ان التاريخ الاسلامى يذخر بالكثير من الاشخاص الذين سطرو التاريخ بحروف من نور نظرا لما قدموه من بطولات لا تعد ولا تحصى ولكن للاسف ان معظم كتب التاريخ فى مراحل التعليم المختلفه لا تذكر هؤلاء الابطال لا من قريب ولا بعيد وذلك يترتب علية خلو الامه من القدوة التى يجب ان نحتذى بها فهلما نتعرف على قصة الجندى المسلم الذى تاجر مع ربه ولم يعلن عن نفسه وظل اسمه سرا حتى اليوم:
ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺟﻴﺶ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺤﺎﺻﺮﻭﻥ ﻗﻠﻌﺔ ﻋﻈﻴمةﻟﻠﺮﻭﻡ .
ﻭﻟﻜن ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﺍﺳﺘﻌﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺃﺳﻮﺍﺭﻫﺎ ﻭﻹﻏﻼﻕ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺬ ﺇﻟﻴﻬﺎ .
ﺍﻷﻣﺮﺍﻟﺬﻱ ﺭﺟﺢ ﻛﻔﺔ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﺮﻭﻡ، ﻓﺄﺧﺬﻭﺍ ﻳﻘﺬﻓﻮﻥ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻫﺎ .ﻓﺎﺯﺩﺍﺩ ﺗﻌﺐ ﻭﺍﻧﻬﺎﻙ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﺎﻡ ﺃﺣﺪ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻔﻜﺮﺓ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ . ﺇﺫ ﺃﻧﻪ
ﺗﺨﻔﻰ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ اﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞﺑﺎﺏ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﻇﻞ ﻳﻨﻘﺐ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﻨﻘﺐ ﺣﺘﻰ
ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳُﺤﺪﺙ ﺑﻪ ﻧﻘﺒﺎً ﺛﻢ ﺭﺟﻊ ﺩﻭﻥﺃﻥ ﻳُﺨﺒﺮ ﺃﺣﺪﺍً ،
ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻐﺪ ﺗﺄﻫﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝﻛﻌﺎﺩﺗﻬﻢ ، ﻓﺪﺧﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺐﻭﻗﺎﻡ ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ.
ﻓﺘﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﺗﺴﻠﻘﻮﺍ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺣﺘﻰ
ﺳﻤﻊ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺗﻜﺒﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﻗﻠﻌﺘﻬﻢ ﻭﺩﺍﺧﻞ
ﺳﺎﺣﺘﻬﺎ ﻓﺘﺤﻘﻖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻨﺼﺮ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺠﻴﺶ ، ﻭﻧﺎﺩﻯ
ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ : ﻣَﻦ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﻨﻘﺐ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻓﻠﻴﺨﺮﺝ ﻟﻨُﻜﺎﻓﺌﻪ ..
ﻓﻠﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺃﺣﺪ !
ﻓﻌﺎﺩ ﻭﻗﺎﻟﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﻨﻘﺐ ﻓﻠﻴﺨﺮﺝ .. ﻓﻠﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺃﺣﺪ !
ﺛﻢ ﻭﻗﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺪ ﻭﺃﻋﺎﺩ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻓﻠﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺃﺣﺪ !
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ، ﻭﻗﻒ ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﻗﺴﻤﺖُ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﻨﻘﺐ ﺃﻥ
ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻟﻴﻞ ﺃﻭ ﻧﻬﺎﺭ .
ﻭﻋﻨﺪ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺧﻴﻤﺘﻪ ، ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺟﻞٌ ﻣﻠﺜﻢ
، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺴﻠﻤﺔ : ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﻘﺐ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺇﻥَّ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﻘﺐ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﺮ ﻗﺴﻢ ﺃﻣﻴﺮﻩ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﺪﻳﻪ
ﺛﻼﺛﺔ ﺷﺮﻭﻁ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﺒﻲَ ﺍﻟﻄﻠﺐ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺴﻠﻤﺔ : ﻭﻣﺎﻫﻲ ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺃﻥْ ﻻ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﺳﻤﻪ ، ﻭﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻪ ، ﻭﻻ
ﺃﻥ ﺗﺄﻣﺮ ﻟﻪ ﺑﻌﻄﺎﺀ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺴﻠﻤﺔ : ﻟﻪ ﻣﺎﻃﻠﺐ .
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺃﻧﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﻘﺐ ، ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺃﺩﺭﺍﺟﻪ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﻭﺍﺧﺘﻔﻰ ﺑﻴﻦ ﺧﻴﺎﻡ ﺍﻟﺠﻴﺶ !
ﻓﻮﻗﻒ ﻣﺴﻠﻤﻪ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺭﺟﺎﻝ
ﺻﺪﻗﻮﺍ ﻣﺎﻋﺎﻫﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﻧﺤﺒﻪ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻈﺮ.
فى النهاية نتمنى ان تكونوا استفدتم منها وان تكون اعجبتكم وان
يضاف الى رصيدكم الذهنى قدوة جديدة فى الشجاعه والتفانى و
انكار الذات.