ان التغلب على الفشل ىالذى نتعرض لة فى الحياة له عدة طرق اهمها ان نتعرف على ما ادى بنا الى هذا الفشل فمعرف مصدر الداء معرفة صحيحة حتى نتمكن من معرفة معالجتة العلاج الامثل فدئما ما يكمن الحل بداخل التفاصيل التى ادت الى فشلنا فلنتعرف على طريقة سحرية للتغلب على الفشل.
هناك بعض الناس اعتادوا كتابة مذكرات بشكل يومي، وهناك البعض الآخر اعتادوا الكتابة في لحظات القهر أو التعب أو الكبت، وهناك من لا يكتب إلا في لحظات سعادته، وهناك من لا يكتب مطلقاً.. لكن هناك نوع عجيب جداً، وهو ذكي في الوقت نفسه يكتب بمنهج آخر.
حكى لي صديق عما يجنيه من هذه الطريقة التي يكتب فيها في لحظات تعثره ومشكلاته، ولحظات الفشل التي يتعرض لها، أو مواقف الخطأ والإحراج التي يضع نفسه فيها.. هذا النوع من الناس يخصص صفحات في مذكراته الخاصة عن الأوقات المظلمة في حياته، يصارح نفسه ويحكي فيها كل شيء يشعر به تجاه نفسه.. وبالمناسبة فقد جرّبت هذه الطريقة فوجدت أثرها سحرياً.
هذا الرجل كان صاحب مصنع للأثاث، ومرت عليه لحظات من أسوأ لحظات حياته، لم يكن يجد فيها قوت يومه ومصروف البيت ليطعم أولاده؛ ناهيك عن رواتب الموظفين الذين يعملون عنده.. لم يكن يعتقد أنه سيعود يوماً لسابق عهده من الرخاء ودعة العيش.. كان في كل يوم يتخلى عن شيء مما يملكه؛ عن مصنعه، ثم عن قطعة أرض كان قد ورثها، ثم عن سيارته، وحتى شقته تخلى عنها، وأودع زوجته وأولاده أمانة لدى أهلها؛ حتى ييسر الله له، وخرج يسعى لرزقه ويواجه مصيره.. وعزم على عدم العودة حتى يقضي الله له أو عليه.
يحكي هذا الصديق قائلاً: في هذه الأوقات كدت أنفجر من الكبت والعجز، ولم يكن لي ملاذ ولا متنفس ولا حديث أشكو فيه لأحد.. لم أجد أمامي إلا أن أكتب لأفرغ ما بداخلي، أن أكتب عن كل شيء وأكون صادقاً مع نفسي، أن أتوقف عند كل حماقاتي التي ارتكبتها والتي كانت يوماً سبباً في فشلي.. في كل يوم كان الأمور تتأزم كنت أكتب عن ذلك؛ لكن بارقة الأمل لاحت أمامي فجأة، وشعرت أن علي أن أترك مكاناً في صفحاتي لوقت الرخاء وحل الأزمات..
فكنت أكتب في صفحة عن هذه الحماقة أو عما ارتكبته من خطأ أدى لما أنا فيه، أو لسوء تصرف مني جعل الغير يخطئ في حقي.. وكنت أترك الصفحة المقابلة فارغة.
ويوماً بعد الآخر كنت أقرأ صفحات فشلي أو صفحات الأزمة؛ فأكتشف أشياء عجيبة في تصرفاتي أو في تقييمي للأمور، وأعتقد أن هذا بسبب أنني خارج الأزمة؛ فكنت أقرأ قراءة موضوعية، بعيدة عن أي محاولة للحل.. وشيئاً فشيئاً بدأت الحلول تتكشف أمامي؛ فكنت أسارع بها، ثم أعود فوراً لأكتب ما توصلت إليه من حلول.. إلى أن منّ الله عليّ، واستعدت ما فقدته وأكثر.
والأهم من ذلك أنني وقفت على طريق لحل مشكلاتي؛ فلم أترك عادتي في كتابة المشكلة أو الحماقات أو الأخطاء التي أرتكبها وأخجل أمام نفسي من مواجهتها، أو التي تتسبب فيها غفلتي في إيقاعي بمشكلات حياتي.. ولا أزال أترك الصفحات التي أمامها خالية؛ لأكتب فيها الحلول التي سأتوصل إليها فيما بعد.
وأصبحت عادة قراءة مذكراته الفاشلة بين الحين والآخر هي متعته، والخبرة والتدريب الحياتي في مواجهة أزماته..
فكم منا أيها الأصدقاء يملك مذكرات كهذه؟ مذكرات عن حماقات ارتكبناها ونرتكبها.
فى النهاية نتمنى ان تكونوا قد استفدتم معنا فتابعونا حتى يصلكم كل جديد ومفيد وعصرى.