ان الخبرة له الفضل الكبير بعد توفيق الله فى نجاح اى مشروع فالخبرة عبارة عن تراكم الخبرات الحياتية عند المختصين فى كافة المجالات فاليك قصة واقعية تثبت مدى اهمية استشارة اهل الخبرة:
“كين” شاب عصامي أمريكي، اتصل بالكاتب طالباً منه المشورة؛ فقد كان مديناً لمطبعة بمبلغ 25 ألف دولار أمريكي؛ سداداً لكتاب طبعه، وظنّ أنه سيتمكن من بيع كل النسخ.
كان الكتاب المطبوع عبارة عن دليل تجاري لكل أصحاب المطاعم في مدينة نيويورك الأمريكية، وكان يشرح كيف يمكن استخراج تصاريح لافتتاح مطعم هناك، وأفضل مصادر شراء مستلزمات المطبخ، ولوازم المطاعم وغير ذلك.. أما فكرة التربّح التي اعتمد عليها “كين” فكانت بنسبة صغيرة من بيع الإعلانات داخل هذا الدليل، وبنسبة كبيرة من بيع الدليل ذاته.
كانت المشكلة الأولى أن كين لم يبِع سوى 1500 نسخة من إجمالي عدد الكتب التي طبعها، وهي 10 آلاف كتاب، وأما المشكلة الثانية فهي أنه بمرور الوقت تقادم هذا الدليل وقلّت جدوى شرائه.
ظل كين بلا مال، وتطارده الديون، ويطارده مخزون من 8500 كتاب عليه تصريفها سريعاً، كان على كين أيضاً البدء في جمع المعلومات لإصدار نسخة السنة التالية من الدليل، إذا كان يريد البقاء في هذا المجال؛ لكن وحتى إن فعل؛ فمن أين سيأتي بالمال اللازم للطباعة؟ هذا في حال لم تقاضِه المطبعة لعدم سداده ديون الطبعة الأولى.
وما وقع فيه كين سببه التفاؤل المفرط في نجاح مشروع ما؛ لكن التفاؤل وحده ليس كافياً للنجاح، يحتاج لأن تدعمه بالأرقام والإحصائيات والقراءة الصحيحة لقدراتك وقدرات السوق الذي تعمل فيه، وأن تنقّيه من العواطف الجياشة؛ فلم يسأل كين الأسئلة الصحيحة كذلك؛ فقد ظنّ أنه قادر على بيع 10 آلاف نسخة من كتابه، دون حسب الحساب.
فدليل مطبوع مثل هذا سيكون صالحاً للبيع في أول 4 شهور من السنة، أو 120 يوماً لبيع كل الكمية، كما أن هناك 12 ألف مطعم في مدينة نيويورك، ولو افترضنا نجاح كين في تحقيق نسبة بيع قدرها 5% لهذه المطاعم؛ فإنه سيبيع فقط 600 نسخة من كتابه لهذه المطاعم، والكمية الباقية سيكون عليه بيعها بنفسه لمشترين محتملين.
ولو افترضنا أن كين سيعمل 10 ساعات يومياً لبيع كتابه؛ فسيكون عليه أن يبيع 10 كتب في الساعة الواحدة، أو كتاباً كل 6 دقائق، وهذه نسبة يصعب -أو يستحيل على الوجه الأدق- تحقيقها في عالم الواقع.. (طريقة الحساب كالتالي: 10 ساعات عمل يومياً تعادل 100 كتاب مباع في اليوم الواحد، مع 25 يوم عمل في الشهر تعني 2500 كتاب مباع، في أربعة أشهر تصبح الكمية المباعة 10 آلاف كتاب).
وعندما سؤل بطلنا كين، هل استشرت خبيراً في هذا المجال قبل شروعك في تنفيذه؟ ردّ: بنعم، استشرت المحاسب الذي أعمل معه، ولقد قدم لي خطة عمل لا غبار عليها!!
وبالطبع من الظلم إلقاء اللوم على المحاسب؛ فهو رجل يعمل مع الأرقام، ووظيفته أن تتساوى الكفتان لا أكثر.
الطريف أن كين كان يعرف رجلاً يعمل في المجال ذاته؛ لكنه لم يفكر في استشارته، وحين فعل، عرف منه أنه يبيع 7 آلاف نسخة من دليل تجاري مماثل ينشره، وأن هذا الرقم توصّل إليه بعد 10 سنوات من العمل في هذا المجال.
ختام القصة أن كين اتفق مع المطبعة على سداد دينه بالتقسيط، بعدما شرح لهم المأزق الذي وقع فيه، وقبلت المطبعة ذلك إعجاباً من إدارتها بمصداقية كين، الذي بدأ يطلب المشورة من رجال يعملون في المجال ذاته، وأما المحاسب فأوكل له كين النشاط الذي يناسبه (الفواتير والضرائب).
حين تفكر في مشروع ما، وقبل أن تقفز قفزة الثقة، استشِر أهل الخبرة أو أناساً يعملون في المجال ذاته؛ خاصة ممن تلمس فيهم الصدق وحب النصيحة الصادقة لوجه الله.
فى النهاية نتمنى ان تستفيدو معنا فتابعونا حتى يصلكم كل جديد ومفيد وعصرى.