بفيلا خيالية في تل أبيب مكثا بها ثمانية أيام .. حصلا خلالها على دورة تدريبية مكثفة في تحديد أنواع الطائرات والأسلحة .. والتصوير الفوتوغرافي.. وجمع المعلومات .. ومنح ابراهيم رتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي باسم موسى . أما انشراح فقد منحت رتبة ملازم أول باسم دينا.
وفي مقابلة مع أحد القيادات العليا في الموساد .. أكدت إنشراح على ضرورة زيادة المكافآت لاشتراكها في العمل يداً بيد مع ابراهيم... ووصفت له صعوبة جمع المعلومات ما لم يشتركا معاً في جمعها وتصنيفها .. وأفاضت في سرد العديد من الحيل التي تقوم بها لانتزاع المعلومات من العسكريين الذين صادقهم زوجها ويجيئون لمنزلهم..
ونظراً لأهمية المعلومات التي حصلوا عليها من خلال الجاسوس وزوجته... فقد قرروا لهما مكافأة سخية وأغدقوا عليهما بآلاف الدولارات التي عادا بها إلى القاهرة .. حيث استغلا وجودهما وسط حي شعبي فقير في عمل الصداقات مع ذوي المراكز الحساسة من سكان الحي... وإرسال كل ما يصل إليهما من معلومات إلى الموساد فوراً..
لقد برعا خلال حرب الاستنزاف – ١٩٦٧ – ١٩٧٠ – في التحليل والتصنيف، وتصوير المنشآت العسكرية أثناء رحلات للأسرة بالسيارة الجديدة فيات ١٢٤.
يقول الابن الأصغر عادل في حديث نشرته جريدة معاريف الإسرائيلية عام ١٩٩٧:
"لن أنسى ذلك اليوم الملعون من صيف ١٩٦٩ طيلة حياتي ... فقد استيقظت مبكراً على صوت همسات تنبعث من حجرة نوم والدي... كان أبي وأمي مستغرقين في نقاش غريب...وكانت أمي تمسك في يدها حقيبة جلدية بينما كان أبي يحاول إدخال كاميرا إلى داخلها لم أر مثلها من قبل في ذلك الحين، كانت أمي غاية في العصبية وقالت له: لا ليس كذلك... هكذا سيرون الكاميرا. فأخرج أبي الكاميرا وأدخلها مرات ومرات إلى الحقيبة.. فجلست أنظر اليهما وهما يتناقشان ... ثم قال لي أبي: نحن ذاهبون إلى رحلة إلى الاسكندرية.
كان الوالد والوالدة غاية في القلق... ولم أرهما متوترين إلى هذا الحد من قبل، أخذ أبي يتصبب عرقاً كلما ابتعدنا عن القاهرة، إلى أن بلل قميصه تماماً كلما ابعتدنا أكثر فأكثر من القاهرة. وكان يتبادل الكلمات مع أمي بصعوبة، وصمتنا نحن أيضاً لشعورنا أن هذه الرحلة ليست ككل رحلة. وفي تلك الفترة كانت هناك قواعد عسكرية ومصانع حربية كثيرة متناثرة حول الطرق الرئيسية في مصر. لم تخف السلطات شيئاً. ربما كنوع من استعراض القوة. وعندما بدأنا في الاقتراب من إحدى القواعد العسكرية أخرجت أمي الكاميرا وأمرها أبي قائلاً: "صوري . ياللا صوري ... صوري". فقالت له وأصابعها ترتعش: "سنذهب إلى الجحيم بسببك". وحركت أمي الجاكيت المعلق على النافذة وبدأت في التصوير، وامتلأت السيارة الصغيرة بصرخاتها الممزوجة بالخوف. فأجابها أبي بنفس اللهجة: "هذه نهايتنا". واستمرت أمي في احتجاجها قائلة: "سنذهب إلى السجن". وفي النهاية نظر أبي اليها بعيون متوسلة: "عدة صور أخرى... فقط عدة صور أخرى".
وحاول "محمد" أن يسأل ما الذي يحدث لكن الرد الذي تلقاه كان "اسكت" فلم نسأل أية أسئلة أخرى بعد ذلك.
عدنا للبيت إلى في ذلك اليوم. وعلى الفور أغلق أبي حجرته على نفسه وبعد فترة طويلة خرج وعانق أمي وقال لها: "يا حبيبتي لقد قمت بالتقاط صور رائعة للغاية". وبكت أمي وقالت له: "إلى هنا يجب أن نشرح الأمر للأولاد". وكنا ما زلنا في صدمة وغير مدركين لهذه الجلبة التي تحدث.
وتحولت الرحلات الأسرية في أنحاء مصر إلى روتين... وكنا نخرج في نهاية كل أسبوع وكنا نسافر إلى الأقصر، وأسوان، ليس هناك مكان لم نذهب إليه.. وأحياناً كان أبي يحصل على إجازة في وسط الأسبوع وكنا نسافر لعدة أيام... وقد صورت قواعد ومنشآت عسكرية في مصر... وكان أبي يسجل عدد الكيلو مترات في الطريق... وبذلك يحدد موقع المصانع والقواعد العسكرية... وكنا نحن الأولاد أفضل تغطية" يتبع.
فى النهاية نتمنى ان تكون القصة نالت على اعجابكم والى لقاء متجدد مع المزيد من القصص المثيرة والمبدعة.