ان القيادة هى مسئولية كبير تلقى على عاتقنا فمنا من يحسن التصرف ومنا من يسقط فى اختبار القيادة ويفشل فشل ذريع فى قيادة والتأثير على مرؤسية فاليكم افضل الحلول لمعرفة اصول القيادة الحكيمة:
جلس القائد في مكتبه يراجع الملفات والتقارير التي وردت إليه.. وبينما هو منهمك في عمله الذي يحبه ويخلص له بشدة، وهو بشهادة الجميع من الكفاءات في مكانه، فوجئ بالجندي يدخل إليه حاملاً رسالة مختصرة من رئيسه تقول: “لقد أسرفت في السهر والشراب ليلة أمس، مما أثّر على عملك اليوم بشكل ملحوظ، وأرجو ألا تكررها”!!
تعجّب القائد من فحوى الرسالة؛ فهو لم يسهر لا ليلة أمس ولا الليلة التي قبلها، ولا هو من هواة ذلك، وليس معروفاً عنه ذلك.
قدّر القائد أنه ربما هناك خطأ ما، أو أن هناك احتمالا أن تكون هذه الرسالة تحمل لغزاً سيكشفه لاحقاً.. وعاد مرة أخرى إلى عمله.
في اليوم التالي، وبينما هو منكبّ على أوراقه، وفي نفس الساعة، دخل إليه الجندي يحمل رسالة مشابهة من قائده أيضاً تقول: “لقد حذّرتك مسبقاً من السهر والإفراط في الشراب؛ لكنك لم تلتزم بما نبهتك له.. وهذا آخر تحذير لك بالعودة لذلك”!!
هنا لم يجد القائد بُدّاً من التوجّه لقائده لسؤاله عن لغز هذه الرسالة.. دخل القائد إلى رئيسه، وقال: لقد وردتني من سيادتكم رسالة على مدار يومين لم أفهم مضمونها؛ لكني أؤكد أنها مخالفة للواقع تماماً؛ لأنني لا أسهر ولم أعتد الشراب مطلقاً.
نظر رئيسه له ملياً، ثم قال: ألست مسئولاً عن مجموعة من الجنود تديرهم وتنظّم عملهم؟
قال القائد: بلى.
فقال رئيسه: منذ اليوم الذي أصبحت فيه مسئولاً عن مجموعتك، لم تعد مسئولاً فقط عن نفسك وعن أفعالك؛ بل عن كل أفعالهم.. فكما يُنسب لك حُسن التخطيط الذي يقومون هم بتنفيذه، ويضاف لسجلّ نجاحك كل عمل تقوم به مجموعتك؛ فعليك أن تتحمل كل خطأ يفعله أحدهم.. لقد أفرط أحد جنودك في السهر والشرب لليلتين، ولم تعلم أنت، أو لم تتخذ إجراء بشأنه!
هذه هي أصول القيادة التي يتمّ تدريسها؛ لكن يبدو أن الكثير من القادة ينسون أول قاعدة للقيادة عندما ينزلون إلى ساحة التنفيذ، ينسون أن معنى أن تكون قائداً أنك دائماً مسئول.. لا يجوز أن ألقي باللوم على تقصير أحد، أو تخاذله أو سوء ضميره أو نيته أو تصرفه؛ فدوري كقائد يقتضي أن أُحسن اختيار مَن يعمل معي، وأن أضع كلاً منهم في مكانه المناسب، وأن أتابع وأراقب تصرفاتهم دائماً، وأن أقوّم باستمرار كل اعوجاج -ولو كان بسيطاً- بسرعة، وقبل أن يكون ملحوظاً أو مؤثراً على العمل الذي تقدمه هذه المجموعة.
وقد ضرب لنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أروع الأمثلة في هذه القاعدة فقال: “لو أن بغلة في العراق عثرت لَسَأَلني الله عنها لأنني لم أعبّد (أي أمهّد) لها الطريق”.. وكان مقر قيادته رضي الله عنه في المدينة المنورة التي تبعد آلاف الكيلومترات عن العراق!!
عمر رضي الله عنه يشعر بمسئوليته الحقة تجاه موقع قيادته؛ فما دام مسئولاً عن العالم الإسلامي؛ فإنه مسئول باختياره لقواده ولعماله الذين يعملون وكأنه هو من يعمل، وبضبطه وحسابه يقوّم ما خرج عنهم من خطأ.. لا يفعل ذلك إبراء لذمته وتحسيناً لصورته؛ لكن لأن هذه هي مسئوليته، ولهذا استحقّ أن يكون قائداً.
وقد ضرب الدكتور عصام شرف أروع الأمثلة في فهم القيادة؛ حين قال في أول كلمة له بعد أن أصبح رئيساً للوزراء: “حين أشعر أنني غير قادر على تنفيذ وتحقيق ما جئت من أجله من أحلام الناس وطموحاتهم؛ فإني سأترك منصبي فوراً”. ورحم الله شيخنا الجليل محمد متولي الشعراوي حين قال: “والقيادة تكليف لا تشريف”؛ لأنه رأى فيها وجهها الحقيقي؛ رأى أن ما فيها من صلاحيات ومميزات لا يملكها العامة؛ إنما هو ليساعد القائد على تنفيذ دوره، لا ليكون تشريفاً له يتعالى به على الرعية.
فتذكر صديقي.. أنك حين تكون قائداً فأنت دائماً مسئول.
فى النهاية نتمنى ان تكونوا قد استفدتم معنا فتابعونا حتى يصلكم كل جديد ومفيد وعصرى.