كلنا منا يفضل شخصية كرتونية هى المحببة الى قلبة وقد كان شخصية ميكى موس هى المقرب الى صانعها والت ديزنى لانها مفتاح السعادة بالنسبة لة لانها نال عنها جوائز الاوسكار كما جعلها شعار لشركتة ولكن عندما تم عرض شخصية بطوط اشتهرت عنها واكتسحتها بالرغم من الفرق بين الشخصيتين ولنتعرف على اسباب انتشار واكتساح بطوط لشخصية ميكى موس وارتباط ذلك بطبيعة الشخصية البشرية.
وشخصية ميكي هي الشخصية المثالية التي توجه دائما للأفضل، وتحاول أن تدفع الجميع إلى القيم المثالية الصحيحة؛ هي إذن صورة الكائن الكامل، النقي، الذي لا يقترف ذنوبا، ولا يرتكب أخطاء، ولا يتعصب أو يغضب أبدا.
لكن المدهش حقا أن تلك الشخصية تراجعت بقوة لصالح شخصية بطوط؛ ذلك الكائن الظريف المنتمي إلى عائلة البط، والذي دائما ما يقع في مشكلة تلو الأخرى؛ مرة بسبب سذاجته، وأخرى بسبب عصبيته، وثالثة لتسرعه وحماسه المفرط.
كنت أظنّني منفردا في ميلي تجاه تلك الشخصية الباعثة للبهجة، قبل أن أفاجأ أن جُلّ من أعرفهم -كبارا وصغارا- يفضّلون شخصية بطوط على مُعظم شخصيات والت ديزني، بما فيها البطل المدلّل.. ميكي.
وسألت نفسي.. لماذا!؟
لماذا نهوى مشاهدة شخصية بطوط العصبية على شخصية ميكي المثالية المتزنة دائما؟
هل لأنها شخصية طيبة حنونة، على رغم ما قد يظهر من عصبيتها واندفاعها؟ لا أظن؛ فميكي أيضا شخصية طيبة، ولم يشاهَد قط وهو يقوم بأفعال سادية أو شريرة.
في الحقيقة إننا نحب بطوط؛ لأنه يُشبهنا، في أخطائنا، وعيوبنا، ومشكلاتنا.
لأنه يتعصب.. ويغضب.. ويثور.. مثلنا تماما.
لأنه يطمع.. ويحتال.. ويدبر الفخاخ لمنافسيه.. كما نفعل.
إن صورة الشخص المثالي الكامل ليست مقبولة لنا حتى في القصص الخيالية، ربما لا نكرهها؛ لكننا لا نتفاعل معها أو نشعر تجاهها بالألفة والتمازج.
وذلك لأن النقص جزء من كينونتنا، وارتكاب الأخطاء والذنوب بل والكوارث أمر لا بد منه.
المثير للغرابة أننا وعندما نكبر نحاول دائما أن نتقمص شخصية ميكي، أن نرتدي زي العِصمة، ونحاول أن ندفع الآخرين إلى ارتدائه، فنصبح أكثر انتقادا، وقسوة، ونفورا من أخطاء الآخرين؛ حتى وإن كانت من الاجتهادات التي ينصلح بها أمر الدنيا، ويتدافع من خلالها البشر تحقيقا لسنة الله في الأرض.
بعضنا يشتدّ ويقسو إذا ما نبّهه أحدهم لخطئه أو زلّته، يرتبك في عصبية، وربما أغلظ في القول وقسا، وكأنه المبرأ من كل عيب، الكامل بلا نقص ولا خلل.
ولا يدري هذا المسكين أنه يدفع الآخرين إلى تركه في وهم كماله، وإسماعه ما يودّ فقط سماعه!
ربما كان على الخاطئ أن يعتذر، وكان على المذنب أن يتوب، لكن عليهما كذلك أن يستأنفا الرحلة وسط شركاء لهم في الحياة لديهم أيضا أخطاؤهم وزلاتهم.
إن الحياة يا أصدقائي لا تستقيم إلا إذا تعلمنا أن الخطأ جزء أصيل منها..
وبأننا سنخطئ ويجب أن نعتذر..
بأننا سنهفو ونذنب وسنحتاج إلى طلب العفو والمغفرة..
بأنه سيُخطأ في حقنا.. ولا بد من أن نُسامح..
وبأننا -كذلك- سنشهد على أخطاء غيرنا وكبواتهم، وسنكون طريقهم إلى تجاوز تلك الأخطاء ونسيانها والبدء من جديد..
أعلم أن هناك صنفا من البشر لا يحب الحديث عن الأمل، عن رحمة الله، عن سعة فضله وقبوله لعباده العصاة التائبين..
عابسون دائما، يحاولون التأكيد على أن النار جاهزة لالْتهام العصاة والمذنبين من أمثالنا..
هم يقينا لم يقرؤوا قول ربنا: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}، ولم يسمعوا قول نبينا صلى الله عليه وسلم: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”.. لم يدركوا أن الحياة ليست مثالية، وبأن الأخطاء من صفات سكّانها..
وأغلب الظن أنهم كذلك.. لم يحبّوا بطوط أبدا!!
فى النهاية نتمنى ان تكونوا قد استفدتم معنا فتابعونا حتى يصلكم كل جديد ومفيد وعصرى.