الصعود الى الهاوية الجزء الثانى حيث دئما مصالح الدول تتشابك فيما بينها مما يحتاج معها الى تجنيد جواسيس فى الدول الاخرى لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب الدول المخترقة ولذلك نجد ان الجاسوسية منتشرة بين جميع الدول منذ فجر التاريخ نجد الكثير من القصص التى اكتشفت وما خفيا كان أعظم بالطبع ومن قصص عملاء الموساد فى اختراق وطننا العربى قصة الصعود الى الهاوية الجزء الثانى:
أما الضابط العاشق – المقدم فاروق عبد الحميد الفقي – فقد استقال قائده من منصبه لأنه اعتبر نفسه مسؤولاً عنه بالكامل و عندما طلبت منه القيادة العامة سحب استقالته، رفض بشدة وأمام إصرار القيادة على ضرورة سحب استقالته خاصة و الحرب وشيكة فاشترط القائد للموافقة على ذلك أن يقوم هو بتنفيذ حكم الإعدام في الضابط الخائن و لما كان هذا الشرط لا يتفق و التقاليد العسكرية وما يتبع في مثل هذه الأحوال فقد رفع طلبه الى وزير الدفاع “الحربية” الذي عرض الأمر على الرئيس السادات ”القائد الأعلى للقوات المسلحة” فوافق فوراً ودون تردد.
وعندما جاء وقت تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص في الضابط الخائن لا أحد يعرف ماذا قال القائد له وماذا كان رد الضابط عليه لكن المؤكد أنه أخرج مسدسه من جرابه وصوبه على رأس الضابط و أطلق طلقتين عليه كما تقضي التعليمات العسكرية في حالة الإعدام .
اللواء نبيل شكري قائد قوات الصاعقه الذي يروي لنا تفاصيل اكتشافه و تلقيه لخبر جاسوسيه فاروق
( كان يوما أسود في حياتي ، فقد تلقيت خبر وفاه شقيقتي في تحطم طائرتها المدنيه التي ضلت طريقها فوق سيناء و أسقطتها الطائرات الاسرائيليه فورا و كان بها المذيعه الشهيره سلوي حجازي ايضا ، وعدت الي منزلي مهموماً حزينا ، لاتلقي اتصال بضروره التواجد في مبني القياده العامه علي الفور ، وبدون ان ابدل ملابسي عدت الي القياده العامه ).
لأجد فريقا من المخابرات العامه والمخابرات الحربيه ، و الذين اخبروني بقصه فاروق الفقي ، ولمده طويله كنت اعارضهم و اشكك في نتائجهم فأنا اعرف فاروق الفقي جيدا و اعرف وطنيته و مدي حبه للوطن ، و اخبرتهم واصررت علي انهم مخطئين ، و ان فاروق لا تشوبه شائبه و كانت أدلتهم لي صادمه فالخطابات بخط مقارب لخط فاروق الذي اعرفه جيدا ، و طريقته في الكتابه أيضا ، لكن عقلي رفض بأي شكل من الاشكال تصديق ان فاروق هو الخائن الذي تسبب في مقتل العشرات من رجال الصاعقه و طلب رجال المخابرات مني ان اتصل بفاروق و ادعوه للحضور لمبني القياده العامه لحضور مؤتمر مهم و عاجل و كان ذلك امرا معتادا ان اطلب حضوره اجتماعات علي مستوي عال لعرض رأيه في الخطط الهندسيه لقوات الصاعقه
و بالفعل حضر فاروق و فور دخوله المكتب واطمئنانه الي ان كل شئ علي ما يرام فاتحه رجال المخابرات فيما لديهم من أدله ، وعلي الفور انهار فاروق وسقط علي كرسيه مكرِّرا : هبه ملهاش دعوه بحاجه .
فقد كان يدافع عنها دفاع مستميت غريب حتي و هو يعلم انه في اول خطوات الطريق الي حبل المشنقه و بعدها توالت اعترافاته وانا مصدوم صدمه حياتي كلها و يلتقط اللواء احمد شوقي الخيط مستكملاً نقطه هامه بصفته قد حضر جانب من التحقيقات مع فاروق الفقي
(( كنت احضر جانب من التحقيقات مع فاروق والتي كانت تتم في اماكن منعزله ، فلم يتم القبض عليه علنا لكننا تركناه يمارس حياته كالمعتاد امام الناس تحسباً لو الموساد كان يتتبعه و بدأت المخابرات العامه في استخدامه لأرسال معلومات مغلوطه لهم و بعض المعلومات الصحيحه فقد كانت لعبه شديده الذكاء و الحرص و ما كان يجعل فاروق يتقن تلك اللعبه و لا يخطئ فيها هو ظنه بأنه يحمي هبه سليم من حبل المشنقه لكنه لم يكن يدري ما يدبر لهبه في فرنسا و تلك قصه اخري يرويها من شارك فيها .
اما بخصوص التحقيقات التي كنت احضرها فقد كنت مندهش من اعترافاته والتي تتلخص في النقاط التاليه
- فاروق كان يعلم انه جاسوس للموساد و ان حبه لهبه اجبره علي الاستجابه للموساد
- فاروق قدم معلومات كثيره لم تكن مطلوبه فقد كان يقول عن نفسه .. انا بني ادم مخلص في شغلي احب اعمل شغلي بأتقان شديد واقدم اكتر ما هو مطلوب مني .
- فاروق لم يتقاضي مليم من الموساد – فجزء كبير من نقوده كانت تودعها الموساد في حساب بنكي في سويسرا و الباقي كانت تحضره هبه لفاروق في القاهره او بحواله و كان فاروق يرد لها كل المبالغ لكي تحفظها معها لحين زواجهم حيث اوهمته انها في سبيلها لتكوين ثروة لتأسيس منزل فاخر في القاهره ( وهو ما لم يكن صحيحا طبعا)
- فاروق كان مقتنعا بحب هبه له
و يلقى كلا منهما مصيرا عادلا جزاء لخيانته.
فى النهاية نتمنى ان تكون القصة نالت على اعجابكم والى لقاء متجدد مع المزيد من القصص المثيرة والمبدعة.