"يجول Yagoul" مشروع يهدف لإثراء المحتوى العربي على الانترنت في كافة المجالات والمواضيع من التعليم والثقافة والاعمال والسفر والسيارات وغيرها ..
كما يعمل ان يصبح واحداً من اكبر مصادر المعلومات العربية على الانترنت من أجل مساعدة الباحثين ورواد المعرفة والمستخدمين من مختلف الفئات في ايجاد المعلومة بسهولة من خلال تصنيف "يجول" هو الوصول الاسرع للمعرفة.
mero mode
3 years ago

بهلول وسجود الموجودات
بهلول وسجود الموجودات قصة رائعة تعلمنا كيف يكون الحنكة والذكاء وكيف ان لا نترك احد يسلبنا حقنا وان نتعامل بالحجة الصحيحة لنتعرف سويا على تفاصيل القصة:

سافر بهلول الى البصرة فاستأجر غرفة في بيت قديم فيها، كانت أجواء البصرة تلك الأيام متغيرة، فقد كان الهواء فيها عاصفا.

ذهب بهلول الى غرفته ليستريح فيها لكن الهواء صار يضرب بالباب، أطبق بهلول جفنيه وحاول أن ينام لكنه بقي ساعة على الفراش يقظا لأن صوت وأزيز الهواء أخذ يشتد في كل لحظة بحيث سلب النوم من عيني بهلول.

نهض بهلول ليتأكد من قفل الباب وفيما إذا كان الشباك باق في موضعه أم لا؟ فوجدهما ساكنين ولم يكن الصوت منهما.
وقف بهلول في زاوية من الغرفة وأخذ يستمع جيدا فعلم أن الصوت صادر من الأعمدة الخشبية لسقف الغرفة، وكان الصوت يهدد بوقوع حادثة مرعبة.
أسرع بهلول الى الباب وفتحه فدخل الهواء –وكان شديدا جدا- الى الغرفة، نادى بهلول صاحب الدار كرارا فلم يجبه أحد، كرر بهلول مناداة صاحب الدار بصوت عال فلم يسمع من أحد جوابا.

لم يكن يعلم بهلول غرفة صاحب الدار لأن الغرف كانت عديدة ومحيطة بالدار وفي كل واحدة منها جماعة من المستأجرين.

حاول بهلول أن ينادي مرة أخرى لكنه سمع أن باب احدى الغرف قد انفتح وخرج منها صاحب الدار وهو غضب ومتكدر من صوت بهلول الذي أزعجه، فقال: (ما الذي حدث لك حتى أخذت تصيح وسط الدار؟).

أشار بهلول الى غرفته وقال: (غرفتي، إن أعمدتها الخشبية تصدر صوتا رهيبا).

وضع صاحب الدار فانوسا كان بيده على الأرض ثم سأل بهلولا: (لم أفهم ما أردت؟ ماذا تقول؟).

قال بهلول مرة أخرى: (أخاف أن تنكسر أعمدة سقف غرفتي وتسقط على رأسي).

فهم صاحب الدار ما أراده بهلول لكنه أحب المزاح معه، فقال: (يا حضرة الشيخ، لا ينبغي لك أن تخاف من هذا الصوت لأنك مؤمن موحّد لله تعالى).

قال بهلول بكل سكينة وهدوء: (أخي العزيز، ما علاقة الإيمان والتوحيد بخراب السقف وسقوطه؟).

كان صاحب الدار يتصور أن بهلولا رجل بسيط ويمكن خداعه، فقال: (يا حضرة الشيخ، إن جميع الموجودات تسبّح لله وتذكره، وأعمدة غرفتك الخشبية أيضا مشغولة بالتسبيح والذكر، وهذا الصوت الذي تسمعه هو صوت تسبيحها وذكرها لله).

تبسم بهلول وقال: (لقد صدقت، لكن حيث أن بعد كل ذكر سجود، فإني أخاف من أن تخر هذه الأعمدة ساجدة لله، فالأفضل أن تجد لي حلا).

فلما سمع صاحب الدار جواب بهلول عرف أنه رجل ذكي ولا يمكن خداعه، فصمم أن يعطيه احدى الغرف الأخرى في الدار.

اتمنى ان تكون القصة حازت على اعجابك وتكون استفدت معنا