لعشاق القصص المثيرة والغامضة جئنا لكم فى موقعنا المتميز صفحة بمجموعة متميزة من القصص المرعبة والتى تحتوى على الكثير من التفاصيل المثيرة والشيقة ومنها تلك القصص قصة عائلة فوكس والمنزل المسكون لنتعرف سويا على تفاصيل القصة :
القصة بدأت في ديسمبر عام 1847 عندما انتقلت عائلة فوكس للسكن في بلدة هادسفيل الصغيرة، العائلة كانت مكونة من الأب جون فوكس و زوجته مارغريت و ابنتيهما كاتي و مارغريت، وقد انتقلوا للعيش في منزل كان أهالي البلدة يقولون بأنه مسكون، وكانت هناك الكثير من القصص والشائعات حول الأصوات الغريبة والغامضة التي يضج بها المنزل والتي دفعت المستأجر السابق إلى تركه بعد أن كاد يصاب بالجنون.
حال عائلة فوكس مع المنزل الجديد لم يكن أفضل من حال المستأجر السابق، فبعد فترة قصيرة على سكنهم في ذلك المنزل بدأت العائلة تسمع أصوات غريبة مجهولة المصدر يصاحبها أحيانا تحرك بعض قطع الأثاث من تلقاء نفسها! .. وقد تسببت هذه الأمور بإرعاب العائلة، خصوصا البنات الصغيرات اللاتي دفعهن الخوف والهلع إلى الانتقال للنوم في غرفة أبويهما. وكانت تلك الأصوات من الوضوح والقوة إلى درجة أن الأسرة و الكراسي كانت تهتز لها أحيانا، و قد حاولت العائلة عبثا معرفة مصدر تلك الأصوات، لكن من دون فائدة تذكر، واستمر هذا الحال حتى ليلة 31 مارس من عام 1848 .. ففي تلك الليلة الرهيبة وقعت أمور قد لا يتخيل المرء حدوثها سوى في الكوابيس وأفلام الرعب السينمائية، ولتفصيل تلك الأحداث المروعة سأتركك عزيزي القارئ مع ما كتبته السيدة فوكس كشهادة حية على مجريات تلك الليلة، وهي شهادة وقع عليها الجيران أيضا لزيادة مصداقيتها وتأكيد حدوثها .. تقول السيدة فوكس :
"في الليلة الأولى لسماعنا الضوضاء الخفية نهضنا جميعا من أسرتنا و أوقدنا الشموع باحثين في أرجاء البيت عن مصدرها ، لكن بدون جدوى ، و استمرت الأصوات تسمع لفترة في نفس المكان ، لم تكن أصوات عالية ، لكنها كانت تصدر صريرا في الأسرة و الكراسي يمكننا الإحساس به أثناء استلقائنا في أسرتنا ، وكانت على شكل دقات منتظمة ولم تكن متقطعة وفجائية ، وكنا نستطيع الإحساس بها عند وقوفنا فوق أرضية المنزل، واستمرت تروعنا حتى استغرقنا في النوم بصعوبة، فأنا لم استطع النوم حتى الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل.
وفي 30 مارس عاد الدق ليزعجنا مجددا طوال الليل، وكان يسمع في جميع أرجاء المنزل ، وحين وقف زوجي خارج حجرة النوم وبقيت أنا داخلها كان الدق يتردد بوضوح على الباب الذي يفصل بيننا! ، ثم سمعنا صوت خطوات غامضة في حجرة المؤن ، وأخرى تنزل السلم، و استمرت تلك الأصوات تزعجنا بدون انقطاع ، فتوصلت إلى قناعة بأن البيت مسكون من قبل روح تعسة معذبة ، وقد كنت اسمع عن الأرواح و البيوت المسكونة و لكني لم أشاهد أي منها من قبل و لم أكن اصدق بها.
في مساء الجمعة 31 مارس 1848 قررنا الذهاب إلى الفراش باكرا ، عزمنا على عدم إعارة أي اهتمام للأصوات الخفية المزعجة، وأن نأخذ قسطا وافرا من النوم بعد أن أتعبنا وأرهقنا أنفسنا في الليالي السابقة. كان الوقت مبكرا حين أوينا للفراش ، وكانت ليلة حالكة الظلام ، وكنت أشعر بالتعب والإجهاد بسبب عدم النوم ، كنت تقريبا مريضة، ولم يكن زوجي قد أوى إلى الفراش بعد حين سمعنا الدق مجددا ، وكنت قد تمددت في فراشي للتو، أما الصغيرتان فكانتا متمددات على السرير الآخر في الغرفة ، وقد حاولن تقليد الدق عن طريق طقطقة أصابعهن.
ابنتي الصغيرة كاتي نادت ببراءة : ( أيها السيد ذو الخطوات الخفية افعل كما افعل أنا) ثم صفقت بيديها فجاء الرد سريعا بنفس عدد الصفقات! .. وعندما توقفت كاتي عن التصفيق توقف الدق لمدة قصيرة ، ثم قالت ابنتي الأخرى مارغريت وهي تقلد شقيقتها كأنهما يلعبان لعبة مسلية : ( و الآن افعل تماما كما افعل أنا ، احسب واحد ، اثنان ، ثلاثة ، أربعة ) قالت ذلك وهي تصفق بيدها ، فجاء الرد سريعا و بنفس العدد من الصفقات ، مارغريت شعرت بالخوف ولم تكرر الأمر لكن كاتي قالت بلهجة طفولية ساذجة : ( أوه .. أمي .. لقد عرفت سر الأصوات الخفية .. فغدا هو الأول من نيسان (كذبة نيسان) و يبدو أن احدهم يحاول استغفالنا والضحك علينا)!!.
ثم واتتني فكرة بأن أقوم باختبار لا أحد غيرنا في المكان يستطيع معرفة جوابه ، فطلبت من الصوت بأن يصفق بعدد سنوات عمر كل واحدة من بناتي على حدة ، فجاء الجواب سريعا و صحيحا! ، عمر كاتي ومارغريت، وأبنتي الكبرى المتزوجة ليا، أعطي بدقة ، وقد توقف الصوت لفترة كافية للفصل بين عدد سنوات أعمارهن ، ثم توقف الصوت مرة أخرى لفترة أطول و صفق بعدها ثلاثة مرات .. وهو عدد سنوات ابنة لي ماتت في الصغر ولم يكن أحد في البلدة يعرف شيئا عنها.
ثم سألت مرة أخرى : (هل هو إنسان هذا الذي يجيب على أسئلتي بصورة صحيحة ؟ ) ، لكني لم احصل على جواب ، فسألت مرة أخرى : (هل هي روح ؟ إذا كانت كذلك فأجب بدقتين) ، وجاء الجواب سريعا بدقتين متواليتين فقلت متسائلة : (إذا كانت روح تعسة و معذبة فأجب بدقتين) ، وهذه المرة أيضا جاء الجواب سريعا بالإيجاب و بصوت قوي هز أركان البيت ، فسألت مرة أخرى : ( أين حصلت التعاسة لهذه الروح ؟ هل حدثت في هذا المنزل ؟) ، فجاء الجواب بالإيجاب كما في المرات السابقة بدقتين متواليتين ، وقلت مرة أخرى : (هل الشخص الذي سبب لك التعاسة لا يزال حيا ؟) ، فجاءت الإجابة مؤكدة بنقرتين ، و بنفس الطريقة استطعت أن أعرف بالتدريج بأن الروح تعود لرجل في الواحدة و الثلاثين من العمر قتل في هذا المنزل و دفنت جثته في القبو ، وبأنه متزوج ولديه خمسة أطفال ، ولدان و ثلاثة بنات ، و أن أطفاله ما زالوا على قيد الحياة بينما توفت زوجته.
و سألته مرة أخرى : ( هل ستستمر بالدق إذا استدعيت الجيران ليحضروا و يسمعوا أيضا ؟) ، فجاء الصوت موافقا بنقرتين و بصوت عالي. فذهب زوجي سريعا ليستدعي السيدة ريدفيلد ، وهي امرأة طيبة كانت أقرب الجيران إلينا ، وفي هذه الأثناء كانت ابنتاي
كانت الساعة تشير إلى السابعة و النصف مساءا حين وصلت السيدة ريدفيلد ، وكانت قد أتت على وجه السرعة ظنا منها بأن الأمر لا يعدو عن كونه مزحة ، وبأنها ستتمتع ببعض الضحك ، لكنها دهشت عندما رأت شحوب بناتي وإمارات الخوف بادية على وجوههن فعلمت بأن الأمر أكثر جدية مما حسبت . و من جديد قمت بتوجيه الأسئلة للروح، وكانت الأسئلة هذه المرة تخص السيدة ريدفيلد ، وذلك لكي تتأكد بأن الأمر حقيقي وليس مزحة، وقد أجابت الروح بدقة ووضوح، وأعطت عمر السيدة ريدفيلد بصورة صحيحة، فقامت هذه الأخيرة باستدعاء زوجها، وتم طرح أسئلة جديدة، وجاءت الإجابات صحيحة مرة أخرى.
بعدها قام السيد ريدفيلد باستدعاء السيد ديسلر و زوجته ، و كذلك السيد هايدي وزوجته، و السيدة جويل ، وأشخاص آخرين. و قام السيد ديسلر بطرح عدة أسئلة ، وقد حصل على الإجابات بنفس الطريقة (النقر والتصفيق) ، ثم قمت أنا بذكر أسماء جميع الجيران الذين اعرفهم و سألت الروح إن كان احدهم هو الذي تسبب له بالإساءة ، فلم احصل على جواب ، ثم سأل السيد ديسلر قائلا : (هل تم قتلك ؟ ) ، فجاء الرد بالإيجاب عاليا و متواصلا ، فتساءل السيد ديسلر مجددا : (هل يمكن لقاتلك أن يمثل أمام العدالة ؟ ) ، فلم يرد الصوت، وأردف ديسلر قائلا : ( هل يمكن أن تتم معاقبته بواسطة القانون ؟) ، وهذه المرة أيضا لم نحصل على إجابة ، ثم تساءل السيد ديسلر قائلا : ( إذا كان قاتلك لا يمكن أن يعاقب بواسطة القانون فأعلمنا بذلك ؟ ) وسرعان ما جاء الرد بالإيجاب.
و بنفس الطريقة استطاع السيد ديسلر معرفة أن صاحب الروح جرى قتله في غرفة النوم الشرقية قبل حوالي خمسة سنوات و أن مرتكب الجريمة هو السيد ..................... و أنها وقعت في ليلة الثلاثاء ، في الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل ، و أن الجريمة نفذت ذبحا بواسطة سكين قصابة ثم سحبت الجثة إلى القبو ، لكنها لم تدفن حتى اليوم التالي ، وقد جرى دفنها على عمق عشرة أقدام تحت أرضية القبو، و كان المال هو الدافع الأصلي للجريمة.
(كم كان المال؟ .. هل كان مئة ؟) .. لا إجابة .. (مائتين ؟) .. لا إجابة .. وظل السيد ديسلر يعدد حتى وصل إلى خمسمائة .. حينها جاب الرد بالإيجاب. ثم جرى استدعاء الكثيرين، البعض منهم كانوا من الصيادين في النهر المجاور، و طرحت نفس الأسئلة مجددا و جاءت نفس الأجوبة. الكثيرين ممن حضروا بقوا في المنزل حتى ساعة متأخرة ، أما أنا و أطفالي فقد غادرنا المنزل بينما بقي زوجي والسيد ريدفيلد طوال الليل.
في اليوم امتلئ المنزل تماما بالزائرين الذين قدموا من جميع أرجاء البلدة والأماكن المجاورة لها لسماع الأصوات، لم تكن هناك أي أصوات في النهار ، لكنها عادت مرة أخرى في الليل ، وسمعها قرابة الثلاثمائة شخص ممن كانوا متواجدين في المنزل وحوله ، و في اليوم التالي تواصلت الأصوات حتى في النهار وسمعها عدد كبير من الناس.
وفي ليلة السبت 1 نيسان بدء الرجال بالحفر في القبو للتأكد من كلام الروح بوجود جثة فيه ، حفروا عميقا حتى وصلوا إلى الماء ولم يجدوا شيئا ، فتركوا الحفر ، وجاءت ابنتي الكبرى المتزوجة وأبني الشاب للنوم معنا ، و اختفت الأصوات في اليومين التاليين. ولم أسمعها مجددا حتى ليلة البارحة، حيث عادت أصوات الدق وتم تبادل الأسئلة مع الروح بالطريقة المعهودة.
أنا لست ممن يؤمنون بالبيوت المسكونة أو التجليات الروحية ، و أنا آسفة حقا للضجة التي سببها الأمر ، و الذي تسبب بدوره في الكثير من المتاعب لنا ، و حرمنا من السكن المريح في منزلنا . لكني في الحقيقة متلهفة إلى أن تعرف الحقيقية ، و أن يكتب تقرير صحيح و حيادي عما حصل في المنزل .
أخيرا فأنا اشهد بأن هذا النص المكتوب في هذه الشهادة الخطية قد قرأ علي كاملا، و هو صحيح وحقيقي ، و أنا مستعدة للقسم على ذلك إذا طلب مني.
التوقيع : مارغريت فوكس , 14 نيسان 1848"
هذا كان النص الكامل الذي كتبته السيدة فوكس عن الأحداث العجيبة والمخيفة التي جرت في منزلها قبل أكثر من قرن ونصف من الزمان ..
لكن هل انتهت القصة هنا ، كلا عزيزي القارئ .. فهي قد ابتدأت من هنا! ..
ماذا حصل بعد ذلك يا ترى؟؟.
لقد تمكن الجيران من عمل شفرة صوتية بينهم و بين الروح ، و ذلك عن طريق تبديل عدد النقرات بحروف ، فمثلا الحرف ألف يرمز لنقرة واحدة، الحرف باء لنقرتين .. الحرف هاء لخمسة نقرات .. وهكذا دواليك .. وبهذه الطريقة استطاعوا معرفة أن الروح تعود لشخص اسمه تشارلز روزنا ، و هو بائع متجول تم قتله في البيت قبل خمسة سنوات . وعاد الجيران للحفر بالقبو مجددا في الصيف ، وهذه المرة اكتشفوا خصلات شعر بشرية و عدة عظام و أسنان ، لكنهم لم يجدوا جثة كاملة.
بالنسبة للسيدة فوكس فقد روي بأن شعرها قد ابيض تماما بسبب الرعب الذي عاشته ، أما الفتاتين ، كاتي ومارغريت ، فقد أرسلت إحداهما إلى بيت أخيها و الأخرى إلى بيت أختها ، وكلاهما متزوجان ويعيشان خارج البلدة. وكانت المفاجأة الكبرى حين بدأت أصوات النقر الخفية تسمع في منزلي الأخ والأخت!، وكان ذلك دليلا برأي البعض على أن الفتاتين هن وسيطات روحيات بالفطرة ، وأنهن وجودهن في المنزل كان هو السبب الحقيقي في ظهور الأصوات أصلا ، ولولاهن لما تمكنت السيدة فوكس و جيرانها من التحدث إلى الروح . ولاحقا أصبحت تلك الأصوات تلاحق الفتاتين أينما حلتا وارتحلتا ، الكثير من الأرواح اتصلت بالشقيقتين لإيصال رسالة من العالم الآخر ، وهكذا أصبحت الشقيقتان، بالإضافة إلى أختهن الكبرى ليا ، من أشهر الوسيطات الروحانيات في تاريخ الولايات المتحدة، ذاع صيتهن في أرجاء البلاد، وعرفن بأسم الأخوات فوكس (مارغريتا 1836-1893 ، كاتي 1838-1892 و ليا 1814-1890 ) ، وكانت جلسات تحضيرهن للأرواح تجري في المسارح الكبرى ويحضرها جمع غفير من الناس، لكن تلك قصة أخرى .. ربما سنرويها لاحقا في مقال ثاني.
قبل الختام .. إليك عزيزي القارئ المفاجأة الكبرى .. ففي عام 1904 .. أي بعد وفاة الشقيقات جميعا ، و بعد 56 عاما على سماع الأصوات لأول مرة ، تم عن طريق الصدفة اكتشاف هيكل عظمي كامل لرجل مدفون في قبو منزل عائلة فوكس في هادسفي